-

شروط بيعة الرضوان

شروط بيعة الرضوان
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

بيعة الرضوان

حدثت بيعة الرضوان في السنة السادسة للهجرة حينما ارتحل النبي عليه الصلاة والسلام والمسلمون من المدينة المنورة قاصدين البيت الحرام في مكة المكرمة لأداء مناسك العمرة، وقد صدتهم قريش عن ذلك بمزاعم واهية، وحصلت بين الفريقين مفاوضات أفضت أخيراً إلى توقيع بنود اتفاقية صلح الحديبية التي كانت فتحاً حقيقياً، حيث أعقبها فتح مكة المكرمة في السنة الثامنة للهجرة.

أسباب بيعة الرضوان

كان السبب الداعي إلى مبايعة النبي عليه الصلاة والسلام للمسلمين بيعة الرضوان وصول أخبارٍ إليهم بأّن قريشاً قتلت الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه حينما أرسله النبي الكريم مفاوضاً عن فريق المسلمين، وعند ذلك أمر النبي عمر بأن ينادي في المسلمين للمبايعة تحت شجرةٍ معينة سميت فيما بعد بشجرة الرضوان، وقد اجتمع المسلمون بعد سماع النداء إلى الشجرة حيث كان نبي الله واقفاً ليبايع كل رجلٍ منهم، وقد بايع وقتئذٍ ألفاً وأربعمئة من الصحابة كان أولهم أبي سنان الأسدي شقيق عكاشة بن محصن، وبايع عددٌاً من الصحابة أكثر من مرة منهم: سلمة بن الأكوع، وعرف من بين من بايعه: أبو بكر، وعمر، وعلي، وجابر بن عبد الله وعدداً كبيراً من الصحابة.

شروط بيعة الرضوان

كانت شروط الصلح أن يبايع المسلمون على القتال حتّى الموت، والمبايعة على عدم الفرار، وقد وردت تلك الشروط في سيرة النبي عليه الصلاة والسلام وما صح من الأحاديث النبوية الشريفة، وقد كان الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنه يروي أنه لم يبايع النبي الكريم الصحابة على الموت وإنما كانت المبايعة على عدم الفرار، قال رضي الله عنه ((إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبايعنا على الموت، ولكن بايعنا على أن لا نفر)، وفي حديث آخر يرويه يزيد بن أبي عبيد أنه قال لسلمة بن الأكوع‏، على أي شيء بايعتم رسول الله يوم الحديبية قال‏:‏ على الموت وفي صحيح مسلم عن سلمة أنّه بايعه ثلاث مرات، وقد تخلف عن بيعة الرضوان أحد المشهورين بالنفاق في المدينة وهو (جد بن قيس) حيث رآه الصحابة وهو يختبئ حول ناقته حتى لا يراه الناس.

مكانة أصحاب الشجرة

لا شك بإنّ مكانة الذين بايعوا النبي عليه الصلاة والسلام كبيرة فقد نزل فيهم قوله تعالى: ( لَّقَدْ رَضِيَ اللَّـهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا) [الفتح: 18]، كما جاء في الحديث النبوي الشّريف عن جابر بن عبد الله أنه قال: (لا يدخلُ النَّارَ إن شاءَ اللَّهُ من أصحابِ الشَّجرةِ أحدُ الَّذينَ بايعوا تحتَها» قالَت بلى يا رسولَ اللَّهِ فانتَهرَها فقالَت حفصةُ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا [ 19 / مريم / 71 ] فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قد قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ) [صحيح مسلم].