قصيدة عن المطر

قصيدة عن المطر
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

قصيدة شجون المطر لغادة السمَّان

أحدّق في المطر وهو يلتهم النافذة

والليل يتدفق نهراً من الظلال.

أحدِّقُ... كما أفعل منذ ألف عام

وللمرة الأولى أرى الأشباح بوضوحٍ تام

وهي تتابع حياتها خارج الغرف الموصدة على الصدأ...

أفتح النافذة، وأمد يدي إليها فتضمها بأصابعها الدخانية بحنان

وأمضي معها إلى غابة المجهول، نتسامر بحكايا ما وراء المألوف..

قصيدة الخوف من المطر لبيان الصفدي

منذ كنت صغيراً وأنا أخاف من المطر

أخاف من غيومه التي تتكدس فوق صدري

من الرعد الذي يتوعد البيوت بصوتٍ عالٍ

من البرق الذي يبحلق بعينيه إلى أقصاهما

من حباله التي تربط الجِرارَ وتكسرها على السقوف

من المطر.. دائماً يبقى طريق موحل طويل

وجنيَّة في الليل تنتظرني خلف الباب

وجدتي.. جدتي التي لا أعرف على أي شيء كانت تنوح

قصيدة بدر شاكر السياب أنشودة المطر

عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحَر

أو شُرفتان راح ينأى عنهما القمر

عيناك حين تبسمان تورق الكروم

وترقص الأضواء ... كالأقمار في نهَر

يرجّه المجذاف وهْناً ساعة السَّحَر

كأنما تنبض في غوريهما ، النّجومْ ...

وتغرقان في ضبابٍ من أسىً شفيفْ

كالبحر سرَّح اليدين فوقه المساء

دفء الشتاء فيه وارتعاشة الخريف

والموت، والميلاد، والظلام، والضياء

فتستفيق ملء روحي، رعشة البكاء

ونشوةٌ وحشيَّةٌ تعانق السماء

كنشوة الطفل إِذا خاف من القمر

كأن أقواس السحاب تشرب الغيوم

وقطرةً فقطرةً تذوب في المطر ...

وكركر الأطفالُ في عرائش الكروم

ودغدغت صمت العصافير على الشجر

أنشودةُ المطر ...

مطر ...

مطر ...

مطر ...

تثاءب المساء، والغيومُ ما تزالْ

تسحُّ ما تسحّ من دموعها الثقالْ

كأنِّ طفلاً بات يهذي قبل أن ينام

بأنَّ أمّه التي أفاق منذ عامْ

فلم يجدها، ثمَّ حين لجّ في السؤال

قالوا له بعد غدٍ تعودْ .

لا بدَّ أن تعودْ

وإِنْ تهامس الرفاق أنهَّا هناكْ

في جانب التلّ تنام نومة اللّحودْ

تسفّ من ترابها وتشرب المطر

كأن صياداً حزيناً يجمع الشِّباك

ويلعن المياه والقَدَر

وينثر الغناء حيث يأفل القمرْ

مطر ..

مطر ..

أتعلمين أيَّ حُزْنٍ يبعث المطر

وكيف تنشج المزاريب إِذا انهمر

وكيف يشعر الوحيد فيه بالضّياع

بلا انتهاء كالدَّم المراق ، كالجياع

كالحبّ، كالأطفال، كالموتى هو المطر

ومقلتاك بي تطيفان مع المطر

وعبر أمواج الخليج تمسح البروقْ

سواحلَ العراق بالنجوم والمحار

كأنها تهمّ بالشروق

فيسحب الليل عليها من دمٍ دثارْ

أَصيح بالخليج يا خليجْ

يا واهب اللؤلؤ، والمحار، والرّدى

فيرجعُ الصّدى

كأنّه النشيجْ

يا خليج

يا واهب المحار والردى

أكاد أسمع العراق يذْخرُ الرعودْ

ويخزن البروق في السّهول والجبالْ

حتى إِذا ما فضَّ عنها ختمها الرّجالْ

لم تترك الرياح من ثمودْ

في الوادِ من أثرْ

أكاد أسمع النخيل يشربُ المطر

وأسمع القرى تئنّ، والمهاجرين

يصارعون بالمجاذيف وبالقلوع

عواصف الخليج، والرعود منشدين

مطر ...

مطر ...

مطر ...

وفي العراق جوعْ

وينثر الغلالَ فيه موسم الحصادْ

لتشبع الغربان والجراد

وتطحن الشّوان والحجر

رحىً تدور في الحقول ... حولها بشرْ

مطر ...

مطر ...

مطر ...

وكم ذرفنا ليلة الرحيل، من دموعْ

ثم اعتللنا خوف أن نلامَ بالمطر .

مطر ...

مطر ...

