تعريف تكنولوجيا الاتصال
مقدمة
منذ أن بدأ الإنسان بعمليّة الاتصال مع الآخرين، حاول بقدر الإمكان توصيل ما يفكر فيه أو يشعر به بطريقة صحيحة وسليمة يفهمها الآخرون، ومن المعروف أن أول طريقة اتصال قام بها الإنسان البدائي مع الأخرين عن طريق الإشارة، فحاول استخدام ما يمكنه من الإشارات للدلالة عما يفكر فيه، ولكن مع الوقت أدرك الإنسان أن هذه اللغة لا تكفي لتوصيل المعلومة او الفكرة، فبدأ باختراع كلمات منطوقة ذات دلالة على شيء معين، وبدأت هذه الكلمات تتطور وتتعدد حتى أصبحت لغة كاملة يتحدث بها الناس ويوصلون ما يريدون من أفكار واقتراحات بكل سهولة، وبتلقي الآخرون ذلك بكل سهولة واستيعاب وفهم ما يريده المتحدث، لكن ومع ذلك لم تكن عملية الاتصال هذه مجدية إلّا إذا كان الأشخاص قريبون، فماذا لو كانوا بعيدون كيف ستتم عملية الاتصال، ومن هنا بدأ الإنسان يفكر ويبتكر، وبدأ يصعد سلم الثورة التكنولوجية لعالم الاتصالات سلماً تلو الآخر، حتى وصلنا إلى ثورة اتصالات ضخمة وكبيرة ومميزة في كل أنحاء العالم، وأصبح العالم عبارة عن قرية صغيرة، يمكنك الاتصال والتواصل مع أشخاص في أقصي الكرة الأرضية، هذه التكنولوجيا أضافت إلى حياتنا الكثير من الأمور الرائعة، وأصبح من السهولة الاتصال بالأهل والأصدقاء حتى وإن كانوا بعيدين جداً، أتاحت تكنولوجيا الاتصال التحول من الاتصال عبر لغة الإشارة عند الإنسان البدائي إلى إمكانية الاتصال بشخص بعيد والتحدث معه بكل راحة وتوصيل المشاعر والأفكار بكل وضوح وسهولة، ناهيك عن إمكانية رؤيته مع وجود تكنولوجيا محادثات الفيديو التي تجعل جلستك مع من تقوم بالاتصال به وكأنه يجلس إلى جانبك ويحادثك، كل هذا وأكثر صنعته تكنولوجيا الاتصال.
تعريف التكنولوجيا
كلمة تكنولوجيا هي من أصل يوناني، وتتكون من مقطعين، المقطع الأول تكنو Techno وتعني المهارة أو الفن، والمقطع الثاني لوجيا Logy وتعني دراسة أو علم، ومن هنا تعرف كلمة تكنولوجيا مجتمعة علم المهارة، وعلم التطبيق، أو علم المهارة الفنية، أي أن تقوم بأداء الأعمال بناءاً على خطط مسبقة، وتؤديها بكل مهارة وإتقان لكي يكون عملك غير مكرراً أو تقليدياً، فالتكنولوجيا تعني التميز.
تعريف الاتصال
هي أحد العمليات الاجتماعية التي ظهرت منذ وجود الإنسان، والتي لا يمكن للإنسان العيش بدونها، وعملية الاتصال التي من خلالها يقوم الإنسان بالتواصل مع الآخرين ومشاركتهم أفكاره ومشاعره.
عناصر الاتصال
في أي عملية اتصال لكي تكون كاملة ومتكاملة وتكون عملية اتصال ناجحة، لا بد من توفر العناصر الأساسية وهي: المرسل، المستقبل أو المرسل إليه، الوسيط الناقل، والرسالة، وهذه العناصر تحقق التكامل في عملية الاتصال، ويمكننا تعريفهم تعريفاً بسيطاً وتوضيحياً كالتالي:
- المُرسل: هو نقطة البدء في عملية الاتصال وهو مصدر الرسالة ومُنشئها، وهو الشخص الذي يقوم بتوجيه الأمر أو عرض المعلومات، وهو الشخص الذي يملك الفكرة التي يُحبذ توصيلها للآخرين.
- المُستقبِل أو المُرسل إليه: وهو الشخص الذي يقوم باستقبال المعلومة أو الأمر من المُرسل، وهو المستهدف من عملية الاتصال برمتها، وعليه استقبال الرسالة وفهمها وعدم تجاهلها، فقد تكون الرسالة تحمل أمراً هاماً لتحذيره من كارثة او مشكلة قد تصيبه، لذلك على المُستقبل أن يهتم بالرسالة وفهم مضمونها جيداً.
- الوسيط الناقل: وهي الأداة او الطريقة التي من خلالها يتم إيصال الرسالة وما تحمله إلى المُستقبل، فعلى سبيل المثال قديماً كان الرسائل تُنقل عبر البريد، وبعد ذلك أصبحت الرسائل تُرسل إلكترونياً إلى أن وصلنا إلى التكنولوجيا الحديثة التي أتاحت توصيل الرسائل بشكل مباشر لشخص في مكان آخر عن طريق التحدث معه ورؤيته أيضاً.
