تنظيف الكبد من السموم

تنظيف الكبد من السموم
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

الكبد

يقع الكبد على الجانب الأيمن للبطن أسفل أضلاع القفص الصدري، ويُعدّ أكبر غدة، وأكبر عضو صلب في جسم الإنسان، ويمتلك ما يقارب 500 وظيفة، على الرغم أنّه لا يزن أكثر من 1.8 كيلوغرام لدى الرجال، و1.3 كيلوغرام لدى النساء، وتجدر الإشارة إلى أنّ الوظائف الأساسية للكبد تتمثل بمعالجة الطعام الذي تم هضمه في الأمعاء، وتنظيم مستويات الدهون، والأحماض الأمينية، والجلوكوز في الدم، ومكافحة العدوى، وتخليص الدم من الجسيمات والكائنات المسببة للالتهابات مثل البكتيريا، والتخلص من الأدوية والسموم التي تدخل الجسم بطريقة آمنة، وإنتاج العصارة الصفراوية، وتخزين الحديد، والفيتامينات، والمواد الكيميائية الأساسية الأخرى، وتكسير الطعام وتحويله إلى طاقة، وتصنيع العديد من الهرمونات بما في ذلك الهرمونات الجنسيّة، وصنع الإنزيمات والبروتينات المسؤولة عن معظم التفاعلات الكيميائية في الجسم، بالإضافة إلى تصنيع العوامل الضرورية لتخثر الدم، وإصلاح الأنسجة التالفة.[1]

تنظيف الكبد من السموم

كثر في الآونة الأخيرة انتشار الترويج للمنتجات التي يزعم مروجوها أنّها قادرة على التخلص من السموم وتنظيف الكبد، خاصة بعد تناول الكثير من الطعام في عطلة نهاية الأسبوع، أو للحفاظ على وظائف الكبد اليومية، أو إصلاح الكبد المتضرر، ومما ينبغي التنبيه إليه أنّ معظم منتجات تنظيف الكبد، إن لم يكن جميعها، لم يتم اختبارها في التجارب السريرية، كما أنّها لا تخضع لإشراف إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (بالإنجليزية: Food and Drug Administration)، ونظراً لعدم دراسة هذه المنتجات في الدراسات السريرية، فإنّ مدى الأمان المرتبط باستخدامها لا يُعدّ معروفاً بشكلٍ واضح، ممّا يشكل خطراً على صحة مستخدميها، بالإضافة إلى هدر أموالهم دون الحصول على أية فائدة منها، وتحتوي العديد من المنتجات المتوفرة في الأسواق، أو تلك التي تباع عن طريق الإنترنت على مستخلص من نبات الخرفيش (بالإنجليزية: Milk thistle) الذي يتمتع بخصائص مضادة للأكسدة ومضادة للالتهاب، مما قد يعطيه القدرة على الحد من التهاب الكبد، كما قد تحتوي هذه المنتجات عادة على مستخلص الكركم الذي يقلل من مستوى بعض المواد التي تحفز الالتهابات في الجسم، والتي يمكن أن تسبب العديد من الأمراض، ومن الجدير بالذكر أنّ الأبحاث حول هذه المنتجات وغيرها لا تزال مستمرة، ولذلك ينبغي التحدث مع الطبيب حول المخاطر والفوائد المحتملة لهذه النباتات قبل البدء باستخدامها.[2]

هناك العديد من الحقائق والأوهام المتعلقة بتنظيف الكبد من السموم، وفي ما يأتي ذكر لبعضها:[2][3]

