مدينة زليتن
مدينة زليتن
تاريخ مدينة زليتن
يعود وجودُ مدينة زليتن إلى العهدِ الرومانيّ القديم الذي سيطر على الكثير من مناطق شمال أفريقيا، وخضعت مدينة زليتن إلى حُكمِ العديد من الشعوبِ حتّى حكمها الأمازيغ الذي عملوا على نشر الثقافة، والّلغة الأمازيغية بين سكانها واستمرت سيطرتهم عليها حتى وصلوا الفتح الإسلامي إلى شمال أفريقيا، والذي أدّى إلى انتشار الإسلام بين سكان المدينة من الأمازيغ.
أصبحت مدينة زليتن تابعةً للحُكم العثمانيّ لأفريقيا، وكانت تعتبرُ من أهم المدن التي ساهمت في نشر الدعوة الإسلامية في مختلف المدن الليبية، والإفريقية الأخرى فانتشرت المساجد في المدينة، ومجالس الكُتاب التي تهتمُ بتعليم اللغة العربية، وأصول الدين الإسلامية لسكان المدينة، والذي تأثروا كثيراً بالثقافة العربية الإسلامية.
بعد انتهاء الحُكم العثماني للمدينة عانت زليتن وباقي المُدنِ الليبية من الاحتلال الإيطالي، والذي ظلَّ مسيطراً على ليبيا حتى منتصف القرن العشرين للميلاد، وبعد انتهاء الاحتلال الإيطالي أصبحت المُدن الليبية تتطور تدريجياً، ومن ضمنها مدينة زليتن، والتي كانت في سبعينات القرن الماضي عبارةً عن مدينةٍ صغيرةٍ ساهم التطور العمراني في جعلها من المُدن الكبرى، والمهمة في ليبيا.
جغرافية ومُناخ مدينة زليتن
تبلغ المساحة الجغرافية الكُلية لمدينة زليتن ما يصلُ إلى 2743,25 كم²، ويشكلُ السهل الساحلي للمدينةِ ما يقارب ربع مساحتها الجغرافيّة، أمّا التضاريس الجغرافية المتبقّية فهي موزعةٌ بين الهضاب، والسهول، ومجموعات من الأودية المنتشرة في معظمِ أراضي المدينة، والتي تتميزُ بانتشار الأراضي الزراعية فيها، والتي تحتوي على أشجارٍ تنتجُ العديد من الثمار سنويّاً، ومن أشهر أنواع هذه الأشجار: النخيل، والتين.
أمّا مناخ مدينة زليتن فهو خليطٌ بين المناخين الساحليّ، والصحراوي شبه الجاف؛ ذلك بسب قربها من الساحل البحري المتوسط، ولانتشار العديد من الأراضي الصحراوية في أرضها، والتي تؤثر على مستوياتِ درجات الحرارة العامة، والتي تكون معتدلةً في المنطقةِ الساحليّة، وحارةً في المناطق الصحراوية في فصل الصيف، أما في الشتاء فتشهدُ المدينة هطولاً للأمطار في مختلف مناطقها، مع انخفاضٍ في درجات الحرارة، وبرودةٍ شديدةٍ في المناطق الصحراويّة.
التركيبة السكانية في مدينة زليتن
يصلُ العددُ الإجماليّ لسكان مدينة زليتن إلى ما يقارب 240 ألف نسمة، وتشكلُ الغالبية الكُبرى من سكان المدينة من الأفراد ذوي الأصول المغربيّة الأمازيغية، ومجموعاتٍ قليلةٍ من المهاجرين العرب، ويعملُ سكان المدينة في المهن العامة التي توفرها السلطات الإدارية في المدينة، أو التي ترتبطُ بالأعمال الحرفية، ويعتبرُ قطاع العمل الزراعي من أشهر القطاعات التي تعمل فيها نسبةٌ عاليةٌ من سكان المدينة.