- الرسالة: وهي المضمون الذي تحتويه من أفكار وآراء ومعلومات أو أوامر، والتي يريد المُرسل إيصالها للمُستقبل؛ لتحقق غاية معينة أو هدف معين.
تعريف تكنولوجيا الاتصال
هي الجهود التي يبذلها الإنسان، وطريقة التفكير التي يستخدمها لنقل المعلومات، المهارات، الخبرات، الأفكار والعناصر البشرية وغير البشرية المتاحة من خلال اكتشاف وابتكار وسائل تكنولوجية تساعد في عملية إيصال المعلومات بكل سهولة، ووضوح ومهارة عبر العمليات الاتصالية التي يتم بمقتضاها تفاعل بين مرسل ومستقبل ووسيط ناقل ورسالة تحتوي على مضامين اجتماعية معينة، وفي هذا التفاعل يتم نقل أفكار وتوصيل ومعلومات ومنبهات بين الأفراد عن قضية معينة، وأيضاً يمكن الاتفاق على أن الاتصال هو عملية مشاركة في الأفكار والمعلومات، عن طريق عمليات إرسال وبث للمعنى بطريقة مفهومة، وتوجيهها وتسييرها نحو الآخرين ، ليتم استقبالها بكفاءة وفهم واضح، لخلق الاستجابة المرجوة من الآخرين، ولأجل تحقيق هدف معين أو بلوغ غاية يطمح إليها الفرد.
آثار تكنولوجيا الحياة
لقد أثرت تكنولوجيا الاتصال على جميع مناحي الحياة الاجتماعية، الثقافية، العلمية، الاقتصادية والعسكرية أيضاًوغيرهم الكثير، تكنولوجيا الاتصال ما هي إلا ثورة طالت كافة جوانب الحياة التي نعيشها، وكان لها تأثيراً كبيراً على تغيير حياتنا للأحسن، وجعل أمورنا تسير بشكل أسرع.
إن تكنولوجيا الاتصال على المستوى الاجتماعي أدت إلى خلق نوع جديد من المجتمعات، يطلق عليها أسماء عديدة مختلفة، منها: المجتمع الذكي، أو المجتمع الافتراضي، يحكم التقارب والتفاعل في هذا المجتمع طريقة التواصل والاتصال السهل وطريق نشر المعلومات السريع، وتفاعل الوسائط المتعددة، بينما قديماً كان يحكم التقارب والتفاعل المجتمعي العوامل السياسية والعوامل الجغرافية والعوامل الاقتصادية، وقد تميزت المجتمعات الافتراضية بجملة من التغييرات على كافة المستويات الاجتماعية والعلاقات بين أفراد المجتمع، كما أثّرت التكنولوجيا على عدة مستويات في حياتنا من أهمّها:
- المستوى الثقافي: أدت تقنيات الاتصالات الحديثة إلى فرص غير مسبوقة للتبادل الثقافي بين الأفراد والمجتمعات في أماكن متفرقة من العالم، وأهم هذه التقنيات تأثيراً الإرسال التليفزيوني الفضائي، ووسائل أخرى، مثل: البريد الإلكتروني، شبكات الاتصال، قواعد البيانات الضخمة، وشبكات الهاتف الخلوي، ما أصبح يحتاج إلى قدرات عقلية خاصة؛ لاستيعاب الأوضاع الجديدة التي تدخل المجتمع؛ نتيجة لثقافة وعادات وتقاليد مختلفة ترد إليه من الخارج.
- المستوى العلمي: أن الدورة الزمنية للتطور التقني، أصبحت قصيرة جداً، حتى إن كتاباً في التقدم التقني، يصبح مضمونه متأخراً، قبل أن يُشرع في طباعته، وينطبق هذا على العديد من المنتجات التقنية الحديثة، التي تتراجع مبيعاتها سريعاً، لدى ظهور الأجيال الأحدث منها، وسريعاً ما ينخفض سعرها، ولا يمكن إهمال دوره في الاقتصاد الوطني والدولي، إذ أضفى أبعاداً جديدة للتخطيط والتنفيذ، على المديَين: القصير والطويل.
- المستوى الاقتصادي: مع ثورة المعلومات، وتكنولوجيا الاتصال، دخل العالم المتقدم إلى مرحلة الاقتصاد الرقمي الذي يعتمد على تدفق المعلومات والبيانات، لمصلحة المعاملات التجارية، وإنجاز الأعمال عبر شبكة الإنترنت، وأصبح تعبير الحكومة الإلكترونية، تعبيراً شائعاً في العديد من دول العالم، إذ إنه علامة للتيسير في المعاملات والسرعة في إنجازها، واختصار الجهد والوقت، ومؤشراً إلى المهارة في العمل.
- المستوى العسكري: تمثل الاتصالات العصب المحوري للأداء العسكري الحديث، فالحرب أحد الأنشطة البشرية، التي صاحبت تطور الحضارة الإنسانية عبر التاريخ، وتفاعلت معها تفاعلاً إيجابياً وجعلت من الحاجة أم الاختراع، ولم ينعزل الأداء العسكري عن ارتباط المجتمع البشري بضرورة توفير وسائل الاتصال بين الجماعات المختلفة، وخصوصاً أثناء الحروب أو المهمات الكبيرة، متغلباً على عوائق المسافة والزمن والموقع، وتطويعها لمصلحة الأعمال العسكرية.