فوائد سمك القرش

فوائد سمك القرش

سمك القرش

القروش هي مجموعة من الأسماك المُفترسة الغُضروفيّة، ويُوجَد ما يزيد عن 400 نوع تسكن في العديد من بحار العالم. بعض القروش كبيرة الحجم وعدائيّة بحيث تُشكّل خطراً على حياة الإنسان، ومع ذلك فإنَّ العديد من القروش تكون عُرْضة للصّيد الشديد، وتُعتبَرغذاءً مقبولاً بين الناس، حتى أنَّ العديد من أنواع القرش أصبحت مُهدَّدة بالانقراض خلال القرنين العشرين والحادي والعشرين نتيجة المبالغة في اصطيادها، كما أن العديد من صيَّادي الأسماك (وخصوصاً في الصين) يُمسكون بالعديد من القروش لاقتطاع زعانفها وبيعها، ومن ثم يُعيدون القرش إلى البحر فيلقى حتفَه. [1]

جميع أنواع القروش -إضافة إلى سمك الشفنين والشعاع- تُعتبَر من الأسماك الغضروفيّة، ويعني ذلك أن أجسامها لا تحتوي في داخلها هيكلاً عظميّاً قاسياً، وإنّما تتألّف من غضاريف طرية، وللقرش جلد سميك ذو لون رمادي باهت ومُغطّى بعدد من الحراشف الدائرية ذات الأطراف الحادة، وله ذيل قويّ وزعانف ذات نهايات مُدبَّبة وأنفٌ طويل، تحته فمٌ واسع تملؤه أسنان مُثلّثة الشكل حادّة جداً، ومن ناحية وظيفية، تختلفُ القروش عن معظم الأنواع الأخرى من الأسماك بأنها تفتقرُ للعضو المعروف بمثانة العَوم، ولذلك فإنَّها لا تستطيع البقاء عائمة في الماء إلا إذا سبَحت بصورة دائمة. [2]

فوائد سمك القرش للإنسان

فواد تناول القرش

تصطادُ سفن تجارة الأسماك الكثير من القروش سعياً وراء لحمها وزعانفها وجلودها؛ حيثُ إنَّ زعانف القرش تُعتبر طعاماً فاخراً ومُقدَّراً في العديد من أنحاء العالم، ومن الرائج في بلاد مُختلفة -من أهمّها الصين- بيعُ هذه الزعانف على هيئة طبق أو حساء فاخر وباهظ الثمن. أما الجلد فإنه -بعد نزع حراشفه- يصبح منتجاً فائق الجودة ويَصلُح لتصنيع منسوجات جلديَّة وبيعها بأثمان كبيرة. ويكثر تناول لحوم القروش في بلدانٍ عديدة، ففي بريطانيا مثلاً، كثيراً ما يتم إعداد الطبق الوطني المؤلّف من السمك والبطاطس من لحم القرش. [2]

يحتوي لحم القرش على نسبة مُرتفعة من البروتين والصوديوم، كما أنّه يحتوي بعضاً من الدهون والمعادن. فكلّ 100 غرام من لحم القرش تحتوي 21% من البروتين، و3% من الدهون، وفيها ما يزيدُ عن خمسين مليغراماً من الكوليسترول وما يقارب ثمانين من الصوديوم، كما تحتوي نفسُ الكمية على نسب من الفوسفور والسيلينيوم والمغنيسيوم والكالسيوم والحديد، وكذلك على فيتامينات النياسين وب6 وب12، [3] ويُعتبَر زيت بعض أنواع سمك القرش مصدراً مهماً لفيتامين أ الذي يحتاجه جسم الإنسان للمُحافظة على قوة حاسة البصر، فحتى نهاية أربعينيات القرن العشرين كان المصدر الأساسي لهذا الفيتامين هو زيت كبد الحوت، بينما أصبح يُستَعاض عنه لاحقاً بزيوت القروش. [2]

ويُصنَّف المُحتوى الغذائي للحم سمك القرش كالآتي:[3]

العنصر الغذائي
الوزن (بالغرام أو المليغرام)
النسبة المئوية من الحاجة اليومية للإنسان
الدهون
5غم
7%
الدهون المُشبَعة
1غم
5%
الكولسترول
51ملغم
17%
الصوديوم
79ملغم
3%
الكربوهيدرات
0غم
0%
البروتين
21غم
42%

