-

لماذا سمي يوم الجمعة بهذا الاسم

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

يوم الجمعة

فضّل الله -تعالى- يوم الجمعة على سائر أيام الأسبوع، وجعل كثرة الصلاة على النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في هذا اليوم من المستحبّات وذلك للجمع بين الفضلين، قال ابن القيّم: (فالصلاة عليه في هذا اليوم مزية ليست لغيره مع حكمة أخرى، وهي أن كل خير نالته أمته في الدنيا والآخرة فإنما نالته على يده، فجمع الله لأمته به بين خيري الدنيا والآخرة فأعظم كرامة تحصل لهم، فإنما تحصل يوم الجمعة، فإن فيه بعثهم إلى منازلهم، وقصورهم في الجنة، وهو يوم المزيد لهم إذا دخلوا الجنة)،[1] ولفضل يوم الجمعة على غيره جُعلت له مجموعة من الأحكام والآداب والأعمال المستحبّة التي تؤتى فيه، وفي هذا المقال ذكر سبب تسمية يوم الجمعة بهذا الاسم، وغير ذلك من الفضائل والمستحبات من الأعمال فيه.

سبب تسمية يوم الجمعة بهذا الاسم

أورد الله سبحانه ذكر يوم الجمعة في القرآن الكريم في سورة الجمعة فقال الله سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ)،[2] ويوم الجمُعة يُذكر بضمّ الميم وهو المشهور، وقيل بتسكين الميم أو فتحها. قيل في مختار الصحاح: (ويوم الجُمُعَة بسكون الميم وضمها يوم العروبة، ويُجمع على جُمُعات وجُمَع، والمسجد الجامع، وإن شئت قلتَ مسجد الجامع بالإضافة، كقولك: حق اليقين، والحق اليقين، بمعنى مسجد اليوم الجامع، وحق الشيء اليقين، لأن إضافة الشيء إلى نفسه لا تجوز إلا على هذا التقدير).[3]

وبحسب هذا الكلام وغيره فإنّ يوم الجمعة كان اسمه في الجاهليّة يوم العروبة، ولم يسمّى باسمه الجمعة إلا في الإسلام، وقيل إنّه سمّي يوم الجمعة في الجاهلية، وقد أسماه بذلك كعب بن لؤيّ، وكانت قريش تجتمع فيخطبهم فيه وأمّا سبب تسمية يوم الجمعة بهذا الاسم في الإسلام فقيل لأنّ الله -سبحانه- جمع خلق آدم -عليه السلام- في ذلك اليوم، وقيل لاجتماع الناس للصلاة فيه في المسجد، فهو يومٌ جامعٌ لهم، وورد سوى ذلك فقيل لأنّ يوم الجمعة جُمعت فيه فضائل كثيرة، وقيل أيضاً أنّ الله جمع بين آدم وحوّاء في يوم الجمعة بعد ما نزلا إلى الأرض.[3]

هناك أعمالٌ يستحبّ أن يأتيها المسلم يوم الجمعة يبتغي فيها الأجر والثواب من الله تعالى، وجُعلت ليوم الجمعة على وجه الخصوص، وفيما يأتي ذكرٌ لشيء منها:[1]

  • استحباب استخدام السواك ومسّ الطيب ولبس أحسن الثياب قبل الخروج إلى صلاة الجمعة.
  • وجوب الاغتسال يوم الجمعة عند بعض العلماء، لما رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدري أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (الغسلُ يومَ الجمعةِ واجبٌ على كلِّ محتلمٍ، وأن يستَنَّ، وأن يمسَّ طيبًا إن وُجِدَ).[4]
  • استحباب قراءة سورة الكهف فالوصيّة جاءت عن النبي -عليه السلام- للمسلمين بذلك، وقد جعلت سورة الكهف نوراً لمن قرأها تضيء له بين الجمعتين.
  • استحباب التبكير إلى الصلاة قدر المستطاع، وقد شجّع النبي على هذا الفضل فقال: (إذا كان يَومُ الجُمُعةِ، فغسَلَ أحدُكم رَأسَهُ، واغتَسَلَ، ثم غَدا أو ابتكَرَ، ثم دنا فاستمَعَ، وأنصَتَ؛ كان له بكُلِّ خُطوةٍ خَطاها كصيامِ سَنةٍ، وقيامِ سَنةٍ)،[5] وفي المقابل فقد حذر من التأخير عن الصلاة لئلا يُكتب الرّجل من الغافلين إذا اعتاد التأخر عن الصلاة وحضور الخطبة.

