ختمة القرآن في رمضان
القرآن الكريميُعرّف القرآن الكريم على أنه كلام الله -تعالى- المنزل على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- عن طريق الوحي بواسطة جبريل عليه السلام، المنقول إلينا
القرآن الكريم
يُعرّف القرآن الكريم على أنه كلام الله -تعالى- المنزل على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- عن طريق الوحي بواسطة جبريل عليه السلام، المنقول إلينا بالتواتر، والمحفوظ في الصدور، والمكتوب في المصاحف، والذي يُعدّ المصدر الأول للتشريع الإسلامي، وينقسم إلى ثلاثين جزءاً، ويبلغ عدد سوره مئة وأربعة عشر سورة.[1]
ختمة القرآن في رمضان
تعدّ تلاوة القرآن الكريم من الأعمال العظيمة التي يترتّب عليه الأجر الكبير، والدرجات العالية، مصداقاً لقول الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّـهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ)،[2] ويُستحبّ ختم القرآن الكريم بقدر الاستطاعة، فقد وردت الكثير من النصوص الشرعية التي دلّت على مزايا عظيمة وفضائل عديدةٍ لتلاوة القرآن الكريم، فهي سببٌ لنيل الشفاعة، ورفع الدرجات، واطمئنان الروح، وشفاء البدن، وسعادة النفس، وزيادة الإيمان، وذهاب الأحزان والهموم، والرفعة في الدنيا، والبصيرة في الدين، وتجدر الإشارة إلى أن شهر رمضان المبارك من الأزمنة الفاضلة التي يبنغي للمسلم الاجتهاد في العبادات فيها، ومنها قراءة القرآن الكريم، فقد ثبت أن جبريل -عليه السلام- كان يدارس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جميع ما نزل من القرآن الكريم في رمضان.[3][4]
وكان السلف الصالح -رحمهم الله- يقتدون برسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ختم القرآن الكريم في رمضان، فقد رُوي أن بعضهم كان يختم القرآن الكريم كل أسبوعٍ مرة، وكان يختمه في رمضان في كل ليلة، وثبت أن قتادة -رحمه الله- كان يختم القرآن الكريم كل سبع أيام، وفي رمضان يختم القرآن مرة كل ثلاثة أيام، وفي العشر الأواخر يختم كل ليلةً، ورُوي عن الإمام الشافعي -رحمه الله- أنه كان يختم ستّين ختمة في رمضان، وكان الأزدي -رحمه الله- يختم القرآن في كل ليلةٍ من رمضان، وكذلك الأمر كان مجاهد -رحمه الله- يختم في كل ليلةٍ من رمضان.[3][4]
أصل تسمية القرآن الكريم
بيّن أهل اللغة أن أصل تسمية القرآن مشتقّة من قرأ بمعنى جمع، كما في قول الله تعالى: (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ* فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ)،[5] وقد فسّر ابن عباس -رضي الله عنه- الآيات السابقة قائلاً: "إذا جمعناه وأثبتناه في صدرك فاعمل به"، وقد سمّى الله -تعالى- القرآن الكريم بالعديد من الأسماء ومنها: النور، والهدى، والرحمة، والفرقان، والكتاب، والذكر، والشفاء، والموعظة، ومن أهم خصائص القرآن الكريم أنه معجزٌ بآياته، حيث إن بلاغته تفوق قدرة البشر، فقد تحدّى الله -تعالى- به العرب فعجزوا عن معارضته، حيث قال: (وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ* فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا وَلَن تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ).[6][7]
خصائص شهر رمضان
شهر رمضان من الأزمنة الفاضلة، فقد خصّه الله -تعالى- بالعديد من الخصائص، وفيما يأتي بيبان بعضها:[8]
- شهر الصيام: فرض الله -تعالى- على المسلمين صيام شهر رمضان في كل عامٍ، حيث قال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)،[9] ولا بُدّ من الإشارة إلى أن الله -تعالى- كتب هذه العبادة العظيمة على عباده لما يترتّب عليها من فوائد ومنافع عظيمةٍ، منها القوة في الحق، والإعراض عن المنكر، واجتناب الباطل، وتطهير النفوس.
