تُوجَد في مصر مجموعة كبيرة من الآثار التي تعود إلى مختلف العصور، والحضارات القديمة، كالآثار المصريّة القديمة، والآثار اليونانيّة، والرومانيّة، بالإضافة إلى الآثار الإسلاميّة، حيث تنوَّعت هذه الآثار، واختلفت مفرداتها المعماريّة، فكان لكلِّ عصرٍ ميِّزاته التي تُميِّزه عن غيره من العصور، وفي هذا المقال حديث عن أبرز الآثار المصريّة القديمة، والتي تعود إلى مختلف الحضارات التي نشأت عليها، وحكمتها.[١]
تُعتبَر الأهرامات الثلاثة (خوفو، وخفرع، ومنقرع) من عجائب الدنيا السبعة، إذ تُعَدُّ أعظم ما أنشأه المصريّون القدماء؛ فقد أتقنوا بناءها، وأبدعوا في هندستها، علماً بأنّ الفراعنة احتاجوا إلى ما يقارب 23 مليون كُتلة حجريّة، تزنُ كلّ واحدة منها 2,5 طنّ؛ من أجل بناء هرم خوفو الكبير الذي يبلغ ارتفاعه الحاليّ 137م، على الرغم من أنّ ارتفاعه كان يبلغ 146م، أمّا قاعدته المُربَّعة، فإنّ طول الضِّلع الواحد فيها يصل إلى 227م، وبالنظر إلى هرم خفرع، نجد أنّه يتميَّز بمجموعته الهرميّة الكاملة، بالإضافة إلى أنّه يضمُّ التمثال الشهير المُسمَّى بأبي الهول، ولا يمكننا إغفال الهرم الثالث منقرع، أو ما يُسمَّى ب(منكاورع)، حيث بُنِي في أعلى هضبة، إلّا أنّها أصبحت مُستوية بواسطة كُتَل حجريّة جيريّة.[٢]
وادي الملوك، أو ما يُعرَف عند الفراعنة القدماء ب(تا إنت)، وهو عبارة عن مجموعة من المقابر الخاصّة بملوك الدولة المصريّة الحديثة، علماً بأنّ تحتمس الأوّل كان أوّل ملكٍ يُدفَن في الوادي من ملوك هذه الدولة، ومن الجدير بالذكر أنّ ملوك الدولة الحديثة ظلّوا يُدفَنون في هذا الوادي حتى عَهد الأسرة المصريّة العشرين، وقد بلغ عدد المقابر في هذا الوادي 64 مقبرة مُكتشَفة، إلّا أنّ هذه المقابر تعرَّضت للسَّطْو من قِبَل اللصوص، فلم ينجُ منها سوى مقبرة توت عنخ آمون.[٣]
يقع معبد أبو سمبل في محافظة أسوان، ويعود تاريخه إلى عهد الملك رمسيس الثاني، علماً بأنّ اسم المعبد هذا أُطلِق عليه من قِبل الرحّالة السويسريّ يوهان لودفيك بركهارت الذي اكتشف هذا الموقع عام 1813م، حيث استدلَّ على مكانه بمساعدة من طفل يُدعى أبو سمبل، ومن الجدير بالذكر أنّ أهمّية هذا المعبد تكمن في ظاهرة تعامُد أشعّة الشمس مرَّتَين في السنة على تمثال رمسيس الثاني، كما يتميَّز هذا المعبد بتصميمه الفريد، وتماثيله الأربعة الضخمة التي تُزيِّن واجهته، والتي يصل طول الواحد منها إلى ما يُقارب 20 متراً.[٤]
يُعتبَر موقع الكرنك من أكبر المواقع الأثريّة على مستوى العالَم؛ إذ يضمُّ مجموعة كبيرة من المباني المعماريّة التي تعود إلى حضارة الفراعنة، كالمقاصير، والمعابد، حيث بُنِي هذا المعبد؛ لعبادة إله مدينة طيبة (الإله آمون رع)، وهو أكبر المعابد في الكرنك، وعلى الرغم من أنّ هذا المعبد مُخصَّص للعبادة، إلّا أنّه لم يكن يُسمَح لعامّة الشعب بدخوله، فلا يدخله سوى الملك، وكبير الكهنة اللذان تقع على عاتقهما الموازنة بين العالَم الدُّنيوي، والعالَم الدينيّ.[٥]
