تعبير عن نهر النيل

تعبير عن نهر النيل
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

نهر النيل

يحتلّ نهر النيل موقعاً في قارّة أفريقيا، وتُشكّل مساحته ما يقارب 10.3% من مساحتها، وهو يتدفّق من الجنوب إلى الشمال ضمن دائرة العرض 35 درجة؛ إذ تبدأ رحلته من جنوب خطّ الاستواء، ثمّ يتدفّق باتّجاه الشمال عابراً شمال شرق قارّة أفريقيا وصولاً إلى البحر الأبيض المُتوسّط، وهو يعبر عدّة دول، وهيَ: السودان الذي يشكّل حوض النيل 63.6% من مساحتها الإجماليّة، ومصر الذي يشكّل النيل منها ما مساحته 10.5%، وإريتريا، وإثيوبيا، وكينيا، وبوروندي، ورواندا، وأوغندا، وتنزانيا، وزائير.[1][2]

يسير نهر النيل في 3 تيّارات رئيسيّة، هيَ: النيل الأزرق الذي يعتمد على رافدَيه الدندر، والرهد، وعطبرة الذي يتدفّق من مرتفعات إثيوبيا، والنيل الأبيض الذي يتدفّق إلى بحيرة ألبرت، وبحيرة فيكتوريا البالغة مساحتها 67,000كم2، وكلاهما في هضبة البحيرة الاستوائية؛ إذ توجد أجزاء من هذه البحيرات في بوروندي، ورواندا، وتنزانيا، وزائير، وأوغندا.[1][2]

جغرافيّة نهر النيل

يبلغ طول نهر النيل 4,132 ميلاً؛ أي ما يعادل 6,650كم، وهو بذلك يُعتبَر أطول نهر في العالَم، أمّا مساحته فهي تبلغ 3,349,000كم2،[1] ويصل مُعدّل تدفُّق مياهه إلى 300 مليون متر مُكعّب يوميّاً.[3] ويُذكَر أنّ مجرى النهر الرئيسيّ يبدأ على بُعد 2,988كم عن البحر؛ إذ يتشكّل في الخرطوم السودانيّة عند تقاطع النيل الأزرق الذي يبلغ طوله 1,610كم مع النيل الأبيض الذي يبلغ طوله 3,700كم، ليتّجه مجرى النهر الرئيسيّ إلى الحدود المصريّة في منطقة مغمورة، بحيث يتّخذ النهر هناك وادياً ضيّقاً يتدفّق فيه وصولاً إلى أسوان.[4]

تقع دلتا النيل الكُبرى شمال القاهرة، وينقسم النهر إلى فرعَين، هما: دمياط من الشرق بطول 240كم، ورشيد من الغرب بطول 240كم، علماً بأنّ النيل الأزرق يسهم في أكثر من نصف مياه النيل؛[4] وذلك بفضل الأمطار الصيفيّة الغزيرة التي تهطل على جبال إثيوبيا، وذوبان الثلوج في الجبال الإثيوبيّة، كما تُعَدّ 96% من رواسب النيل قادمة من إثيوبيا أيضاً،[3] وتجدر الإشارة إلى أنّ المنطقة تتأثّر بالرياح التجارية الشمالية الشرقية التي تُسبّب الجفاف في غالبيّة مناطق الحوض، بينما تختلف كميّات الأمطار من منطقة إلى أخرى.[1]

دلتا النيل

تُعَدّ دلتا النيل واحدة من أكبر الدلتاوات النهرية في العالَم؛ إذ يبلغ طولها 161كم، وتمتدّ إلى مسافة تبلغ 241كم على الساحل المصري في مدينة الإسكندرية الواقعة غرباً، وصولاً إلى بورسعيد في الشرق، ويبلغ عدد سُكّان هذه المنطقة 40 مليون نسمة، ممّا يعادل ما نسبته نصف سُكّان مصر تقريباً؛[3] فهم يتركزون على طول وادي النيل بالرغم من أنّ مساحة الدلتا تشكّل نسبة صغيرة من مساحة البلاد.[5]

وتتشكّلَ دلتا النيل من رواسب الطمي الكبيرة التي يُلقيها النهر على جوانبه أثناء صَبّ مياهه في البحر الأبيض المُتوسّط، وهو ما يجعل المنطقة خصبة بتربتها، وصالحة للزارعة، وقد زُرِعت أراضي الدلتا قديماً بالعديد من الأصناف الزراعيّة، مثل: الحبوب، والقطن، والقمح، والكتّان، ونبات البردي، إلّا أنّ دلتا النيل تعاني اليوم من التقلُّص؛ بسبب التآكل على طول البحر الأبيض المُتوسّط، وبسبب مُخلَّفات البشر، والمُخلَّفات الزراعيّة، ممّا تسبّب في حدوث التلوُّث.[6]

