أسباب تلوث مياه البحر

أسباب تلوث مياه البحر

تلوث المياه

الماء هو عبارة عن سائل شفاف له خصائص فيزيائية وكيميائية مميزة، ومن خصائصه أنه عديم الطعم، واللون، والرائحة، وفيما إذا حدث تغير في هذه الخصائص فهذا يعني أن الماء قد تعرّض لعملية تلوث أدت إلى تغيير مكوناته وخصائصة الأساسية. وبناءً على ذلك يعرف تلوث الماء بأنه تغير في الخصائص الكيميائية والفيزيائية ويعود ذلك لأسباب طبيعية أوإنسانية، مما يجعل الماء غير صالحٍ للشرب، أو لري المزروعات، أو الصناعة، كما يمكن تعريف تلوث الماء بأنها دخول مواد سامة إلى التجمعات المائية كالمياه الجوفية، السطحية، والبحيرات، والجداول، والأنهار، والمحيطات، حيث تحتوي هذه المواد على الكائنات الدقيقة المسببة للأمراض، والنفايات العضوية، والمركبات الكيميائية السامة، والنشاط الإشعاعي الذي يُشكّل المواد المشعة.[1][2]

تلوّث مياه البحر

تعد مياه البحر من المياه مالحة، حيث تحتوي على ما نسبته 2.5-4% من المواد الصلبة المذابة، وهي لا تعد مياه ملوثة لأن ملوحتها طبيعية وغير ناتجة عن مواد كيميائية، لكن هذه الملوحة تجعل من استخدام مياه البحر عائقاً في العديد من المجالات، ولذلك فقد ابتُكرت بعض الطرق التي تعمل على معالجة مياه البحر وذلك لإزالة نسبة الملوحة الموجودة فيها واستخدامها لأغراض أخرى. ولكن مع الأسف هنالك العديد من الملوثات التي تؤثر في هذه المياه، فهي تعد مكاناً مناسباً بالنسبة للمصانع لإلقاء النفايات فيها، كما أن الصرف الصناعي والزراعي سينتهي به المطاف في البحر، مما يدمر البيئة البحرية والكائنات البحرية الموجودة في البحر، كما أن هذه الملوثات تقضي على الطحالب المسؤولة عن إنتاج الأكسجين في عملية البناء الضوئي.[3]

أسباب تلوث مياه البحر

تسرب مياه الصرف الصحي في مياه البحر

هنالك العديد من المدن الساحلية التي تعمل على تصريف مياه الصرف الصحي في البحر، فالأنابيب التي تنقل مياه الصرف المعالج، والتي تمتاز بحجمها الكبير وامتدادها على مسافات طويلة حيث ممكن أن تصل إلى 12 كيلو متر أو أكثر من ذلك، فعند خروج مياه الصرف الصحي من الأنبوب فإنها تشكل عموداً عالياً، نظراً لقلة كثافتها وشدة دفئها مقارنة بمياه البحر، حيث يشكل عمود الصرف الصحي عند وصوله للسطح فقاعة كبيرة الحجم تتحرك باتجاه التيارات السطحية، حيث تعمل التيارات على حمل الفقاعات المتكونة من الفضلات لتكون غيمة من مياه الصرف الصحي، تشبه في شكلها السحابة الناتجة عن الحريق، ولكن ما يحدث في بعض الأوقات وللأسف هو قدوم هذه السحابة إلى الشاطئ المستخدم للسباحة والترفيه، ولذلك يجب منع استخدام الشواطئ بسبب زيادة نسبة بكتيريا الكوليفورم.[3]

انسكابات الزيت

تعد تسربات الزيت لمياه البحر من أهم الأسباب التي تعمل على تلوث البحر، حيث ينسكب الزيت عن طريق الناقلات النفطية، والتدفقات التي تخرج من الآبار النفطية، حيث تسبب موت الطيور التي تقترب من سطح الماء لالتقاط غذائها من الكائنات البحرية، وقد ينتقل الزيت إلى اليابسة بفعل المد والجزر، فعند انتقاله للشاطئ يسبب الضرر الأكبر لجميع الكائنات البحرية وكذلك للإنسان، حيث تشكل هذه الملوثات عائقاً أمام رفاهية الناس.[3] ويحدث هذا التلوث لعدة أسباب منها تنظيف خزانات النفط وسكب المياه الملوثة في البحر، أو بسبب حوادث غرق الناقلات النفطية الذي تكرر بشكل سنوي، كما أن عمليات البحث عن البترول قد تؤدي إلى تدفقه بشكل مفاجئ إلى البحار. ومن إحدى الحوادث التي حصلت في الولايات المتحدة الأمريكية هي ظهور بقعة ضخمة من الزيت على شواطئ كاليفورنيا حيث قدر طولها بحوالي 800 ميل على سطح المحيط الهادئ، مما أدى إلى كارثة بيئية ونفوق أعداد لا تحصى من الطيور، والأسماك، والحيتان، والكائنات البحرية الأخرى.[4]

مصادر تلوث الماء

تلوث الماء هو إفساد لمواصفاته وخصائصه مما يغير من طبيعته، وبصورة أخرى هو دخول مجاري الآبار، والأمطار، والمياه الجوفية، إلى مصادر المياه مما يجعلها غير صالحة للاستهلاك الحيواني والإنساني، ولا حتى لري النباتات. أما أسباب تلوث المياه فهي عديدة قد تكون نتيجة قذف المخلفات البشرية، والحيوانية، والصناعية، والنباتية أيضاً في فروع المنابع المائية، كما أن المياه الجوفية الموجودة في باطن الأرض قد تتلوث بسبب تسرب مياه المجاري عبر التربة إليها، حيث تحتوي مياه المجاري على العديد من البكتيريا، والصبغات الكيميائية السامة، ومن أهم الملوثات المائية مياه الأمطار الملوثة.[4]

مياه الأمطارالملوثة

تتجمع في المدن الصناعية جميع الملوثات الموجودة في الهواء لتسقط عند هطول المطر، كأكاسيد الكبريت، والنيتروجين وجزيئات الغبار، وتعد ظاهرة تلوث مياه الأمطار من الظواهر الجديدة التي انتشرت بعد التطور الصناعي وانبعاث كميات من الغازات إلى الهواء والماء. ويؤدي سقوط المطر المختلط بالمواد السامة (الملوث) إلى سقوطه فوق البحار، والأنهار، والمسطحات المائية مما يسبب تلوثها وتسمم الكائنات البحرية بما فيها الأسماك، حيث تنتقل المواد السامة عبر الكائنات البحرية والأسماك إلى البشر، كما أن هذه المواد ستؤدي إلى نفوق الطيور البحرية التي تتغذى على الأسماك.[4]

مياه المجاري

وهي المياه التي تتلوث نتيجة المنظفات الصناعية، والصابون، والشامبوهات التي تتكون من المواد الكيميائية والميكروبات والجراثيم، فعند انتقال مياه المجاري إلى البحيرات، والأنهار، فإنها ستسبب بالتأكيد تلوثها.[4]

المخلفات الصناعية

وهي عبارة عن الفضلات والمخلفات الكيميائية والألياف الصناعية، التي تؤدي إلى تلوث المياه بالأحماض، والقلويات، والأصباغ، والمشتقات النفطية، والبترولية، والأملاح السامة كالزئبق، والزرنيخ، والمعادن الثقيلة مثل الرصاص والكادميوم.[4]

المبيدات الحشرية

وهي عبارة عن المواد الكيميائية التي توضع على المحاصيل الزراعية، حيث تتسرب هذه المبيدات إلى مياه الصرف، مما يؤدي إلى قتل الكائنات البحرية، والحيوانات التي تتخذ من القنوات الملوثة مصدراً لشرب المياه.[4]

المراجع

  1. ↑ ضياء عبد المحسن محمد، دراسة في نظم المعلومات الجغرافية GIS (الطبعة الطبعة الأولى)، صفحة 158-156. بتصرّف.
  2. ↑ "Water pollution", www.britannica.com, Retrieved 19-4-2018. Edited.
  3. ^ أ ب ت بواسطة محمد احمد السيد خليل، فى علوم البيئة والحفاظ عليها، صفحة 27-30. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح بواسطة أيمن وهدان، الأمن المائي، صفحة 26-30. بتصرّف.