لماذا سميت تركيا بهذا الاسم
تركيا
تركيا، أو الجمهوريّة التركيّة هي دولة ذات موقع استراتيجي يصل بين قارّتي أوروبا وآسيا، فهي تمتد عبر جزيرة الأناضول في جنوب غرب آسيا ومنطقة البلقان في جنوب شرق أوروبا، وفيها بحر مرمرة الذي يفصل الجزء الآسيوي منها عن الجزء الأوروبي، ولذلك تُوصف بأنّها جسر بين الحضارتين، كما أنّها للسبب ذاته تجمع ما بين التّقاليد الأوروبيّة والآسيوية ضمن مزيج فريد من نوعه.[1]
أصل تسمية تركيا بهذا الاسم
يُقسَم اسم تركيا (باللغة التّركيّة: Türkiye) إلى كلمتين؛ الكلمة الأولى (Türk) وتشير إلى سكان تركيا، أو أحد أفراد الشّعب التّركي، كما تعني القوي في اللغة التركيّة القديمة، ويعود أصلها إلى كلمة (tu-kin)، وهي الاسم الذي أطلقه الصّينيون في عام 177ق.م على سكان جبال ألتاي في آسيا الوسطى، أما الكلمة الثّانية (iye) فتعني مالكاً، أو ذا صلة. يرجع أول استخدام مسجّل لمصطلح (Türk)، أو (Türük)، باعتبارها أسماء تدل على اللغة التركيّة إلى غوكتورك (Göktürks) في كتابات أورخون، أو ما يُعرَف بنقوش أورخون في القرن الثّامن الميلاديّ، أما اسم تركيا (باللغة الإنجليزيّة: Turkey) فقد اشتُقّ في القرون الوسطى من الكلمة اللاتينيّة (Turchia).[1]
عاصمة تركيا
عاصمة تركيا هي مدينة أنقرة ثاني أكبر مدنها بعد إسطنبول، وتقع مركزياََ في الأناضول، على بعد 200 كم جنوب البحر الأسود، وتتميّز بموقعها الاستراتيجيّ في وسط الطّريق السّريع وشبكة السّكك الحديديّة في تركيا. يسود في أنقرة مناخ قاريّ جاف وحار صيفاََ، وبارد يكثر فيه تساقط الثّلوج شتاءََ، وتتساقط فيها الأمطار غالباََ خلال فصلَي الرّبيع والخريف.[2]
تشتهر مدينة أنقرة بالعديد من المزايا، فهي تضم جميع السّفارات الأجنبيّة، كما أنّها مدينة تجاريّة، ومركز لتسويق المنتجات الزّراعيّة التي تنتجها المناطق المحيطة بها، وفيها الصّناعات الدفاعيّة، وأكبر شركات البناء، وتشتهر بماعز الأنغورة الذي يتميّز بشعره الطّويل الذي يُصنع منه صوف الموهير، كما تشتهر بسلالة مميزّة من القطط هي قط الأنغورة، وبالأرانب البيضاء، والدّببة، ومن أهم مزروعاتها الكمثرى والعنب، وتكثر فيها المواقع التاريخيّة التي تعود للحضارات القديمة مثل الحضارة الحيثيّة، والفريجيّة، واليونانيّة، والرومانيّة، والبيزنطيّة، والعثمانيّة.[2]
جغرافيّة تركيا
الحدود
يبلغ طول الحدود الإجمالية لتركيا نحو 6.440 كم؛ 75% منها حدود بحرية، ويشمل ذلك الخطوط السّاحلية على طول البحر الأسود وبحر إيجة، والبحر الأبيض المتوسط، وبحر مرمرة، ومضيق البوسفور، ومضيق الدّردنيل، وتحد تركيا من الشّرق أذربيجان، وإيران، أما من الشّمال الشّرقي فتحدها جورجيا، وأرمينيا، ومن الجنوب الغربي، والغرب البحر الأبيض المتوسط، وبحر إيجة، ومن الجنوب الشّرقي سوريا والعراق، ومن الشّمال الغربي اليونان وبلغاريا.[3]
المساحة
تبلغ المساحة الإجماليّة الجمهورية التّركيّة 779.452كم2، منها 23.764كم2 في أوروبا، و755.688كم2 في آسيا، وهي تحتل المرتبة السّابعة والثّلاثين عالمياََ من حيث الحجم، وتُقسم تركيا إلى سبع مناطق وهي: مرمرة، والبحر الأسود، وإيجة، والبحر الأبيض المتوسط، ووسط الأناضول، وشرق الأناضول، وجنوب شرق الأناضول، وتُعد تركيا منبعاً لكل من نهر الفرات، ودجلة، وأراس، وفيها بحيرة فان، ويمثل جبل أرارات أعلى نقطة في تركيا إذ يبلغ ارتفاعه 5165 متراََ.[1]
المناخ
تتميّز تركيا بمناخ حار وجاف صيفاََ، أما في الشّتاء فهو بارد ورطب، ويبلغ معدل تساقط الأمطار السّنويّ حوالي 15 إنشاََ (400 ملم)، ويُعد شهر أيار هو شهر الأمطار، في حين أنّ شهري تموز وآب هما الأكثر جفافاً. تتعرّض تركيا للزلازل بكثرة خاصةََ في مناطق الشّمال على طول قوس يمتد من بحر مرمرة إلى بحيرة فان، وقد شهد شمال غرب تركيا في 17 آب من عام 1999م زلزالاََ بلغت قوته 7.4 درجة على مقياس رختر فقتل أكثر من 17.000 شخص وجرح 44.000، أما القضايا البيئيّة التي تحظى باهتمام الحكومة التركيّة حالياََ فهي: تلوّث المياه بالمواد الكيميائيّة والمنظفات، وتلوّث الهواء، وإزالة الغابات، والمخاوف من تسرب النّفط من السفن.[1]