فضائل يوم الجمعة

ورد ليوم الجمعة فضائل كثيرة، وفيما يأتي بيان شيء منها:[6]

  • يوم الجمعة يوم عيد للمسلمين، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول فيه: (إنَّ هذا يومُ عيدٍ جعلَهُ اللَّهُ للمسلمينَ فَمن جاءَ الجمعةِ فليغتسل وإن كانَ عنده طيبٌ فليمَسَّ منهُ وعليكم بالسِّواكِ).[7]
  • يوم الجمعة خير يوم تطلع فيه الشمس على الناس، وذلك في قول النبي عليه السلام: (خيرٌ يومٍ طلعتْ فيه الشمسُ يومُ الجمعةِ، فيه خُلِقَ آدمُ، وفيه أُدْخِلَ الجنةَ، وفيه أُهْبِطَ منها، وفيهِ تقوم الساعةُ).[8]
  • يوم الجمعة يوم تكفير الذنوب للمسلم ما لم يأتِ كبيرةً من الذنوب، قال النبي عليه السلام: (الصَّلواتُ الخمسُ والجمُعةُ إلى الجمعةِ ورمضانُ إلى رمضانَ مُكفِّراتٌ ما بينَهنَّ إذا اجتنَبَ الْكبائرَ).[9]
  • يوم الجمعة تحضر الملائكة لتكتب أجور المصلين، قال النبي عليه السلام: (إذا كان يومُ الجمُعةِ، وقفَتِ الملائكةُ على بابِ المسجدِ يَكتُبونَ الأولَ فالأولَ، ومَثَلُ المُهَجِّرِ كمَثَلِ الذي يُهدي بدَنَةً، ثم كالذي يُهدي بقرَةً، ثم كَبشًا، ثم دجاجةً، ثم بَيضةً، فإذا خرَج الإمامُ طَوَوْا صُحُفَهم، ويَستَمِعونَ الذِّكرَ).[10]
  • يوم الجمعة فيه ساعة يستجيب فيها الدعاء لمن سأل الله خيراً، قال النبي عليه السلام: (يومُ الجمُعةِ ثِنتا عشرةَ يريدُ ساعةً لا يوجَدُ مُسلِمٌ يسألُ اللَّهَ شيئًا إلَّا آتاهُ اللَّهُ فالتمِسوها آخِرَ ساعَةٍ بعدَ العصرِ).[11] ولقد اختلف العلماء في الساعة التي ذكرها النبي -عليه السلام- فورد في ذلك رأيان راجحان هما:[1]
  • يوم الجمعة يومٌ كمُل فيه الدين الإسلاميّ فنزل فيه قول الله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا).[13] وذلك في يوم الجمعة التي صادفت يوم عرفات في حجّة الوداع في العام العاشر للهجرة.
  • من جلوس الإمام حتى نهاية الصلاة، وقد احتجّ بذلك من أخذ برواية مسلم في الحديث الذي رواه أبو موسى الأشعري فقال في نهايته: (هي ما بين أن يجلسَ الإمامُ إلى أن تُقضى الصلاةُ).[12]
  • بعد صلاة العصر، وهو القول الأرجح، والاستدلال بذلك من الحديث السابق ذكره: (فالتمِسوها آخِرَ ساعَةٍ بعدَ العصرِ).[11]

المراجع

  1. ^ أ ب ت "فضل يوم الجمعة وآدابه"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-12-23. بتصرّف.
  2. ↑ سورة الجمعة، آية: 9.
  3. ^ أ ب "تعريف الجمعة وتسميتها بذلك"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-12-23. بتصرّف.
  4. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 880 ، صحيح.
  5. ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أوس بن أبي أوس، الصفحة أو الرقم: 16161، صحيح.
  6. ↑ "أحكام يوم الجمعة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-12-24. بتصرّف.
  7. ↑ رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 1/342 ، إسناده حسن.
  8. ↑ رواه البغوي، في شرح السنة، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2/552، صحيح.
  9. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 233، صحيح.
  10. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 929، صحيح.
  11. ^ أ ب رواه العراقي، في طرح التثريب، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 3/208 ، صحيح.
  12. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم ، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم: 853 ، صحيح.
  13. ↑ سورة المائدة، آية: 3.