ينشأ بناء الجماعة من تفاعل أفراد يشتركون في الدوافع، والأهداف خلال فترة زمنية معيّنة، إذ يحصل التفاعل بينهم لحلّ مشكلة عامّة، أو لتحقيق هدف مشترك يدعو إلى التعاون بينهم، حيث إنّ تمايز الأدوار، وتضافر الجهود يوضّح نوع العلاقة الاجتماعية التي تربط أعضاء الجماعة، وطريقة الاتصال بينهم، وتحديد مراكز النفوذ، وإمكانيات الحراك الاجتماعي.
ترتقي أي جماعة اجتماعية من المواقع المتميّزة فيها، وترتيب مهامها بالنسبة لأفرادها، وهذا يضمن الكفاءة الموضوعية للجماعة (درجة نجاحها في تحقيق أهداف أهدافها الجماعية)، والكفاءة الذاتية (أي درجة نجاحها في إرضاء أعضائها).
الجماعة: وحدة اجتماعية تتكون من مجموعة من الأفراد (اثنين فما فوق) يربط بينهم تفاعل اجتماعي متبادل، وعلاقات صريحة، بحيث يتحدد فيها دور الأفراد، ومكانتهم الاجتماعية، وتحكمها مجموعة من المعايير، والقيم الخاصة التي تحدد سلوك أفرادها، على الأقل في الأمور التي تخصّ الجماعة، سعياً لتحقيق هدف مشترك، وبصورة يكون فيها وجود الأفراد مشبعاً لبعض حاجات كلّ منهم.
خضعت الجماعة حسب علم النفس الاجتماعي إلى أسس تصنيفيّة مبنيّة على أنواع الجماعات، وحاجتها لسد حاجات معيّنة بينها، كما وضّحت نوع الدور الاجتماعي الذي تقوم به كلّ واحدة منها، والذي سيظهر جلياً من خلال الجدول التالي: