اتسم العرب منذ القدم بحبهم للشعر وتعلقهم به، حيث إن هناك العديد ممن اعتبروه حرفــة لهم، فقد كان العرب يجتمعون سويــاً في سوق لهم، يلقي كل منهم شعــره، ويتحدوا به أقرانهم من الشعراء ، وبعد أن جاء الإسلام بقيت للشاعر مكانته بين الناس، واستطاع أن يحظى باهتمام الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فقد قــرب إليه الشعراء، مثل: حسان بن ثابت، الذي لقب فيما بعد بشاعر الرسول .
وفي عهد الخلفاء ظلت للشاعر أهميته ومكانته، فكان يؤتى بالشعراء يتناظرون شعرياً، والذي يثبت كفاءته كان يحصل على مكافأة ماليــة من الخليفة، ومن بين الشعراء الذين أجادوا في نظم القصائد وإلقائها، كان زهير بن أبي سلمى هذا الشاعر الجاهلي .
زوجته : تزوج زهير بن أبي سلمى زوجته الأولى من قبيلة بني قطفان، اسمها أم أوفى، إلا أنه قام بتطليقها؛ بسبب موت كل الأولاد التي تنجبهم، وذكرها في مطلع قصيدته، فقــال :
أمِن أمّ أَوفى دمنةٌ لمْ تكلّم *** بحوْمانَةِ الدرّاج فالمتثلّم .
وتزوج من نفس القبيلة، حيث اقترن بكبشة بنت عمار القطفانية، وأنجب منها ولدين .
إخوته وأولاده
كان لزهير بن أبي سلمى أختان، هما: الخنساء، وسلمى، وورثتا الشعر أيضـاً، أما أولاده، فلديه اثنان من الأبناء، هما: كعب، وبجير .
حري بنا في هذا المقال أن نتعرف على المعلقات، وهي: عبارة عن قصائد نسجها كبـــار الشعراء في العصر الجاهلي، أمثال: امرئ القيس، وعنترة بن شداد، وزهير بن أبي سلمى، وسميت المعلقات بهذا الاسم لعدة أسباب :
مميزات المعلــقة
امتازت المعلقات بأنها: قصائد طويلة، جيــدة الصياغة، متينة الأسلوب، واضحة المعالم، عباراتها جميلة ، أما عن معلقة زهير بن أبي سلمى، فكانت بعنوان: (أم أمن أم أوفي دمنة لم تكلم) .