-

صفات الصحابي علي بن أبي طالب رضي الله عنه

صفات الصحابي علي بن أبي طالب رضي الله عنه
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

علي بن أبي طالب رضي الله عنه

كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه رمزاً للبطولة والفداء، فقد سجل له التاريخ الإسلامي كثيراً من المواقف التي أنبأت عن شخصيةٍ قل أن يجود الزمان بمثلها، فقد اجتمعت في شخصته رضي الله عنه كثيرٌ من الصفات والخصائص التي أهلته لأن يكون من أكابر الصحابة، وأقربهم إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام.

صفات علي بن أبي طالب رضي الله عنه

البطولة والشجاعة والأقدام

فقد كان رضي الله عنه بطلاً شجاعاً لا يهاب ساحات الوغى، ومنازلة السيوف، حيث شهدت معارك المسلمين صولاته وجولاته الكثيرة التي زلزل فيها حصون الكفار والمرتدين، وأسقط فيها صناديد الشرك مجندلين، ففي بدر كان من ضمن فريق النخبة الذين انتدبوا لمواجهة فريق الكفار، فأردى خصمه صريعاً بضربة نجلاء، وفي يوم الأحزاب برز رضي الله عنه لأقوى فرسان قريش وأشجعهم وهو عمرو بن عبد ود فبارزه فقتله، وفي غزوة خيبر أظهر بطولة نادرة حينما تسلم راية المعركة ففتح حصون خيبر وبارز مرحب اليهودي المشهور بالقوة والشجاعة فصرعه.

البذل والإنفاق في سبيل الله

فقد كان علي رضي الله عنه معطاءً لا يبخل في الإنفاق في سبيل الله، ولا يرد سائلاً، وقد نزلت فيه الآية رقم (55) من سورة المائدة وهي قوله تعالى: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُوْلُهُ وَالَّذِيْنَ آمَنُوا الَّذِيْنَ يُقِيْمُوْنَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُوْنَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُوْنَ) حيث روى المحدثون والمؤرخون في سبب نزولها أنّ علياً رضي الله عنه كان يصلي في المسجد فمر به سائل يسأله فأعطاه خاتمه وهو راكع.

الفداء

تمثلت تلك الصفة العظيمة في علي رضي الله عنه يوم هجرة الرسول عليه الصلاة والسلام إلى المدينة المنورة، فحينما أراد الكفار قتل النبي الكريم واجتمعوا على ذلك، نام رضي الله عنه في فراشه ليفتديه بنفسه.

اليقين العظيم بالله تعالى

فقد كان رضي الله عنه شديد اليقين بالله تعالى وموعوده، وحتى في أشد الأيام قسوة عليه، فقد مرّ عليه يوماً رجلٌ من الخوارج وهو يصلي فتلا عليه قوله تعالى: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الزمر: 65]، فرد عليه عليٌ رضي الله عنه بآيةٍ تبين يقينه بالله تعالى وعظيم إيمانه حيث تلا قوله تعالى: (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ، وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ) [الروم: 60].

البلاغة والفصاحة

فقد كان رضي الله عنه بليغاً فصيحاً، كما كان مضرباً للأمثال في ذلك حتى قيل أنّ كلامه أبلغ الكلام بعد القرآن الكريم وأحاديث النبي عليه الصلاة والسلام.