فوائد القرش في العلاج

تصنع بعض شركات الأدوية مُنتجات يدخل فيها مسحوق غضاريف القرش، ومن أمثلتها محلول النيوفَستات (بالإنجليزية: Neovastat) الذي رخَّصت وكالة الأدوية الأمريكية بيعه كعلاج للمراحل المتأخرة من سرطان الخلايا المُؤجَّل، كما يُستخرَج من كبد القرش دواء مضادّ للفيروسات يُسمّى السكوالامين، وتُظهر بعض الدراسات الأولية أنه قد يكون مُفيداً في مقاومة تآكل العضلات.[4]

فوائد القروش في الأبحاث

اهتمَّ العديد من العلماء والباحثين الطبيّين، بدءاً من خمسينيات القرن العشرين، بإجراء الدراسات على القروش لعلاج السرطان، والسَّببُ الذي دفع العلماء إلى الاهتمام بالقرش هو وُجود اعتقادٍ سائدٍ آنذاك بأن هذه الحيوانات لا تُصَاب بالأورام السرطانية؛ حيثُ لم يحدُث وأن سُجِّلت أي حالة إصابة بالسرطان بينها، ولذلك اعتقد بعض الباحثين أن دراسة القرش قد تُساعد على إيجاد علاج لهذا المرض.[2]

ولهذا السَّبب فإن غضاريف القروش (وهي ما يحلّ مكان العظام في جسم القرش) تُوصَف في بعض الأحيان كعلاجٍ للسرطان، حيث يتم سحقهُا وتناولُها، وأظهرت الدراسات اللاحقة أن القروش تُصاب -في الواقع- بالسرطان، ولكن احتمالية حدوثه لديها أقلّ من الإنسان بصُورة كبيرة. [4]

ورَغم ذلك، لا تزال العديد من الدراسات العلمية تدور حول هذه الأسماك لاكتشاف سبب مُقاومتها العالية للأورام السرطانية، ويُعتقد البعض أن تناول مسحوق غضاريف القرش قد يكونُ مفيداً في حماية الإنسان من السرطان، حيث يرون أنَّه يمنع انتشار الورم السرطاني عبر شرايين الدم لدى الإنسان المُصاب؛ حيثُ تتوقف الشرايين عن إيصال الدم إلى المكان المصاب بالورم، ومن ثمَّ لا تَعود هناك آلية تسمح له بالانتشار.[4]

تناول القرش كطعام

من الرائج أكل لحم القرش بصفته نوعاً من الطعام في العديد من أنحاء العالم؛ حيثُ يُقدَّر عدد القروش التي يصطادُها تجّار الأسماك في كلّ عام بما يُقارب 100 مليون (رغم أن هذا العدد آخذٌ في التناقص خلال السنوات الأخيرة)؛ حيثُ تُقدّر منظمة مُساعدة البرية (بالإنجليزية: WildAid) أن عدد القروش التي يقتلها الإنسان سنوياً قد تناقص بمقدار 70% بعد تبنّي الصين لقوانين جديدة تُحارب الفساد وتُقاوم هذه التجارة. [5]

أضرار تناول القرش

من المُحتمل -في بعض الأحيان- أن تكون هُناك مخاطر صحية من تناول لحم القروش، فلحوم هذه الأسماك تحتوي نسبة مُترفعة من معدن الزئبق (وهو عنصر كيميائيّ سامّ للإنسان)؛ حيث يُمكن أن يتسبَّب الإكثار منه بفُقدان التركيز أو العمى أو الوفاة في حالاتٍ مُتطرّفة. يظنّ العلماء أن سبب احتواء لحم القرش على كميّة ضخمة من هذا المعدن هي أن القروش حيواناتٌ لاحمة، ولذلك فإنَّها تفترسُ الكثير من الأسماك صغيرة الحجم، وعندها يترسَّبُ الزئبق (الذي كان موجوداً في الأسماك الأخرى) داخل جسد القرش؛ حيثُ أظهرت دراسة أجريت على 124 قرشاً أن واحداً من كلّ ثلاث من هذه الأسماك يحتوي لحمُه على نسبةٍ خطيرة من الزئبق. [5]

المراجع

  1. ↑ Jeffrey Carrier, "Shark | Fish"، Encyclopedia Britannica, Retrieved 03-02-2017. Edited
  2. ^ أ ب ت ث هيئة من المؤلفين (2001)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة، صفحة 431، جزء 25 (ق). بتصرّف
  3. ^ أ ب "Nutritional Info: Fish, shark, mixed species, raw", Nutrition Search Engine, Retrieved 03-02-2017. Edited
  4. ^ أ ب ت James Hablin (Aug 14, 2012)"The Health Benefits of Sharks"، The Atlantic, Retrieved 03-02-2017. Edited
  5. ^ أ ب Ben Radding, "Why You Shouldn't Eat Shark Meat"، Weider Publications, Retrieved 03-02-2017. Edited