-

كتابة تقرير عن دار الأيتام

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الأيتام

تُعتبر شريحة الأيتام من الشرائح المجتمعيّة المهمّة التي اعتنت بها سائر الأمم الحضارية المختلفة، فترك الأيتام وحدهم دون رعايةٍ أو عناية يُعتبر ظلماً كبيراً لهم، وزيادةً على آلامهم، وجراحهم، الأمر الذي يؤدّي إلى تدمير نفسيّاتهم، وإلحاق أشدّ أنواع الضرر بهم، وإحداث مشاكل خطيرة في المجتمع؛ فهدم الإنسان يُوَلِّد ذلك لا محالة.

هناك العديد من الطرق المختلفة التي يُمكن من خلالها العناية بالأيتام، وغيرهم، ولعلَّ أبرز هذه الطرق توفير دورٍ خاصّة بهم، تُقدّم لهم جوَّاً أسريّاً قريباً من ذلك الجوّ الذي حُرموا منه، إلى جانب كافّة الاحتياجات الماديّة والمعنويّة، حتى يكبروا ويكونوا قادرين على الاعتناء بأنفسهم.

دور الأيتام

تُعتبر دور الأيتام واحدةً من أهمّ المؤسسات الخيريّة في المجتمعات والدول المُختلفة، وهذا نابعٌ من الدور الكبير الذي تلعبه في المجتمعات؛ فالمسؤوليّة التي تتحملها هذه الدور ثقيلة، وكبيرة جداً، وهي أمانة أولاً وأخيراً؛ فهي تؤوي فيها أعداداً كبيرةً من الأيتام، وتُقدّم لهم كلَّ ما يحتاجونه من خدماتٍ مختلفة، إلى جانب أنها توفّر لهم جوّاً من الأُلفة والمحبّة إن راعت الإنسانيّة والقيم الأخلاقيّة العالية أثناء تأديتها واجباتها المُناطة بها.

واجبات ومسؤوليات دور الأيتام

توجد لدور الأيتام مسؤولية كبيرة تتمثّل بشكلٍ رئيسيّ في توفير الاحتياجات الماديّة، والمعنويّة لرعاياها؛ كالمأكل، والمشرب، والمأوى، والحماية، إلى جانب الخدمات التعليميّة، والصحيّة، والاجتماعيّة، والترفيهيّة؛ حيث تعمل مثل هذه الخدمات على دعم المنتفعين، وتعويضهم عن بعض ما فقدوه خلال أكثر مراحل حياتهم حرجاً.

واجب دور الأيتام

لا يخفى على أحد حجم الخير الذي يعود على كافل اليتيم، وعلى من يُدخل الفرحة إلى قلبه، ومن هنا فإنّ تقديم الرعاية اللازمة، والدعم المادي، والمعنويّ لدور الأيتام، وللقائمين عليها، ولرعاياها يُعتبر من أفضل الأعمال على الإطلاق، وأكثرها خيراً، وقد نشأت بالفعل العديد من المُبادرات المجتمعيّة الفرديّة التي حقّقت هذا الأمر.

إنّ المبادرات الفرديّة وحدها لا تكفي؛ فدور الأيتام بحاجة إلى رعاية رسميّة وخاصّة من قبل الحكومات، وكافّة أجهزتها، ومؤسساتها، وعلى رأسها الوزارات الخدميّة؛ فهذه الدور يجب أن تكون خاضعةً لرقابةٍ عاليةٍ جداً، فأيّ خطأ يحدث فيها، أو إساءة تصدر عنها تُعتبر جريمةً كبيرة؛ فهي تترك آثاراً عميقةً لدى أبناء المجتمع كله.

إنّ اختيار الكادر الذي يعمل في هذه الدور ينبغي أن يكون وفق ضوابط، ومقاييس صارمة، وعلى رأسها الأخلاق، والحالة النفسيّة السويّة، هذا عدا عن امتلاك الخبرة الكافيّة للتعامل مع هذه الشريحة التي تحتاج أقصى أشكال التعاون، والبذل لها.