يُحب الإنسان وطنه لأنّ هذا شيء فطري ومتأصل داخل قلب كلّ فرد، بل إنّ حب الأوطان شيء يجري داخل الدم، حتّى وإن كان هذا الوطن كثباناً رملية، أو مكاناً تعرض فيه المواطن للأذى والبلاء، ويجدر بالذكر أنّ مغادرة الوطن والغياب عنه تترك في الفؤاد الحنين والشوق إليه، فالوطن هو مكان الولادة والنشأة، وموطن الذكريات التي لا يُمكن نسيانها، وفيه الآباء، والأجداد، والأهل، والأصدقاء، والأحبة.[1]
يُشار إلى أنّ حب الوطن فطرة مجبولة لدى كلّ فرد، وطبيعة تولد معه وتنغرس في جسده، وفي هذا الصدد يقول ابن الجوزي: إنّ فطرة الرجل معجونة بحب الوطن، فالإبل تحن إلى أوطانها، كما تحن الطيور إلى أوكارها، وقال ابن الرومي:[2]
وحبَّب أوطانَ الرجالِ إليهمُ
إذا ذكَرُوا أوطانَهم ذكَّرتْهمُ
ينطلق حب الوطن من التربية الإسلامية القائمة على الحب الإيماني السامي، وهو الحب الذي يملأ النفس بمعاني الانتماء الصادق والولاء، ويتحقق حب الوطن من خلال تحقق صدق الانتماء إلى الدين، ثمّ الانتماء إلى الوطن، إذ يحث الدين الإسلامي الحنيف على حب الأوطان، وخير دليل على ذلك محبة الرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم لوطنه مكة المكرمة، وذلك عندما أُخرج منها، حيث قال صلَّى اللَّه عليه وسلَّم لمكة: ((ما أطيبَكِ مِنْ بَلَدٍ وأحبَّكِ إليَّ ولولا أنَّ قومي أخرجوني مِنكِ ما سكنتُ غيرَكِ))[3].[4]
تتعدد صور حب الإنسان لوطنه، ومن هذه الصور ما يأتي:[5]
يُمكن التعرف على واجبات المواطن اتجاه وطنه من خلال مشاهدة الفيديو الآتي: