-

ابتسامتك تصنع المعجزات

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

عندما تستيقظ على صوت زغاريد عصافير الصباح التي تنتشر بين أغصان شجيراتك الصغيرة التي تحول بيتك عما يجاوره؛ حينها تنهض من سريرِك متيقظًا لترى ضوء الشمس الساطع متوجهًا إلى عينيك داعيك إلى دنيا جديدةٍ وحياةٍ مشرقة تملؤها البهجة والسعادة بقدومِ يومٍ جديد.

فابتسامةٌ واحدةٌ تكفيك لأن تعطي ليومِك الطويل مزيجًا من الحب والرحمة والسعادة والإنجاز في عملك والتفاني في أداء مهامك وحبك لمن يعملون معك أو جيرانك، إذا نظرت حولك فستجد كل من يراك مبتسمًا يحاول أن يقلدك فستنتشر الابتسامة رغمًا عن أنفِ كل واحد منهم، لأنك حينما تشعر بها من قلبك فستظهر على شفاهك كما ينبغي أن تكون البسمة.

املأ الدنيا من حولك بكل كلمات الأمل والفرح ، ولا تحزن ولا تعبس فما الدين إلا يومٌ لك ويومٌ عليك فليس كل مُتع الأيام لك وليست كل آلام الأيام عليك، فلكل إنسانٍ نصيبٌ من حُلوِ الدنيا وسيئِها، فما أدراك أن اليوم الكئيب الذي تمر به يمر بهذه السهولة بسبب ابتسامتك للدنيا ونظرتك لها بكل تفاؤلٍ وحيوية...... !!

انظر لنفسك إن كنت عابسًا !! ستجد كل ما حولك سهل إنقلب بقدرة قادرٍ إلى صعب مستحيل، فالعمل شاق ونسبة الإنجاز صفر، والمعاملات جافة ولا تطيق يومك .. فلمَ كلُّ هذا الجحيم، إنها بسبب نكدك الصباحي الذي عبست فيه من أول دقيقة قمت بها من نومك.

عزيزي الإنسان ... ألم يقل فيك المولى لملائكته (إني جاعلٌ في الأرض خليفة) ...!! صف لي شعورك إذًا حينما تسمع تلك الآية معتقدًا فيها أنك أنت المجتبى لتكون خليفة الله في أرضه وتعمِّر فيها لا أن تسفك الدماء كما قالت الملائكة.

اشعر بالفخر .. كن فخورًا بنفسك أنك إنسان عاقل ذو أيدي وأرجل وعيون وعقل تفكر به ولست كائنًا آخر كالطيور أو الأسماك لا تهتم إلا بأمور حياتها لتعيش وتقتات، إذا أدى بك التفكير إلى علة أو سبب خلقك فاستغفر الله لأن مالك الملك هو المسبب في وجودك وهو أعلم بقيمتك من نفسك وهو أحن من الأم على وليدها.

وإذا دعتْك نفسُك إلى خروجك من حياة الملل التي تعيشها واستوحتْ نفسُك إلى استنشاق نسمات الهواء النقية فانطلق متأنِّيًا إلى حيث البحر وشاهد روعة الخلاق في هذا الجمال الباهر الذي حباك به من أجل أن تنعم بما آتاك به من نعمٍ كثيرةٍ تبعثُ في النفس بهجة وإقبالاً على الحياة العملية والنفسية التي تطمن بذكر الله.

لا تدعْ للشيطان مجالاً ليوثِق يديك وقدماك ويشلّّ حركاتك عاجزًا عن فعل أي شئ متحججًا بالكسل أو عدم الرغبة، بل يجب عليك أن تقاوم فإنك لست مخلوقٌ لكي تنام بل أنت مخلوقٌ للعمل وللسعي.