- ستر الذنوب ومحوها: في شهر رمضان المبارك تطلب الملائكة من الله -تعالى- أن يستر ذنوب الصائمين ويمحوها، مصداقاً لما رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (وتَستَغفِرُ له الملائكةُ حتى يُفطِرَ).[10]
- فيه ليلة القدر: خصّ الله -تعالى- شهر رمضان بأن جعل فيه ليلةً خيراً من ألف شهر، وهي ليلة القدر، مصداقاً لقوله تعالى: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ)،[11] وقد ذهب أهل العلم إلى أن المقصود بذلك أن العمل في ليلة القدر أقلّ من العمل في ألف شهر، وهو ما يعادل ثلاثةً وثمانين سنةً تقريباً، وقيام ليلة القدر سببٌ لمغفرة الذنوب، مصداقاً لما رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).[12]
أفضل الأعمال في رمضان
ينبغي استغلال شهر رمضان بالطاعات والأعمال الصالحة، وفيما يأتي بيان أفضل الأعمال في رمضان:[13][14]
- الصوم: الصوم لغةً هو مطلق الإمساك، أما اصطلاحاً فهو عبادة الله -تعالى- بالإمساك عن جميع المفطّرات كالأكل، والشرب، والجماع، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، والصوم من أعظم العبادات في رمضان، حيث إنه ركنٌ من أركان الإسلام، مصداقاً لما رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (بُنِيَ الإسْلامُ علَى خَمْسٍ، شَهادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ، وإقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، وحَجِّ البَيْتِ، وصَوْمِ رَمَضانَ)،[15] كما إن الصوم سببٌ لمغفرة الذنوب، مصداقاً لما رُوي عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ)،[16] وقد أعدّ الله تعالى للصائمين باباً من أبواب الجنة، واسمه باب الريان؛ ولا يدخل منه أحدٌ سواهم.
- قراءة القرآن الكريم: تُعدّ تلاوة القرآن الكريم من أفضل الأعمال في رمضان، لا سيّما أن شهر رمضان هو شهر القرآن، مصداقاً لقول الله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ)،[17] وكان السلف الصالح -رحمهم الله -تعالى- يُفضّلون قراءة القرآن في رمضان على غيرها من الأعمال الصالحة، حيث رُوي عن الإمام الزهري أنه كان يفرّ من مجالس العلم في رمضان ويُقبل على قراءة القرآن الكريم، وقيل إن سفيان الثوري -رحمه الله- كان يترك جميع الأعمال في رمضان ويُقبل على قراءة القرآن.
- العمرة: العمرة من الأعمال العظيمة في رمضان، فقد رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (عُمْرَةً في رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً أوْ حَجَّةً مَعِي).[18]
المراجع
- ↑ "تعريف و معنى القرآن في معجم المعاني الجامع"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2-5-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة فاطر، آية: 29.
- ^ أ ب "يستحب ختم القرآن في رمضان"، www.islamqa.info، 2005-10-26، اطّلع عليه بتاريخ 2-5-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "فضل ختمة القرآن وأحكامها"، www.ar.islamway.net، 2014-07-19، اطّلع عليه بتاريخ 2-5-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة القيامة، آية: 17-18.
- ↑ سورة البقرة، آية: 23-24.
- ↑ "الموسوعة الفقهية الكويتية"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 2-5-2019. بتصرّف.
- ↑ الشيخ عبد الله القصيِّر (29-8-2010)، "خصائص شهر رمضان"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-5-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 183.
- ↑ رواه السفاريني الحنبلي، في كشف اللثام، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3/483، صحيح.
- ↑ سورة القدر، آية: 3.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1901، صحيح.
- ↑ "خير الأعمال في رمضان"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-5-2019. بتصرّف.
- ↑ "شهر رمضان فضله وبعض ما يشرع فيه من العبادة"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-5-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 16،صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2014، صحيح.
- ↑ سورة البقرة، آية: 185.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 1863، صحيح.
المقال السابق: كيف أخفي آثار الحبوب
المقال التالي: حذف الإيميل
ختمة القرآن في رمضان: رأيكم يهمنا
0.0 / 5
0 تقييم
