مزدلفة هي المشعر الحرام، وسميّت بذلك لأنّ الناس يقتربون فيها من منى، حيث يسمى هذا القرب ازدلافاً، وفي قول آخر أنّها سميّت بذلك لأنّ الحجاج يجتمعون في هذا الموضع في وقت الليل، إذ يسمى الاجتماع بالازدلاف، أو لأنّ الحجاج يزدلفون إلى الله، أي يتقربون إليه من خلال وقوفهم في عرفة، وازدلافهم منها إلى منى، كما تسمى مزدلفة جمعاً، لأنه يتم فيها جمع النسك بين صلاة المغرب، والعشاء.[1]
تعدّ مزدلفة الموقع الذي يوجد بين عرفات ومنى،[2] وتتم الإفاضة إلى مزدلفة باتباع الخطوات والمناسك الآتية:[3]
يعتبر المبيت بمزدلفة واجباً من واجبات الحاج في الحج، وذلك اقتداءً بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم،[4] إذ يجب الإكثار فيها من قول: (اللَّهمَّ آتِنا في الدُّنيا حَسنةً وفي الآخرةِ حَسنةً وقِنا عذابَ النَّارِ)[5][6]، كما قال الله تعالى: (فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ).[7]
تباينت آراء المذاهب الإسلامية حول المدة الواجب على الحاج المكوث فيها بمزدلفة، حيث يرى المذهب الشافعي أنّ على الحاج أن يمضي نصف الليل في مزدلفة، أما المذهب الأوسط بين الحنفي والمالكي فيرى أنّ الانطلاق من مزدلفة لا بدّ أنّ يكون بعد منتصف الليل، بينما يذهب الرأي المالكي إلى إمضاء جزءاً من الليل فيها، وفي المذهب الحنفي يكون البقاء بمزدلفة معظم الليل، وفي حال كان مع الحاج عائلته فيستحب حينها أن يكون الانطلاق من مزدلفة بعد أداء صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير، وكذلك بعد التقاط حصيات جمرة العقبة، ويكون ذلك بعد منتصف الليل، ويعدّ كل موضع من مواضع مزدلفة موقفاً، كما يفضّل الذهاب إلى المشعر الحرام لمن كان معه متّسعاً من الوقت.[6]