أسباب مرض التوحد عند الأطفال

أسباب مرض التوحد عند الأطفال

مرض التوحّد عند الأطفال

يُعرف مرض التوحّد (بالإنجليزية: Autism) على أنّه عجز تطوري مُعقد يظهر خلال السنوات الثلاث الأولى من حياة الشخص بحسب اعتقاد الخبراء، وفي الحقيقة يُفسر حدوث مرض التوحّد وجود اضطراب عصبيّ يؤثر في وظائف الدماغ الطبيعية؛ وهذا بحدّ ذاته يؤثر في تطور مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي لدى الشخص، وتتمثل الإصابة بالتّوحد بمُعاناة الطفل من مشاكل في التواصل غير اللفظي، ومجموعة واسعة من التفاعلات الاجتماعية، والأنشطة الشاملة للعب والترفيه.[1]

أسباب التوحّد عند الأطفال

في الحقيقة لا يوجد سبب مُحدد للإصابة بمرض التوحّد، إذ تُشير المُعطيات المتاحة إلى أنّ هذا المرض ينتج عن مجموعات مختلفة من العوامل، والتي تظهر من خلال الأعراض السلوكية المميزة، وفيما يلي بيان لهذه العوامل.[2]

عوامل الخطر الجينية

قد تكون الإصابة بمرض التوحد ناتجة عن الطفرات أو الاختلافات الجينية الموروثة، وبالرغم من ذلك لا يُمكن تحديد ما إذا كان جميع الأطفال يملكون طفرة أو رابط جيني ظاهر في أفراد العائلة، وفيما يتعلّق بالدراسات التي تدعم الرابط الجيني في هذه الحالة فقد أظهرت بعض الدراسات بأنّ الأطفال الذكور هم أكثر عُرضة للإصابة بمرض التّوحد أكثر من الإناث، نظراً للاختلافات الجينية المُرتبطة بالكروموسوم من نوع X، بالإضافة إلى دراسات أخرى أظهرت بأنّ وجود أشقاء مُصابين بمرض التّوحد يجعل الطفل أكثر عُرضة لإصابته بالتوحد.[2]

العوامل البيولوجية العصبية

يُعزى تطور الدماغ بطريقة غير طبيعية إلى وجود اختلالات في الشيفرة الوراثية في كثير من الأحيان، وهذا بحدّ ذاته قد يتسبّب بحدوث العديد من الاختلالات، وخاصّة في بُنية الدماغ ووظيفته، والإدراك، والبيولوجيا العصبية، إضافة إلى السلوكيات العرضية، وفيما يأتي بيان للاختلافات البيولوجية العصبية المُرتبطة بتشخيص مرض التّوحد:[2]

  • مشاكل تطور الشيفرة الجينية المُرتبطة بعدّة مناطق في الدماغ، بما في ذلك الفص الجبهي (بالإنجليزية: Frontal lobe)، والفص الصدغي الأمامي (بالإنجليزية: Anterior temporal lobe)، والذنبية (بالإنجليزية: Caudate)، والمُخيخ.
  • اختلالات في بُنية الدماغ ووظيفته، ومنها مل يأتي:
  • اختلافات في استجابة الدماغ للبيئة.
  • زيادة المادة الرمادية (بالإنجليزية: Grey matter) في الفص الجبهي والصدغي (بالإنجليزية: Temporal lobe) من الدماغ.
  • انخفاض المادة البيضاء مقارنة بالمادة الرمادية في مرحلة المراهقة.
  • اختلافات تشريحية ووظيفية في المخيخ والجهاز الحُوفيّ.

