حالات شفيت من التوحد
التوحد
التَّوَحُّد هو عبارة عن اضطراب في النمو العصبي، يظهر خلال فترة الطفولة المبكرة؛ حيث تبدأ الأعراض بالظهور بشكل واضح في سن ثلاث سنوات، ولكن هناك بعض الاستثنائات فقد يكبر الطفل ويتطوّر بصورة طبيعية جداً، ولكنه يصبح فجأة منغلقاً على نفسه وغير متكيف مع المحيط الخارجي، ويصبح أكثر عدائية، ويبدأ بفقد المهارات اللغوية التي اكتسبها، والجدير بالذكر أنّ التوحّد يؤثر بشكل مباشرعلى نشأة الطفل وتطوره بثلاث مجالات من حياته: مجال المهارات الاجتماعية، ومجال المهارات اللغوية، ومجال السلوك.
علاج التوحد
لم يتوفّر حتى يومنا هذا علاج لمرض التوحد، ولكن الاكتشاف المبكر للمرض ومتابعته والعمل على اتّباع أبرز الوسائل للتخفيف من آثاره قد يساعد على تحسين بعض الحالات غير الشديدة، ومن أبرز الأمثلة على بعض حالات التوحد التي عولجت بشكل كامل أو بشكل ملحوظ بسبب ما امتلكه أصحابها من إيمان وتحدٍّ للمعوقات والصبر على ما يواجههم من صعاب، حالتين نستطيع القول إنهما من أبرز الحالات التي تخطّت المرض بشكل جيد جداً.
تجربة الطفل خالد الحوسني
نذكر تجربة الطفل خالد الحوسني، ولد خالد ورافقه منذ ولادته مرض التوحد؛ حيث ظهرت أعراض المرض على خالد بسنٍّ مبكرة جداً، فكان يعاني من بعض المشاكل الصحية رافقتها صعوبة في النطق والتواصل مع الآخرين، جاء تشخيص المرض مع الطفل خالد صادماً لعائلته؛ حيث كانوا يعانون صعوبةً من إشراك طفلهم في الحياة الاجتماعية، ومن عدم قدرته على التكيف مع العالم المحيط به، ولكن ذلك كله بدأ بالتلاشي عندما أخذت والدته عهداً على نفسها من أن تجعل من طفلها إنسان آخر، وكا لها ما أرادت فمع قوة إيمانه وإرادته استطاعت من أن تجعل طفلها المنعزل متفوقاً كغيره من الأطفال الذي لا يعانون من المرض نفسه، ولم يكتفِ خالد بتفوقه الأكاديمي بل سعى ووالدته إلى أن يتميّز في مجالات أخرى، فتميز في مجال الأولمبياد، وكانت له مشاركات عديدة في نشاطات عدة من أنشطة المدرسة، ومن جانب آخر أصبح خالد يحظى بصداقات عديدة، وأصبح قادراً على إقامة العلاقات بكلّ سهولة ويسر.
استطاع خالد ووالدته بقوة إيمانهما وعملهما المستمر محاربة التوحد، والصعود عن طريق سلّم النجاح إلى التميّز والتفوّق.
تجربة الدكتورة تمبل جراندين
ولدت تمبل في عام 1947م، وبعد ثلاثة أعوام من ولادتها بدأت أعراض التوحّد بالبروز لديها، وبعد إخضاعها للتشخيص شخّصت حالتها بأنها تعاني من التوحد ذي الأداء الوظيفي العالي، ومن تلفٍ دماغي؛ حيث سبّب لها ذلك التلف مشكلات اجتماعية ولغوية وسلوكية، ولكن ذلك أبداً لم يُشكّل عائقاً أمامها فاستطاعت بقوة إرادتها وإيمانها أن تتغلّب على مرضها بنجاح، وبدأت بالتحسّن بشكل تدريجيّ حتى تخطت مرضها تماماً.
تمبل الآن أستاذة في علم الحيوان لدى جامعة ولاية كولورادو، واستشاريّة في سلوك الحيوانات في مجال المواشي، كما استطاعت اختراع آلة العناق المصمّمة للأشخاص الذين يتمتّعون بالحساسية المفرطة.