حبوب الكالسيوم للحامل

حبوب الكالسيوم للحامل
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

الحمل

يطرأُ على جسمِ المرأة العديد من التّغيرات خلالَ فترة الحمل، فحجمُ رحمها والعضلات المحيطة به يزداد، كما أنّ كميّة الدّم تزيدُ بمقدار النّصف، ومفاصلها تصبح أكثر مرونة تحضيراً للولادة، كما أنّ أقدامها تنتفخُ بسبب هرمون الإستروجين الذي يُحضّر الرّحم للولادة، والذي يُحفّز احتباس السّوائل، ويزيدُ حجم الثّدي تحضيراً للرّضاعة، ويُمكن أن تؤثّر الهرمونات المسؤولة عن هذه التّغيّرات على مزاجها، وأفضل ما يُمكن للمرأة الحامل القيام به لمواجهةِ هذه التغيّرات هو التّغذية الجيّدة، وممارسة الرّياضة بانتظام، والرّاحة لفتراتٍ طويلة، ووجود أشخاص يهتمّون بها.>[1]

تتغيّر الاحتياجات التغذويّة للمرأةِ الحامل، ذلك أنّ جسم الطّفل الذي ينمو داخلَها بكلّ أنسجته من لحظةِ التخصيب إلى الولادة، من عظام، وعضلات، وأعضاء، وخلايا دم، وجلد، وغيرها تتكوّن من العناصر الغذائيّة التي تتناولُها الأمّ في طعامها، ولذلك تكونُ احتياجاتُها من العناصر الغذائيّة أكبر، وهي تحصلُ عليها عن طريق اختيارها للأغذية الصحيّة بكميّات مناسبة، وعن طريق زيادة فاعليّة الجسم في امتصاصِ بعض العناصر.[1]

من العناصر الغذائيّة التي يحتاجُها جسم المرأة الحامل بشكلٍ أكبر الكالسيوم، ويعمل الجسم منذ المراحل المُبكّرة من الحمل على زيادة نسبة امتصاصه للكالسيوم بأكثر من الضّعف، وفي الثّلث الأخير من الحمل، تبدأ عظام الطّفل بالتكلّس، ممّا يستنفدُ أكثر من 300 ملغم من الكالسيوم من جسم المرأة، والتي يتم نقلها إلى الطّفل،[1] ويعمدُ الكثير من الأطبّاء على وصف حبوب الكالسيوم للحامل، ولذلك سيقوم هذا المقال بالحديث عن احتياجات الحامل للكالسيوم، وفائدة هذه الحبوب وضرورتها.

تغيّر احتياجات الحامل من الكالسيوم

على الرّغمِ من ارتفاع احتياجات جسم المرأة الحامل لعنصر الكالسيوم، إلّا أنّ احتياجاتها الفعليّة لتناوله من الأغذية يبقى مشابهاً للمرأة غير الحامل في المرحلة العُمريّة نفسها، وذلك بسبب ارتفاع معدّل امتصاصه في الجسم بما يزيدُ عن الضّعف كما ذُكر أعلاه،[1] وفيما يأتي جدول يُوضّح احتياجات الكالسيوم اليوميّة بحسب الفئة العُمريّة:[2]

الفئة العمريّة
الاحتياجات اليوميّة (ملغ\اليوم)
الرضع 0-6 أشهر
200
الرضع 7-12 شهر
260
الأطفال 1-3 سنوات
700
الأطفال 4-8 سنوات
1000
9-18 سنة
1300
19-50 سنة
1000
الذكور 51-70 سنة
1000
الإناث 51-70 سنة
1200
70 سنة فأكثر
1200
الحامل والمرضع 14-18 سنة
1300
الحامل والمرضع 19-50 سنة
1000

يمنح تناول 3 أكواب من الحليب أو ما يعادلُهم يوميّاً 900 ملغم من الكالسيوم، وتُنصح المرأة بالحصول على احتياجاتها من الكالسيوم من الأغذية حتّى تحصل معه على فوائد وعناصرَ غذائيّة أخرى، ولذلك يُنصح بتناول الحليب خالي الدّسم كمصدر رئيس للكالسيوم في الحمية، ولكن قد تعاني الكثيرات من حالة عدم احتمال سُكّر اللاكتوز (بالإنجليزيّة: Lactose intolerance)، ويُمكن في هذه الحالة تناول اللبن أو الجبن الذي يحتوي على كميّات أقلّ بكثير من سُكّر اللاكتوز، أو تناول بدائل الحليب المُدعّمة بالكالسيوم، مثل حليب الصويا، أو استخدام تحضيرات إنزيم اللاكتاز (بالإنجليزيّة: Lactase) الدّوائيّة الجاهزة،[3] ولتأكيد الحصول على الاحتياجات اليوميّة من الكالسيوم، يُمكن تناول 4 حصص من مجموعة الحليب ومنتجاته يوميّاً.[4]