العوامل البيئية

يُعتقد بوجود العديد من العوامل البيئية ذات الصلة بتطور مرض التّوحد، وفي الحقيقة لم يتمكن الخبراء من تحديد أنواع معينة من المحفزات البيئية المُتعلّقة بمرض التّوحد حتّى وقتنا الحالي، ولكن تمّ تحديد عدد من المواد لدراستها في المستقبل ومعرفة مدى صلتها بمرض التّوحد، ومن هذه المواد الرصاص، ومبيدات الحشرات، وعوادم السيارات، والهيدروكربونات، ومثبطات اللهب، ومركب ثنائي الفينيل متعدد الكلور (بالإنجليزية: Polychlorinated biphenyl).[2]

أعراض التوحّد عند الأطفال

علاج التوحّد عند الأطفال

في الحقيقة لا يوجد علاج مُحدد لمرض التوحّد، وتتمثل العلاجات الأكثر فعالية في التدخلات السلوكية المبكرة والمكثفة، وقد اتُفق على أنّه كلما كان تسجيل الطفل في هذه البرامج في وقت مبكر كلما كانت حالته أفضل، وقد تمّ إيجاد بدائل مُستخدمة في علاج مرض التوحّد، ولكن لا يوجد حالياً أي دليل يُثبت فعاليتها، وتتمثل هذه البدائل بما يأتي:[3]

  • جرعات عالية من الفيتامينات.
  • العلاج بالاستخلاب (بالإنجليزية: Chelation therapy).
  • العلاج بالأكسجين عالي الضغط.

أنواع طيف التوحّد

هناك أنواع مُختلفة لطيف التوحّد (بالإنجليزية: Autism spectrum disorders)، وفيما يأتي بيان لكل نوع منها:[4]

  • اضطراب التوحد الكلاسيكي: يُعاني المرضى المُصابون بهذا النّوع من طيف التوحد من تأخر كبير في اللغة، وتحديات اجتماعية، بالإضافة إلى سلوكيات واهتمامات غير عادية، وقد يُعاني الكثير منهم من عجز ذهنيّ، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا النّوع من طيف التّوحد هو الذي يرِد إلى أذهان النّاس عند سماع كلمة (التوحد).
  • متلازمة اسبرجر: (بالإنجليزية: Asperger's syndrome)، قد يُعاني الأطفال المُصابون بهذه المتلازمة من تحديات اجتماعية، وسلوكيات واهتمامات غير عادية، إلّا أنّهم لا يُعانون من مشاكل في اللغة أو عجز ذهنيّ، وتجدر الإشارة إلى أنّ الأطفال المُصابين بمتلازمة اسبرجر يُعانون من بعض الأعراض بسيطة مقارنة بالمصابين باضطراب التوحد الكلاسيكي.
  • اضطراب النمو المتفشي: (بالإنجليزية: Pervasive Developmental Disorder)، يُطلق عليه أيضاً مصطلح التوحد اللانموذجي (بالإنجليزية: Atypical Autism)، يُشخص بهذه الحالة المرضى الذين لم يستوفوا بعض معايير الإصابة باضطراب التوحد الكلاسيكي أو متلازمة أسبرجر، وعادّةً ما يُشخص بهذه الحالة المرضى الذين يُعانون من أعراض أخف وأقل من أولئك الذين يعانون من اضطراب التوحد الكلاسيكي، وتتمثل بالمُعاناة من تحديات اجتماعية فقط.
  • اضطرابات الطفولة التحللية: (بالإنجليزية: Childhood Disintegrative Disorder)، يُعتبر هذا النّوع من الاضطرابات نادر للغاية، ويوجد كحالة منفصلة، إذ ينمو هؤلاء الأطفال بشكلٍ طبيعي لمدة عامين على الأقل، ثم يفقدون بعض أو معظم مهارات التواصل الاجتماعي لديهم.[5]

المراجع

  1. ↑ "What Is Autism?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 9-8-2018. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Autism", www.asha.org, Retrieved 9-8-2018. Edited.
  3. ^ أ ب "Autism Overview", www.healthline.com, Retrieved 9-8-2018. Edited.
  4. ↑ "Defining Autism", www.asws.org, Retrieved 9-8-2018. Edited.
  5. ↑ "Understanding Autism -- the Basics", www.webmd.com, Retrieved 9-8-2018. Edited.