لماذا سمي ذو القرنين بهذا الإسم طب 21 الشاملة

لماذا سمي ذو القرنين بهذا الإسم طب 21 الشاملة

ذو القرنين

ذو القرنين رجلٌ صالحٌ موحّدٌ لله تعالى، ذكره الله تعالى في القرآن الكريم بلقبه: ذي القرنين، حيث قال الله تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ ۖ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا)،[1] وغزا ذو القرنين عبّاد الأصنام حتى بلغ مشارق الأرض ومغاربها، ودانت له ملوك الأرض، ومن الجدير بالذكر أنّ الله تعالى رزقه العديد من الصفات القياديّة، ومنها:[2]

سبب تسمية ذي القرنين بهذا الاسم

اختلف أهل العلم في سبب تسمية ذي القرنين بهذا الإسم، حيث يرى الحسن البصري أنّ سبب التسمية يرجع إلى أنّ ذلك الرجل كان له ضفيرتان من شعرٍ يطأ فيهما، وقال آخرون: إنّه كان في رأسه ما يشبه القرنين، وقال بعض أهل الكتاب: إنّه سمّي بذلك؛ لأنّه ملك الروم وفارس، ومن العلماء من قال: إنّ السبب هو بلوغه قرني الشمس شرقاً وغرباً، وملّكه ما بينهما من الأرض، ومن أصحاب هذا الرأي الزهري رحمه الله، ووردت روايةٌ فيها ضعفٌ عن وهب بن منبه أنّه قال: (كان له قرنان من نحاس في رأسه)، وروى إسحاق بن بشر عن عبدالله بن زياد بن سمعان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنّه قال: (دعا ملكاً جباراً إلى الله تعالى، فضربه على قرنه فكسره ورضّه، ثمّ دعاه فدقّ قرنه الثاني، فكسره، فسمّي ذا القرنين)، وأمّا علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- فيرى أنّ سبب التسمية يرجع إلى أنّ الرجل ناصح الله تعالى فناصحه، ودعا قومه إلى الله تعالى، فضربوه على قرنه فمات، ثمّ أحياه الله ودعاهم إلى الله مرةً أخرى فضربوه على قرنه الآخر فمات، فسميّ بذي القرنين.[5]

قصة ذو القرنين

بدأت قصة ذي القرنين في القرآن الكريم، بذكر صفاته ومنها: التمكين وإعطائه الأسباب، ثمّ أخبر الله تعالى أنّ ذي القرنين ذهب إلى رحلةٍ باتجاه مغرب الشمس، حيث قال تعالى في سورة الكهف:(حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا ۗ قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا)،[6] وفي تلك الرحلة، شاهد ذو القرنين الشمس تغرب في ماءٍ وطين، وكان ذلك حسب ما رآه وليس كما في الحقيقة، وبينما هو هناك وجد قوماً كفّاراً، فخيّره الله تعالى بين قتالهم وعذابهم، أو دعوتهم للإسلام، ثمّ ارتحل ذو القرنين نحو مشرق الشمس، حتى وجد الشمس تشرق على أقوامٍ ليس لهم من لباسٍ يستترون به عنها، حيث كانوا يختبئون بالتراب حتى تغرب الشمس، ثمّ يخروجون منه، كما قال تعالى: (حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَىٰ قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا)،[7] فدعاهم ذو القرنين إلى الله تعالى، ثمّ علمهم كيف يصنعون أكواخاً تقيهم من أشعة الشمس، وحرّها، وبعد ذلك توجّه ذو القرنين إلى طريقٍ بين المشرق والمغرب من جهة الشمال، فوجد الجبال الشاهقة، حتى وصل إلى منطقةٍ فيها حاجزين عظيمين، وهناك قال له الناس: (قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا)،[8] حيث كان يأجوج مأجوج مشهورون بالقتل، والنهب والسلب وكافة الشرور، فقام ذو القرنين بردم حاجزٍ بينهم وبين يأجوج ومأجوج، ثمّ ردّ الأمر لله تعالى، حيث قال: (قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ۖ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا).[9][10]

المراجع

  1. ↑ سورة الكهف، آية: 83.
  2. ↑ "ذو القرنين القائد"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-6-2018. بتصرّف.
  3. ↑ سورة الكهف، آية: 88.
  4. ↑ سورة الكهف، آية: 84.
  5. ↑ ابن كثير القرشي البصري (1424هـ / 2003م)، البداية والنهاية (الطبعة الأولى)، الرياض: دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، صفحة 538،539، جزء 2. بتصرّف.
  6. ↑ سورة الكهف، آية: 86.
  7. ↑ سورة الكهف، آية: 90.
  8. ↑ سورة الكهف، آية: 94.
  9. ↑ سورة الكهف، آية: 98.
  10. ↑ "دراسة سردية لقصة ذي القرنين"،www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-6-2018. بتصرّف.