أهميّة نهر النيل للقدماء المصريين

قبلَ 5 ملايين عام تقريباً، بدأ نهر النيل يتدفّق نحوَ الشمال وصولاً إلى مصر، ممّا ساعدَ على بدء تكوين مصر، ثمّ بدأت المستوطنات البشريّة تتشكّل على ضفاف نهر النيل في بداية 6000ق.م؛ فقد كانَ النهر أحد مُقوّمات الحياة الرئيسيّة، الأمر الذي شكّلَ حضارة، وثقافة مصريّة مهمّة، ومُعترفاً بها دوليّاً.[7]

ولم تقتصر أهميّة النيل على كونه عاملاً مهمّاً لإنشاء حضارة إنسانيّة، بل كانَ له دور في عقيدة المصريّين القدماء؛ فقد كانَ جزءاً رئيسيّاً من حياة الآلهة المصريّة القديمة، إذ كان من قناعاتهم أنّ إله الشمس قاد سفينته عبر مياه النيل، إلى جانب اعتقادهم بأسطورة أوزوريس، ودورها في جَعل النيل خصباً، وقناعتهم بأنّ درب التبانة مرآة سماويّة للنيل.[7]

أمّا اسم النيل فهو مشتقّ من الكلمة اليونانية (Neilos)، وهي مُشتقّة أيضاً من أصل ساميّ يتمثّل بكلمة (naḥal)، والتي تعني: الوادي، أو وادي النهر، أمّا المصريّون القُدامى فقد أطلقوا عليه اسم (Ar)، أو (Aur)، وأطلقوا عليه اسم (أسود)؛ نسبةً إلى الرواسب الطينيّة السوداء التي يتركها النهر خلفه.[1]

تهديدات نهر النيل

يُعاني نهر النيل من عدّة مشاكل طبيعيّة تهدّد كينونته، وطبيعة مياهه، ومن هذه المشاكل:[8][9]

  • التلوُّث: يتعرّض نهر النيل للتلوّث بسبب إلقاء بعض الموادّ الصلبة، والمياه العادمة، كمياه الصرف الصحّي في مجرى النهر؛ للتخلّص منها؛ وذلك بسبب ارتفاع تكاليف معالجة هذه المياه، كما تتسبّب الزراعة على أطراف النهر بوصول مُلوّثات عدّة عبرَ الجريان السطحيّ، ومنها: الأملاح، والموادّ المُغذّية، كالفوسفور، والنيتروجين، وبقايا المُبيدات المُستخدمة في الزراعة، وغيرها.
  • الاستنزاف: تُستهلَك كمّيات كبيرة من مياه النهر؛ لغايات مختلفة، من أبرزها الصناعة؛ فقد ضخّت المصانع من مياه النهر خلال عام 2017 ما يقارب 5.5 مليار متر مُكعّب.
  • تغيُّر المناخ: يعاني نهر النيل؛ بسبب التغيُّرات المناخيّة من نسبة تبخُّر عالية، وانخفاض تدفُّق المياه، ويتوقّع العلماء أن يصل هذا الأمر إلى 78%؛ بسبب الاحتباس الحراريّ، وهو ما سيتسبّب في تغيير طبيعة المُدن القائمة على أطراف النهر، وذلك بتحوُّلها إلى مناطق أكثر جفافاً، وأكثر دفئاً.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج Harold Hurst, Magdi El-Kammash, Charles Smith (22-1-2019), "Nile River"، www.britannica.com, Retrieved 12-5-2019. Edited.
  2. ^ أ ب "The Nile Basin", www.fao.org, Retrieved 12-5-2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت Traci Pedersen (29-11-2016), "The Nile: Longest River in the World"، www.livescience.com, Retrieved 12-5-2019. Edited.
  4. ^ أ ب "Nile", www.encyclopedia.com, Retrieved 12-5-2019. Edited.
  5. ↑ Brian Dunbar (20-4-2011), "Nile River Delta at Night"، www.nasa.gov, Retrieved 12-5-2019. Edited.
  6. ↑ Sarah Appleton, Margot Willis (22-2-2019), "Nile River"، www.nationalgeographic.org, Retrieved 12-5-2019. Edited.
  7. ^ أ ب Joshua J. Mark (2-9-2009), "Nile"، www.ancient.eu, Retrieved 12-5-2019. Edited.
  8. ↑ Oishimaya Sen Nag (25-4-2017), "The Nile River"، www.worldatlas.com, Retrieved 12-5-2019. Edited.
  9. ↑ Shaikha Mohammed (21-4-2017), "Importance Of The Nile River For Egypt"، www.ukessays.com, Retrieved 12-5-2019. Edited.