تقعُ هذه القلعة في جنوب سيناء (طابا)، على رأس جزيرة فرعون، وقد بُنِيت هذه القلعة؛ حتى تكون حِصناً منيعاً ضِدّ هجمات الصليبيّين، حيث كانت شاهدة على محاولة أرناط السيطرة على المُقدَّسات الإسلاميّة في كلٍّ من مكّة المُكرَّمة، والمدينة المُنوَّرة، وممّا يجدر ذِكره أنّ هذه القلعة تضمُّ سوراً خارجيّاً ذا تسعة أبراج دفاعيّة، كما يُوجَد فيها مسجد، وغُرَف للجنود، ومطبخ، بالإضافة إلى فُرن خاصٍّ؛ لصناعة الأسلحة.[٦]
تقع مجموعة السُّلطان قلاوون في القاهرة، وهي مجموعة فريدة، وتُحفة معماريّة رائعة أنشأها السُّلطان المملوكيّ قلاوون، حيث بُنِيت هذه المجموعة على أرض كانت جزءاً من القصر الفاطميّ الغربيّ في شارع المُعِزِّ لدين الله، وهي تتكوَّن من قسمَين: الأوّل بحريّ يضمُّ المقبرة التي دُفِن فيها السُّلطان قلاوون، أمّا القسم الثاني (القبلي)، فهو يضمُّ مدرسة، بالإضافة إلى أنّ هذه المجموعة تضمُّ مستشفىً (بيمارستان)، كما تُوجَد فيها مئذنة تُعتبَر أضخم مئذنة في مصر.[٧]
بُنِيت قلعة قايتباي على أنقاض فنار الإسكندريّة، حيث بناها السُّلطان قايتباي؛ بهدف حماية دولته من هجمات الأتراك العُثمانيّين، وهي تضمُّ مجموعة من المرافق، كغُرَف الجنود، والأبراج، والطاحونة، بالإضافة إلى المسجد، والمخبز، والمطبخ، وتُعتبَر هذه القلعة من أجمل القلاع في حوض البحر الأبيض المُتوسّط، وعلى الرغم من أنّ القلعة تعرَّضت للإهمال بعد أن أصبحت مصر تحت حُكم العُثمانيّين، إلّا أنّها رُمِّمت في عهد محمد علي.[٨]
بنى أحمد بن طولون هذا الجامع؛ حتى يجتمع فيه المسلمون وقت صلاة الجمعة، وهو ثالث مسجد أُنشِئ في مصر، حيث بُنِي هذا المسجد من الطوب الأحمر على مساحة تبلغ 26304.55م2، علماً بأنّ هذا الجامع يتميَّز بملامحه المعماريّة العراقيّة، كالزخرفة، والتصميم، بالإضافة إلى أنّ لهذا المسجد صحنٌ مكشوف بمساحة تبلغ 92م2، وهو مُحاطٌ بأروقة أربعة، حيث يُعتبَر رواق القِبلة أكبرها، كما أنّ لهذا المسجد مئذنة يعود بناؤها إلى السُّلطان لاجين المنصوريّ.[٩]
تُعتبَر الكنيسة المُعلَّقة من أقدم الكنائس التي لا تزال قائمة في مصر، وقد سُمِّيت بهذا الاسم؛ لأنّها بُنِيت على بُرجَين قديمين لحِصن نابليون (الحصن الروماني)، علماً بأنّ هذه الكنيسة تقع في منطقة مصر القديمة، وتحديداً في منطقة أثريّة قِبطيّة مُهمّة، بالقُرب من مسجد عمرو بن العاص، والمعبد اليهوديّ (بن عزرا)، ومن الجدير بالذكر أنّ هذه الكنيسة بُنِيَت بطابع بازيليكيّ، حيث تكوّنت من طابقين، وثلاثة أجنحة، وهيكل، ورُدهة أماميّة.[١٠]
في ما يأتي ذِكر لأبرز آثار مصر القديمة:[١]