اختبار عمر الدماغ

اختبار عمر الدماغ
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

الدماغ

بدأت الدراسات والأبحاث الحديثة تكتشف أسرار وخفايا الدماغ البشري المعقد، وبات الإنسان مع تطور العلم الحديث يعرف أكثر عن طبيعة تكوين الجهاز العصبي، وبنية الدماغ وآلية عمله، والعناصر التي يتكون منها، ومدى قدرته على التطور والتجدد باستمرار. فالدماغ هو الجزء الذي يضبط الوظائف الحيوية للإنسان كالتنفس، والنوم، وهو مركز للوظائف المتطورة كالتفكير، والوعي، والتذكّر.[1]

تشريح الدماغ

يُعتبر الدماغ برج المراقبة والمتحكم الأساسي بالجهاز العصبي في جسم الإنسان، ويقع الدماغ داخل الجمجمة، فوق النخاع الشوكي، وهو يتكون من المخ، والمخيخ، والجذع الدماغي، ويبلغ حجمه 1.4 كيلوغرام، أي أنه لا يشكل سوى 2% من كتلة الجسم. وهو ذو لونٍ وردي بسبب جريان الدم فيه، وفيه تتشكل الأفكار، والرموز، واللغة، واتخاذ القرارات، وهو مركز الوعي، والتفكير، والمشاعر، والانفعالات، ويقسم الدماغ الى نصفين أيسر وأيمن، يتحكم كل منهما بأحد جانبي الجسم، ولأن الدماغ يعتبر مركز التفاعلات الكيميائية والكهربائية الحساسة فإنه تتم حمايته بواسطة الجمجمة العظمية والسحايا، ويتألف الدماغ من نوعين من الخلايا هما: الخلايا العصبية التي تصدر المعلومات والأوامر وتنقلها، والخلايا الدبقية التي تعمل على حماية وتغذية الخلايا العصبية.[2]

نمو الدماغ وتطوره

مع تطور العلم الحديث وبعد أن تمكن الإنسان من تشريح الدماغ ومعرفة شكلة ومكوناته، ومراقبة آلية عمل الخلايا العصبية المكونة له، وُجد أن الدماغ لا يبقى على حالٍ واحدة، بل ينمو ويتطور بسرعة بالغة، مهما بلغ عمر الإنسان، فالدماغ يملك قدرة على تغيير وتطوير نفسه بالتفاعل مع بيئته ومحيطه، وبالتدريب والتعلم المستمر، فبعد أن تمت مراقبة الخلايا العصبية بواسطة المجهر ظهر أنها تنبت وتنمو باستمرار، وأن التشعبات والشبكات العصبية تتمدد وتتدعم أو تموت حسب النشاط الفعلي للدماغ، فتعلم مهارات ووظائف جديدة ينقل الدماغ إلى مستويات أعلى من النمو، ويبدأ الدماغ بالنمو في الأسبوع الثالث من الحمل، حتى يصل وزنه عند الولادة إلى 370 غرام، ثم يستمر نموه مع نمو الإنسان، ولا يزال دماغ الإنسان يعتبر منطقةً غامضة كغموض الكون لم يجرِ اكتشافها بالكامل.[1][3]

عمر الدماغ

عمر الدماغ أو العمر العقلي هو حصيلة الخبرات العقلية والقدرة على التعلم من الخبرات، والتجارب، والبيئة الخارجية المحيطة بالإنسان، فالعمر الزمني هو العمر الحقيقي للإنسان، وهو ما يُحسب بالأيام، والشهور، والسنوات، أما العمر العقلي فهو تقدير لمدى قدرة الإنسان على تطوير مهاراته العقلية في عُمر معين، وعمر الدماغ يعتمد بشكل كبير على ذكاء الفرد، فالأذكياء لديهم عمر عقلي أعلى من العمر الزمني، وذوي الإعاقات الذهنية لديهم عمر عقلي أقل، على الرغم من أنهم قد يبرعون في ما لا يقدر عليه غيرهم.[3]

العوامل المؤثرة في مقدار عمر الدماغ

يتم تحديد عمر الدماغ بعدد من العوامل متضمنةً العوامل الوراثية من جهة، والعوامل غير الوراثية من جهةٍ أخرى، فرغم أن العوامل الوراثية تلعب دوراً أكبر في تحديد القدرة العقلية، ومستوى الذكاء والعمر العقلي للإنسان، إلا أن هنالك عوامل بيئية تؤثر أيضاً على ذكاء الفرد، فالإخوة الذين يتم تربيتهم في نفس المنزل يمتلكون أعماراً عقلية ومعدلات ذكاء متقاربة، كما بينت الدراسات التي أُجريت على التوائم المتطابقة، أن معدل الذكاء والعمر العقلي للتوائم الذين عاشوا معاً متشابه أكثر من التوائم الذين عاشوا بعيداً عن بعضهم البعض، لأن تغيّر البيئة المحيطة أدى إلى تغيّر في المستوى العقلي، فتفاعل العوامل البيئية مع العوامل الوراثية يعمل على حدوث تباين في القدرات المعرفية للأفراد، ويمكن أن يحدث التباين في العمر العقلي نتيجة للأخطاء المرتكبة أثناء إجراء الاختبارات العقلية، ولكن نسبة حدوث التباين بسبب الخطأ تكون ضئيلة جداً مقارنةً مع التباين الحاصل بسبب البيئة والعوامل الوراثية.[4]

اختبار عمر الدماغ

تاريخياً وقبل اختراع اختبارات الذكاء كاختبار عمر الدماغ وغيره، كان يتم مراقبة سلوكيات الأفراد في حياتهم اليومية، وتصنيفهم إلى فئات بحسب ذكائهم، أما المرحلة الحديثة لاختبارات الذكاء والقدرات العقلية فقد بدأت في فرنسا في القرن التاسع عشر، حيث قام فرانسيس غالتون مبتكر مصطلح تحسين النسل بأول محاولة لقياس وتقدير ذكاء الفرد عن طريق اختبار قياسي، ثم تعاقبت من بعده محاولات العلماء لوضع اختبارات أدق وأكثر فاعلية لقياس مستوى الذكاء والعمر العقلي.[5]

مكونات اختبار الذكاء وعمر الدماغ

يتألف الذكاء من مهارات التفكير، والمنطق، والقدرة على حل المشكلات والتفكير النقدي، والتكيّف، وتتكوّن اختبارات الذكاء عادةً من قسم لفظي لقياس مدى السلاسة اللغوية واللفظية والمفردات التعبيرية، وقسم أدائي لقياس الإدراك الحسي، والقدرات البصرية، والمنطق العقلاني، ويُرافق اختبارات الذكاء اختبارات نفسية واختبارات اجتماعية، فعمرالدماغ ومستوى الذكاء للفرد يعتمد بدرجة كبيرة على تجاربه الحياتية، والنفسية، وعلاقاته الاجتماعية.[6]

استخدامات اختبار الذكاء وعمر الدماغ

تُستخدم اختبارات الذكاء وتحديد العمر العقلي للإنسان في عدة مجالات منها، تحديد الفروق الفردية ومستويات العقل المختلفة لدى الطلبة لتحسين العملية التعليمية، وفي مقابلات العمل لاختيار العاملين في المؤسسات المختلفة العامة والخاصة بغرض الوصول إلى أعلى أداء ممكن في المؤسسة، وتحديد المستوى العقلي للأشخاص المناسبين للعمل في المجالات المختلفة كلٌ حسب قدراته العقلية الخاصة، وتحديد مستوى الأشخاص المؤهلين لإنهاء الدراسات بمختلف أنواعها الثانوية، والجامعية، والدراسات العليا، كما تُستخدم لدراسة بعض الظواهر الاجتماعية، وتبين عن طريق إجراء هذه الاختبارات أن مستوى الذكاء للمجتمعات والعمر العقلي للسكان في ازدياد مستمر مع تقدم الزمن.[7]

المراجع

  1. ^ أ ب آن دوبرواز (2015)، خفايا الدماغ (الطبعة الأولى)، الرياض: إصدارات المجلة العربية، صفحة 7. بتصرف.
  2. ↑ آن دوبرانز (2015)، خفايا الدماغ (الطبعة الأولى)، الرياض: إصدارات المجلة العربية، صفحة 14-16. بتصرف.
  3. ^ أ ب د. سعادة خليل (23-6-2006)، "العلاقة بين أطوار نمو الدماغ ومراحل النمو العقلي وآثارها على عمليّة التعلّم والتعليم"، دار ناشري للنشر الإلكتروني ، اطّلع عليه بتاريخ 1-3-2018. بتصرف.
  4. ↑ بشر عمار (2016)، إختبارات الذكاء: ماهيتها وإستخداماتها (الطبعة الثانية)، صفحة 17. بتصرف.
  5. ↑ بشر عمار (2016)، إختبارات الذكاء: ماهيتها وإستخداماتها (الطبعة الثانية)، صفحة 19. بتصرف.
  6. ↑ بشر عمار (2016)، إختبارات الذكاء: ماهيتها وإستخداماتها (الطبعة الثانية)، صفحة 26. بتصرف.
  7. ↑ بشر عمار (2016)، إختبارات الذكاء: ماهيتها وإستخداماتها (الطبعة الثانية )، صفحة 77. بتصرف.