  • الخرافة الأولى: يساعد تنظيف الكبد من السموم على إنقاص الوزن، وفي الحقيقة لا يوجد دليل على أن تنظيف الكبد يساعد على إنقاص الوزن، فقد أظهرت الدراسات أنّ اتباع حمية معينة تتبع لتلك الحميات التي تستخدم في تنظيف الكبد قد يقلل من سرعة الأيض في الجسم، ممّا يؤدي إلى إبطاء فقدان الوزن، وفي الواقع، يلاحظ الأشخاص الذين يتبعون طرقاً لتنظيف الكبد من السموم نزول أوزانهم نتيجة فقدان السوائل، وبمجرد استئناف العادات الغذائية السابقة يتم استعادة ما تم فقدانه من الوزن بسرعة كبيرة.
  • الخرافة الثانية: يكثر القول حول دور تنظيف الكبد من السموم في الوقاية من أمراض الكبد المختلفة، وفي الحقيقة لا يوجد دليل يثبت أنّ تنظيف الكبد بالطرق التي يُروج لها يساعد على الوقاية من أمراض الكبد، ومما ينبغي التنبيه إليه أنّ الطرق الفعالة في حماية الكبد من بعض الأمراض التي تصيبه تتمثل بالطرق الآتية:
  • الخرافة الثالثة: يساعد تنظيف الكبد على علاج تلف الكبد، وفي الحقيقة لا يوجد أي دليل لإثبات أنّ تنظيف الكبد يمكن أن يعالج الضرر الموجود فيه، ومن الجدير بالذكر أنّ الكبد لديه قدرة كبيرة على تجديد خلاياه بعد التعرّض للمواد الضارة، إلّا أنّ بعض أنواع الضرر الواقع على الكبد قد تسبب تليفه، وهو أحد الأضرار التي لا يمكن شفاء الكبد منها، كما أنّ تلف الكبد يتم علاجه اعتماداً على المرض المسبب له، فعلى سبيل المثال يتم علاج التهاب الكبد الوبائي B وC باستخدام الأدوية الفموية، ويتم علاج مرض الكبد الدهني غير الكحولي من خلال اتباع حمية غذائية لإنقاص الوزن.
  • الامتناع عن شرب الكحول، إذ تُعدّ الكحول من عوامل الخطر الأساسية للإصابة بأمراض الكبد.
  • التطعيم ضد مرض التهاب الكبد الوبائي، إذ تساعد المطاعيم المختلفة على الوقاية من الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي A وB.
  • استشارة الطبيب أو الصيدلاني قبل استخدام الأدوية لتجنّب إلحاق الضرر بالكبد نتيجة استخدام بعض الأدوية، كما أنّ تناول بعض الأدوية مع الكحول يزيد من سميّة تلك الأدوية، ومن الضرر الواقع على الكبد.
  • تجنّب استخدام الإبر والحقن الملوثة بالفيروسات التي تسبب أمراض الكبد، وذلك بتجنّب مشاركة الإبر المستخدمة في حقن الأدوية.
  • ممارسة الجنس الآمن، وذلك من خلال استخدام الواقي لمنع انتقال الفيروسات المسببة لأمراض الكبد عن طريق سوائل الجسم.
  • التعامل مع المواد الكيميائية بطريقة آمنة، وذلك بارتداء القناع، والقفازات، والقمصان طويلة الأكمام، عند التعامل مع المواد الكيميائية والمبيدات الحشرية، ومبيدات الفطريات، والطلاء.
  • استشارة الطبيب حول خطر الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي C، وذلك لأنّ ما يقارب 50% من المرضى لا يعرفون أنهم مصابون بهذا المرض، ومن عوامل خطر الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي C ما يأتي: تلقي نقل دم قبل عام 1992، والاستخدام الحالي أو السابق للمخدرات غير المشروعة، والخضوع لغسيل الكلى لدى المرضى المصابين بالفشل الكلوي، والمرضى المصابون بفيروس العوز المناعي البشري، والعاملين في مجال الرعاية الصحية الذين تعرّضوا للإبر الملوثة بالدم الحامل لفيروس التهاب الكبد الوبائي C، أو أي شخص لديه تاريخ لاستخدام الوشم الذي تم رسمه دون مراعاة شروط السلامة العامة.
  • الحفاظ على وزن صحي، حيث تساعد السمنة وزيادة الوزن على زيادة خطر الإصابة بمرض الكبد غير المتعلق بالكحول.

المراجع

  1. ↑ "Liver Health", www.britishlivertrust.org.uk, Retrieved 9-10-2018. Edited.
  2. ^ أ ب "Liver Cleanse: Separating Fact from Fiction", www.healthline.com, Retrieved 8-10-2018. Edited.
  3. ↑ "Detoxing Your Liver: Fact Versus Fiction", www.hopkinsmedicine.org, Retrieved 9-10-2018. Edited.