صفات علي بن أبي طالب

صفات علي بن أبي طالب

صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم

كان صحابة النّبي عليه الصّلاة والسّلام كالنّجوم المضيئة في كبد السّماء؛ فهم خير القرون وأفضل الأجيال وخير ما وطئت الأرض من أقدام، وهم الجيل الّذي وقَفَ مع النّبي عليه الصّلاة والسّلام في دعوته وبذل الغالي والنّفيس في سبيل رفعة الدّين وإعلاء كلمة الله تعالى في الأرض، وقد كان كلّ واحدٍ من الصّحابة له صفاته وشمائله التي تميّز بها وعرف بسببها.

بَرَز من بين الصّحابة رجالٌ اكتملت فيهم الأخلاق والصّفات الكريمة فتسامو بها في علياء البطولة والفداء ومن بينهم الصّحابي الجليل، أسد الله ورسوله الغالب، الإمام علي ابن أبي طالب، رضي الله عنه وأرضاه، فما هي صفات هذا الصّحابي الجليل التي تميّز بها؟

صفات علي بن أبي طالب

الشّجاعة والتّضحية

لم تروَ عن صحابيّ مواقف في البطولة والفداء والتّضحية كما رويت لسيّدنا علي ابن أبي طالب رضي الله عنه، وقد كانت أوّل مواقفه العظيمة يوم نام في فراش النّبي عليه الصّلاة والسّلام يوم الهجرة إلى المدينة المنوّرة؛ حيث اجتمع رهط الكفّار حينها على قتل النّبي الكريم في فراشه، وعندما دخلوا بيته وجدوا مفتديه عليًّا رضي الله عنه نائمًا في فراشه فتركوه وأدركوا حينها أنّ النّبي الكريم قد نجّاه الله منهم.

بعد أن هاجر النّبي إلى المدينة شهد علي رضي الله عنه المشاهد كلّها معه إلاّ غزوة تبوك عندما خلّفه النّبي على أهله، وقد أبلى في جميع المعارك بلاءً عظيمًا؛ ففي غزوة أحد كان من الّذين ثبتوا مع النّبي الكريم وتحمّلوا في سبيل ذلك الجراح، وفي غزوة الأحزاب بارز عليٌ أشدّ رجال قريش قوّة وشكيمة وهو عمرو بن عبد ودّ فأرداه بسيفه الذي لا يقهر، وفي غزوة خيبر أعطي النّبي الكريم الرّاية لعليًّا ففتح الله على يده حصن خيبر، وبارز في هذه المعركة أقوى وأشجع رجال يهود وهو مرحب فأرداه قتيلاً.

التّقوى والورع

كان عليّ ابن أبي طالب رضي الله عنه مثالًا في التّقوى والورع والخشية من الله تعالى، وقد رآه يومًا صحابيّ من الصّحابة خلسةً وهو يناجي ربّه وقد أرخى اللّيل سدوله، ومن بين ما كان يردد قوله يا دنيا غرّي غيري، قد طلقتك ثلاثًا لا رجعة فيها.

البلاغة والخطابة

فقد كان عليّ رضي الله عنها خطيبًا مفوهًّا بليغًا حتّى أعدّ له أحد ذريته من بعده ويدعى الشّريف الرّضي كتابًا جميع فيه خطبه وكلامه وسمّاه كتاب نهج البلاغة .

الزّهد

فقد كان عليٌّ رضي الله عنه زاهدًا في متاع الدّنيا كحال من سبقه من الخلفاء الرّاشدين رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين.