أسباب تلوث التربة

أسباب تلوث التربة
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

التربة

التربة: هي مزيج من موادّ عضويّة، ومعدنيّة، وصلبة، بالإضافة إلى الماء، والهواء، وتتوزّع هذه الموادّ في التربة الصالحة للنموّ بالنِّسَب الآتية: 45% للموادّ المعدنيّة، و25% للهواء، و25% للماء، و5% للموادّ العضويّة، ولا تُعَدّ هذه النِّسَب ثابتة دائماً، فقد تتغيَّر وتتباين في المكان نفسه من وقت إلى آخر، وتتكوّن المادّة الجيولوجيّة الأمّ للتربة من الصخور بأنواعها: الناريّة، والرسوبيّة، والمُتحوِّلة، حيث تحتوي الصخور على الموادّ المُكوِّنة للتربة، مثل: الرمل، والسيليكا، وسيليكات الألومنيوم، وتتشكّل التربة بفِعل عمليّات التجوية التي تتعرَّض لها الصخور، حيث يؤدِّي التبايُن اليوميّ والفصليّ لدرجات الحرارة إلى حدوث تمدُّد للصخور والمعادن التي تحتويها هذه الصخور، ونتيجة لذلك يحدث تفتُّت للكُتَل الصخريّة فتتحوّل إلى كُتَل صغيرة، ثمّ تتحوَّل هذه الكُتَل إلى كُتَل أصغر، وهكذا إلى أن تُصبِح تربة، ومع مرور الوقت، يزداد سُمْك طبقة التربة مع ازدياد وتكرار عمليّات التجوية، وتأخذ التربة ألواناً مختلفة قد تختلف من منطقة إلى أخرى، وعند تعرُّض التربة إلى ظروف بيئيّة، ومناخيّة مناسبة، تصبح موطناً مُهمّاً لنُموّ النباتات، والحيوانات، والفطريّات، والبكتيريا، بالإضافة إلى العديد من الكائنات الحيّة الأخرى.[1]

تلوُّث التربة

تلوُّث التربة أو التلوُّث الأرضيّ: هو التغيُّر العامّ في الخصائص الطبيعيّة (الفيزيائيّة، أو الكيميائيّة، أو البيولوجيّة) للتربة، ويحدث هذا التغيُّر؛ بسبب إضافة موادّ أو مُركَّبات غريبة إلى مُكوِّنات التربة الأصليّة، واختلاط المُلوِّثات بهذه المُكوِّنات، ويؤدِّي ذلك إلى فَقد التربة لخصوبتها، والتأثير في تثبيت عنصر النيتروجين اللازم لنُموّ النباتات، كما تتسبَّب في قَتْل البكتيريا التي تُساهم في تحلُّل الموادّ العضويّة، وبالتالي التقليل من خصوبة التربة، وقدرتها على الإنتاج، وتُعَدّ ظاهرة تلوُّث التربة من أكبر المشاكل البيئيّة التي تُواجه العالَم؛ حيث تؤدِّي هذه الظاهرة إلى إلحاق الضَّرر بالكائنات الحيّة، والنباتات، والأنشطة البَشَريّة المُختلِفة.[2]

أسباب تلوُّث التربة

في بعض الأحيان تُؤدِّي بعض الأنشطة البَشَريّة، والظواهر الطبيعيّة إلى حدوث تلوُّث للتربة، وتغيير في مُكوِّناتها الأساسيّة، ونذكر فيما يأتي أهمّ الأسباب التي تؤدّي إلى ذلك:[2][3]

  • المُلوِّثات الكيميائيّة: يلجأ المزارعون في كثير من الأحيان إلى إضافة الأسمدة الزراعيّة، والمُخصِّبات الكيماويّة، والمُبيدات الحشريّة إلى المحاصيل الزراعيّة، وقد يُؤدِّي الاستخدام الخاطئ لهذه المُبيدات، مع عدم مراعاة شروط الحماية، إلى حدوث ضَرَر للتربة؛ حيث تُساهِم هذه الموادّ في قَتْل البكتيريا اللازمة لخصوبة التربة، ممّا يُفقِد التربة خصوبتها وقدرتها في مساعدة النباتات على النموّ.
  • النفايات الصلبة والفضلات المنزليّة: في العديد من الدُّول تلجأ الجهات المُختَصّة إلى التخلُّص من النفايات والقمامة المنزليّة، من خلال دَفْنها في التربة، بعض هذه النفايات لا يتحلّل بيولوجيّاً بسهولة في التربة، كما أنّ بعضها سامّ وضارّ، ويُؤدِّي ذلك إلى تَلَف التربة الزراعيّة، وتغيير كبير في تركيبها العُضويّ، فَضْلاً عن تسرُّب السوائل السامّة التي تحتويها النفايات إلى طبقات الأرض، وصولاً إلى خزّانات المياه الجوفيّة؛ ممّا يؤدِّي إلى تلوُّثها، وتساهم النفايات الصلبة، والمعادن الثقيلة السامّة، مثل: الرصاص، والكادميوم، والألومنيوم، في تلوُّث التربة، وذلك من خلال طَمْرها، أو انتشارها في الهواء؛ بسبب عوادم المَركبات، وآلات المصانع، ثمّ وُقوعِها على التربة، ويُؤثِّر ذلك في أنسجة النباتات، وجذورها؛ ممّا يُلحِق الضَّرَر بالإنسان، والكائنات الحيّة التي تتغذّى عليها.
  • الأمطار الحمضيّة والموادّ المُشِعّة: يُؤدِّي كلٌّ من الانفجارات النوويّة، وإنتاج الطاقة إلى تكوُّن الأمطار الحمضيّة، والموادّ المشِعّة، والذرّيّة، التي تتسرّب إلى التربة وتُؤدِّي إلى تلوُّثها، كما أنّه من الصعب السيطرة على هذه الانبعاثات الإشعاعيّة، والتحكُّم في تأثيرها.
  • الريّ بالمياه المالحة: يُؤدِّي استخدام المياه المُلوَّثة، والتي تحتوي على نسبة عالية من الأملاح في ريّ الأراضي الزراعيّة إلى إلحاق ضَرَر بالتربة؛ فقد يُؤدِّي عدم التوافُق في نسبة الأملاح المُحدَّدة والموجودة في مياه الريّ، مع مجموعة المعادن الموجودة في التربة، إلى زيادة تركيز الأملاح في التربة؛ ونتيجة لذلك تُصبِح التربة المرويّة مالحة أو سامّة، وقد تُؤدِّي إلى تلوُّث المياه الجوفيّة؛ بسبب الترشيح الزائد للأسمدة النيتروجينيّة من خلال التربة الزراعيّة.
  • استخراج المعادن والوَقود الأحفوريّ: لقد ساهمت عمليّات استخراج المعادن، والوَقود الأحفوريّ، والعمليّات الصناعية التكنولوجيّة المُستمِرّة في تعرُّض التربة والمحيط الحيويّ إلى خَطَر زعزعة الاستقرار، كما أدّت إلى تلوُّث مياه الريّ، وزيادة نسبة المعادن فيها.

أهمّيّة التربة

تُعَدّ التربة عُنصراً وعاملاً مُهمّاً لتوزيع الكائنات الحيّة، والنباتات، كما تُمثِّل التربة أحد الموارد البيئيّة المُتجدِّدة، والتي لا يُمكِن أن تَنضُب، حيث تعتمد النباتات بشكل أساسيّ على التربة؛ فهي التي تقوم بتثبيت جذور النباتات، وتُزوِّدها بالماء، والأملاح المعدنيّة اللازمة لنُموّها، كما تُعتبَر ملجأً للعديد من الكائنات الحيّة، والحشرات، والديدان، بالإضافة إلى الدور المُهمّ الذي تلعبه التربة في التخلُّص من الموادّ العضويّة، من خلال الكائنات الحيّة الدقيقة التي تعيش فيها، وتكمن أهمّيّة التربة للإنسان في كونها المصدر الأساسيّ لنُموّ النباتات، والثمار التي يتغذّى عليها البَشَر، كما تتوفّر فيها الكثير من المعادن، والمياه العذبة الضروريّة للحياة؛ فالتربة لا تقلّ أهمّيّة عن الهواء، والماء.[4][5]

الحدّ من تلوُّث التربة

يُمكِن اتّباع العديد من الإجراءات؛ للحَدّ من خَطَر تلوُّث التربة، ونذكر فيما يأتي بعض هذه الإجراءات:[2]

  • استخدام الطُّرُق الصحّية في التخلُّص من النفايات الصلبة، والمُخلَّفات المنزليّة، مثل إعادة تدويرها واستخدامها كموادّ خام من جديد.
  • التقليل من استخدام المُبيدات الحشريّة، والزراعيّة، والمُخصِّبات الكيماويّة، ومُحاوَلة استعمال المُبيدات، والأسمدة سريعة وسهلة التحلُّل في التربة.
  • نَشْر التوعية والتثقيف حول أضرار المُلوِّثات والمُبيدات الحشريّة على التربة، والتعريف بالطُّرُق الصحيحة لاستخدام هذه الأسمدة والمُبيدات.

المراجع

  1. ↑ ابراهيم عبد الرحمن ابراهيم‎، أساسيات علم البيئة، صفحة 10. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت علي عدنان الفيل، شرح التلوث البيئي في قوانين حماية البيئة العربية : دراسة مقارنة، صفحة 45-49. بتصرّف.
  3. ↑ "Soil Pollution", www.britannica.com, Retrieved 22-6-2018. Edited.
  4. ↑ حمزة الجبالي، الأمن البيئي وإدارة النفايات البيئية، صفحة 76-77. بتصرّف.
  5. ↑ أحمد تيسير محمد، الخوالدة الخوالدة، حقول في علم الأحياء، صفحة 201. بتصرّف.