الديانة
تركيا دولة علمانيّة، ليس لها دين رسمي، إلا أنّ الدّستور يضمن حرية ديانة أفراد المجتمع، وتمثل نسبة المسلمين في تركيا 99%، معظمهم من السُّنّة، والقليل منهم من الطّائفة العَلويّة، أما باقي الشّعب فينتمون إلى معتقدات أخرى مثل المسيحية بطوائفها المختلفة (اليونانيّة الأرثوذكسية، والأرمن الأرثذوكس، والسّريانية الأرثوذكسيّة)، واليهوديّة، واليزيديّة والإلحاد.[1]
اللغة
اللغة التّركيّة هي اللغة الرّسميّة الوحيدة في تركيا، وهي لغة مختلفة كثيراََ عن اللغة التّركيّة التي كانت تُستخدم خلال الفترة العثمانيّة والتي كانت مزيجاََ من التّركيّة والفارسيّة والعربيّة، لدرجة أن التّركي الآن لن يتمكّن من قراءة الوثائق الحكوميّة والأدبيّة التي تعود للفترة العثمانيّة دون ترجمة. تاريخياََ، توجد العديد من اللّهجات التركيّة في جميع أنحاء البلاد، وقد تم اختيار لهجة إسطنبول كلغة قياسيّة تُستخدم في وسائل الإعلام والنّظام التّعليمي، أما باقي اللهجات فلا تحظى باهتمام رسمي أو حماية، مما جعل العديد منها مهدداََ بالاختفاء، ومع ذلك تبث شبكة (TRT) التلفزيونيّة بعض البرامج باللغات المحليّة، واللهجات العربيّة، والبوسنيّة، والشركسيّة، والكرديّة بضع ساعات في الأسبوع.[1]
تاريخ تركيا
تُعد جزيرة الأناضول التي تتكوّن منها معظم تركيا الحديثة واحدة من أقدم المستوطنات البشريّة في العالم، فهي تعود إلى العصر الحجري الحديث، وقد تحدّث سكانها اللغات الهنديّة الأوروبيّة، والسّامية، واللغات الكارتفيليّة (لغات جنوب القوقاز). أسس الحيثيون أول إمبراطورية أساسيّة حكمت المنطقة من القرن الثّامن عشر حتى القرن الثّالث عشر قبل الميلاد، وبعد انهيار الإمبراطورية الحيثية حكم المنطقة الفريجيون -شعوب أصلها من الهند الأوروبية- حتى القرن السّابع قبل الميلاد، باستثناء السّاحل الغربي للأناضول الذي حكمه الأيونيون أحد شعوب اليونان القديمة، وبعد ذلك سقطت الأناضول بأكملها تحت حكم الأخمينيين الفرس.[1]
في عام عام 334ق.م، سقطت الأناضول بيد الإسكندر الأكبر، وبعد ذلك تم تقسيمها إلى عدد من الممالك الصغيرة الهلنستيّة والتي استسلمت للجمهوريّة الرّومانية في منتصف القرن الأول قبل الميلاد، وفي عام 324م اختار الإمبراطور الرّوماني قسطنطين المدينة التي تُعرَف حالياً باسم إسطنبول لتكون العاصمة الجديدة للإمبراطورية الرومانيّة، وأطلق عليها اسم روما الجديدة، وقد سُميت لاحقاََ باسم القسطنطينية، وبعد سقوط الإمبراطورية الرّومانية الغربيّة، أصبحت القسطنطينيّة عاصمة الإمبراطورية البيزنطيّة (الإمبراطورية الرّومانية الشّرقية)، وفي عام 1071م انتصر التّرك على الإمبراطورية البيزنطيّة في معركة مانزيكرت، وبدؤوا بالاستقرار في الأناضول مما أدى إلى ظهور إمبراطورية السّلاجقة.[1]
استمر حكم السّلاجقة للأناضول حتى هُزموا على يد المغول، وبدأت الإمبراطورية السّلجوقية بالانهيار تدريجياََ وحل محلها الإمبراطوريّة العثمانيّة التي أصبحت من أقوى الكيانات السياسيّة خلال القرنين السّادس عشر والسّابع عشر، إلا أنّها عانت بعد ذلك من سنوات من الانحدار انتهى بهزيمتها في الحرب العالميّة الأولى، وبعد الحرب العالميّة الأولى قاد مصطفى كمال أتاتورك حركة قوميّة أعلن من خلالها ولادة الجمهوريّة التركيّة، وانتهاء الحكم العثمانيّ في 29 من شهر تشرين الأول/أكتوبر من عام 1923م، وأصبح بذلك أول رئيس للجمهوريّة التركيّة.[1]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ "Turkey", www.newworldencyclopedia.org,26-3-2018، Retrieved 27-4-2018. Edited.
- ^ أ ب "Ankara", www.newworldencyclopedia.org,22-3-2016، Retrieved 28-4-2018. Edited.
- ↑ John Dewdney, Malcolm Yapp (22-4-2018), "Turkey"، www.britannica.com, Retrieved 28-4-2018. Edited.