لماذا خلق الله الناس مختلفين طب 21 الشاملة

لماذا خلق الله الناس مختلفين طب 21 الشاملة

الاختلاف سنة الله في الكون

لما خلق الله -سبحانه وتعالى- آدم -عليه السلام- نفخ فيه من روحه وقبض قبضة من جميع الأرض فجاء البشر من نسله مختلفين في أشكالهم وألوانهم وطبائعهم وذلك لحكمة عظيمة حيث قال تعالى: (وَلَو شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النّاسَ أُمَّةً واحِدَةً وَلا يَزالونَ مُختَلِفينَ*إِلّا مَن رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذلِكَ خَلَقَهُم...)،[1] فما هي الحكمة من خلق الله الناس مختلفين؟[2]

لماذا خلق الله الناس مختلفين

يذكر بعض أهل العلم أنَّ سبب خلق الله الناس مختلفين هو مناسبتهم للأصل الذي خُلقوا منه وهو من جميع أنواع تراب الأرض ليجعل بين الناس اختلافاً في الطبائع جاء في الحديث الصحيح عن أبي موسى الأشعرِي -رضي الله عنه- أنَّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: (إن الله تعالى خلق آدم من قبضةٍ قبضها من جميع الأرض فجاء بنو آدم على قدر الأرض منهم الأحمر والأسود والأبيض والأصفر وبين ذلك والسهل والحَزن والخبيث والطيب)،[3] فقد أشار الحديث صراحة إلى اختلاف الناس في ألوانهم وصفاتهم الخَلقية والخُلقية، ويرجع ذلك إلى تقدير الله تعالى حيث إنّ التربة التي خُلق منها إنسان تختلف عن التي خُلق منها إنسان آخر فمن خُلق من تربة السهول طبعه مختلف عن الذي خُلق من طينة الجبال، والذي خُلق من طينة بيضاء لونه يختلف عمن خُلق من طينة سوداء، وعلى هذا الأساس نشأَ الاختلاف بين الناس.[4]

وكذلك فإنَّ الأرض منها ما هو وَعر عسير المسالك ومنها ما هو سهل ليّن، وكذلك هي أخلاق الناس فمنهم من يكون تعاملهم سَلِساً يسيراً ومنهم من يكون تعاملهم صعباً عسيراً، ومنهم المؤمن الطيّب والكافر الخبيث، غير اختلاف أشكالهم وألوانهم، ويدلّ ذلك على عظمة قدرة الله -سبحانه وتعالى- وتفرّده بالخلق ووحدانيته في خلق الكون، يقول الشيخ الشنقيطي -رحمه الله- عن اختلاف أشكال الناس وألوانهم: (قد أوضح تعالى في غير هذا الموضع أنَّ اختلاف ألوان الآدميين واختلاف ألوان الجبال والثمار والدَّواب وَالأنعام كلّ ذلك من آياته الدالة على كمال قدرته واستحقاقه للعبادة وحده واختلاف الأَلوان المذكورة من غرائب صنعه تعالى وعجائبه ومن البراهين القاطعة على أنّه هو المؤَثِّر وأنَّ إِسناد التأثير للطبيعة من أعظم الكفر والضلال).[4]

أمّا ما يجب على المؤمن لقاء هذا الاختلاف والتنوع بين البشر أن يُسلِم لله -سبحانه تعالى- ويفرده بالعبادة فهو الذي خلق الناس على هذا الاختلاف لحكمة وتدبير أراده في خلقه فما ظهر لنا من أنّ الناس متنوعين في الطبائع والصفات نؤمنُ به وما خفي علينا ندعُ التفصيل فيه إيماناً وتسليماً ويقيناً بحكمِ الله -تعالى- وأنَّه المتصرف المتفرّد بالخلق والإيجاد.[4]

حقيقة اختلاف الناس

لا يمكن لأحد أن يُنكر الاختلاف في وجهة النظر والرأي فينبغي تقبّل جميع الآراء والاختلافات والتحاور يكون بالأسلوب الليّن والكلمة الطيبة، وقد أشار بعض العلماء إلى مجموعة من القواعد التي يجب مراعاتها في الخلاف منها ما يلي:[5]

أسباب اختلاف الناس

يختلف الناس وتختلف طبائعهم وتقديراتهم للأمور ويعود ذلك لعدّة أسباب منها:[6]

المراجع

  1. ↑ سورة هود، آية: 117-118.
  2. ↑ أحمد حطيبة، تفسير أحمد حطيبة، صفحة 303، جزء 4. بتصرّف.
  3. ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم: 6160، صحيح.
  4. ^ أ ب ت محمد صالح المنجد (4-11-2012)، "الحكمة من خلق البشر على ألوان مختلفة أبيض وأسود ونحوه"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 13-12-2017. بتصرّف.
  5. ↑ توفيق الواعي (5-3-2013)، "حقيقة الاختلاف بين الممنوع والمقبول"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 13-12-2017. بتصرّف.
  6. ↑ بليل عبد الكريم (17-6-2012)، "أسباب الأختلاف بين الناس"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-12-2017. بتصرّف.
  7. ↑ سورة البقرة، آية: 170.