حبوب الكالسيوم للحامل

يجبُ على المرأة الحامل الحرص على الحصول على الكميّات الموصى بها من الكالسيوم من الحمية، ولكن في الواقع قد لا تتناول السيدات الكميّات الموصى بها، وفي هذه الحالة يجب رفع كميّات الحليب ومنتجاته ومصادر الكالسيوم الأخرى المتناولة، وفي حال لم يكن ذلك ممكناً، يُمكن اللجوء إلى تناول حبوب الكالسيوم بشكلٍ يوميّ، وخاصّة في السيدات الحوامل تحت عمر 25 عاماً، إلّا أنّ هذا الحلَّ ليس مفضّلاً مقارنة بهِ من مصادره الطبيعيّة من الأغذية.[1]

يجب على المرأة الحامل في حال لم تستطعْ تناول مصادر الكالسيوم بشكل كافٍ في حميتها اليوميّة أن تتحدث مع طبيبها بهدف الحصول على حبوب الكالسيوم، بحيث تختلفُ كميّة الكالسيوم التي يجب تناولها في المكمّلات بحسْب كميّة الكالسيوم المُتناولة في الحمية.[4]

من ناحية أخرى، يُنصح في المجتمعات التي ينتشر فيها عدم الحصول على كميّات كافية من الكالسيوم استعمال مكمّلات الكالسيوم الغذائيّة للوقاية من حالة ما قبل تسمّم الحمل أو مقدّمات الارتعاج (بالإنجليزيّة: Pre-eclampsia) التي تتّسبّبُ بارتفاع ضغط الدّم، واحتباس السّوائل في الجسم بشكل كبير، ووجود البروتين في البول، وخاصّة لدى السّيدات اللواتي يرتفع لديهنّ خطر الإصابة بهذه الحالة، ويُنصح في هذه الحالة إعطاء 1.5-2 جم من الكالسيوم يوميّاً من الأسبوع العشرين من الحمل حتّى نهايته، مع ضرورةِ أن تكونَ المكمّلات موصوفة من قبل طبيب، وأن تكون الكميّات المتناولة من الكالسيوم محسوبة بحيث لا تتعدّى الحدّ الأعلى المسموح بتناوله يوميّاً، حيث إنّ تناول الكالسيوم بكميّات كبيرة جدّاً يرفع من خطر الإصابة بحصوات الجهاز البوليّ والتهابات المسالك البوليّة، كما أنّه يُمكن أن يُقلّل من معدّل امتصاص بعض العناصر الغذائيّة الأخرى.[5]

على الرّغم من وجود بعض الدّراسات التي لم تجد دوراً لمُكمّلات الكالسيوم في منع ارتفاع ضغط الدّم في الحمل،[3] إلّا أنّ العديد من الدّراسات وجدت لها علاقة، ولكن نتائج الأبحاث في تأثيرِها على عظام الحامل، وتراكم المعادن في عظام الجنين، وتأثيرها على الولادة المُبكّرة لم تكن حاسمة.[5]

من الجدير بالذّكر ضرورة المباعدة بين حبوب الكالسيوم، وحبوب الحديد التي يتمّ تناولها أثناء الحمل أيضاً، بحيث يكون الفرق بينهما بضع ساعات لتجنّب تأثير الكالسيوم على امتصاص الحديد.[5]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج Sharon Rady Rolfes, Kathryn Pinna, and Ellie Whitney (2006), Understanding Normal and Clinical Nutrition, The United States of America: Thomson Wadswoth, Page 483-495. Edited.
  2. ↑ "Dietary Reference Intakes Tables and Application", The National Academies of Sciences. Engineering. Medicine,31-5-2016، Retrieved 16-6-2016.
  3. ^ أ ب L. Kathleen Mahan and Sylvia Escott-Stump (2004), Krause's Nutrition & Diet Therapy, The United States of America: Saunders, Page 182-201. Edited.
  4. ^ أ ب Laura J. Martin (8-5-2016), "Eating Right When Pregnant"، WebMD, Retrieved 16-6-2016. Edited.
  5. ^ أ ب ت "Guideline: Calcium supplementation in pregnant women", World Health Organization,2013، Retrieved 16-6-2016. Edited.