ومنذ أنْ كنَّا صغاراً، كانت السماء

تغيمُ في الشتاء

ويهطل المطر

وكلَّ عام حين يعشب الثرى نجوعْ

ما مرَّ عامٌ والعراق ليس فيه جوعْ

مطر ...

مطر ...

مطر ...

في كل قطرة من المطر

حمراءُ أو صفراء من أجنَّة الزَّهَرْ

وكلّ دمعةٍ من الجياع والعراة

وكلّ قطرة تراق من دم العبيدْ

فهي ابتسامٌ في انتظار مبسم جديد

أو حُلمةٌ تورَّدتْ على فم الوليدْ

في عالم الغد الفتيّ واهب الحياة

مطر ...

مطر ...

مطر ...

سيُعشبُ العراق بالمطر ...

أصيح بالخليج يا خليج ..

يا واهب اللؤلؤ، والمحار، والردى

فيرجع الصدى

كأنَّه النشيج

يا خليج

يا واهب المحار والردى

وينثر الخليج من هِباته الكثارْ

على الرمال، رغوة الأُجاجَ، والمحار

وما تبقّى من عظام بائسٍ غريق

من المهاجرين ظلّ يشرب الردى

من لجَّة الخليج والقرار

وفي العراق ألف أفعى تشرب الرَّحيقْ

من زهرة يربُّها الفرات بالنَّدى

وأسمع الصدى

يرنّ في الخليج

مطر ..

مطر ..

مطر ..

في كلّ قطرة من المطرْ

حمراء أو صفراء من أجنَّةِ الزَّهَرْ

وكلّ دمعة من الجياع والعراة

وكلّ قطرةٍ تراق من دم العبيدْ

فهي ابتسامٌ في انتظار مبسمٍ جديد

أو حُلمةٌ تورَّدت على فم الوليدْ

في عالم الغد الفتيّ، واهب الحياة.

ويهطل المطرْ ..

قصيدة حين يموتُ المطرُ لعدنان الصائغ

حين يموتُ المطرُ ستشّيعُ جنازتَهُ الحقولُ

وحدها شجيرةُ الصبير ستضحكُ في البراري

شامتةً من بكاءِ الأشجار

قصيدة حزب المطر لنزار قباني

أنا لا أسكنُ في أيِّ مكانٍ

إِنَّ عنواني هو اللا منتظرْ

مُبْحراً كالسَمَكِ الوَحْشِيِّ في هذا المَدَى

في دمي نارٌ وفي عَيْني شَرَرْ

ذاهباً أبحثُ عن حُرّيةِ الرِيحِ

التي يُتْقِنُها كلُّ الغَجَرْ

راكضاً خَلْفَ غَمَامٍ أخْضَرٍ

شارباً بالعين آلافَ الصُوَرْ

ذاهباً حتَّى نهاياتِ السَفَرْ

مُبْحِراً نحو فَضَاءٍ آخَرٍ

نافضاً عنِّي غُبَاري

ناسياً إِسْمي

وأَسْماءَ النَبَاتَاتِ

وتاريخَ الشَجَرْ

هارباً من هذه الشَمْسِ التي تجلُدُني

بكرابيج الضَجَرْ

هارباً من مُدُنٍ نامتْ قُرُوناً

تحت أقدامِ القَمَرْ

تاركاً خلفي عُيُوناً من زُجَاجٍ

وسماءٍ من حَجَرْ

ومَضَافَاتِ تميمٍ ومُضَرْ

لا تقولي عُدْ إلى الشَّمس، فإِنِّي

أَنتمي الآنَ إلى حِزْبِ المَطَرْ

قصيدة فاهتماماتي صغيرةٌ لسعاد الصباح

فاهتماماتي صغيرةٌ، وهواياتي صغيرة

و طموحي هو أن أمشي ساعاتٌ وساعاتٌ معك

تحت موسيقى المطر

و طموحي هو أن أسمع في الهاتف صوتك

عندما يسكنني الحزن ويضنيني الضجر.

قصيدة مثلما النار كان المطر لعلي الشرقاوي

مثلما النار كان المطر

يتساقط دفئاً على خصلات الطريق الصديق

يدثِّرنا مثل أطفاله الخارجين إلى البرد.

صادفتُ وجدي حريقاً، وأنتِ يدي

يرتدينا المطرْ

ويكوكبنا في الغيوم نجومًا ترى حلمها في النهرْ

مشينا، تدحرج في قدمينا المطر

تسلق فينا الصباح المراهق

كان المطر

يعذبنا كالرحيق يهيم برائحة النحلِ

أو كالحريق المهاجم عبر الضلوعْ

وكنا الطلوع المشاكس

كان المطرْ

يتساقط في أفق العين

في جذوة الظهر في شهقة القلب

كان المطرْ