تعريف خسوف القمر

تعريف خسوف القمريوجد في الطبيعة العديد من الظواهر الطبيعيّة المميّزة والفريدة، والتي يسعى النّاس لدراستها وفهمها، وتتخذ مكانةً مهمّة في الأبحاث العلميّة

تعريف خسوف القمر

تعريف خسوف القمر

يوجد في الطبيعة العديد من الظواهر الطبيعيّة المميّزة والفريدة، والتي يسعى النّاس لدراستها وفهمها، وتتخذ مكانةً مهمّة في الأبحاث العلميّة والمراقبة الميدانيّة المستمرّة، وإحدى هذه الظواهر خسوف القمر. ويعرَف خسوف القمر بأنّه الحالة التي تحجب فيها الأرض ضوء الشمس عن القمر، فبدلاً من أن تسقط عليه أشعة الشمس، يسقط عليه ظلّ الأرض فيحدث الخسوف. ويفسَّر حدوث هذه الظاهرة بأنّ القمر يدور في مدارٍ حولَ الأرض، وفي الوقت نفسه تدور الأرض في مدارٍ حولَ الشمسِ، وقد يحدث أن تتحرّك الأرض بين القمر والشمس، فيؤدّي ذلك لحدوث خسوف القمر. وللقمر عدّة أطوار لكنّ الخسوف لا يحدث إلّا عندما يكون القمر مكتملاً، ويمكننا رؤيته من الأرض أثناء الليل.[1]

والفرق بين خسوف القمر وكسوف الشمس أنّ كسوف الشمس يحدث عندما يتحرّك القمر بين الأرض والشمس، فيحجب بذلك أشعة الشمس من الوصول للأرض، ويلقي بظلاله على الأرض فيحدث كسوف الشمس. وهذه الظاهرة لا تستمرّ إلّا لدقائق معدودة، قد تكون فيها الشمس محجوبة بالكامل عن الأرض فيتسبب ذلك بالظلام الكامل أثناء النهار، أو تظهر الشمس بظلال قاتمة على جزء منها؛ لأنّ القمر لا يكون قد حجبها بالكامل، أو تظهر الشمس على شكل حلقة حولَ القمر في حال كان القمر أبعد ما يمكن عن الأرض.[1]

أنواع خسوف القمر

يتفرّع خسوف القمر حسب مقدار ما تحجبه الأرض من ضوء عن القمر إلى ثلاثة أنواع:[2]

  • خسوف القمر الكليّ: يحدث عندما يسقط ظلّ الأرض كاملاً على القمر، ولكنّ القمر لا يختفي تماماً لأنّه يعكس بعض الأشعة الشمسيّة المتسرّبة إليه عبرَ الغلاف الجويّ للأرض. أمّا الشخص الواقف على القمر فسيرى الأرض قرصاً أسود يحجب الشمس، وحوله حلقة من ضوء الشمس المتسرّب للقمر.
  • خسوف القمر الجزئيّ: في هذه الحالة يكون القمر والشمس والأرض غير واقعين على مستوىً واحدٍ، فيسقط ظلّ الأرض على جزء من القمر. وهذا النّوع يحدث دائماً مع الخسوف الكليّ، بعد أن تبتعد الأرض عن جزء من الشّمس.
  • خسوف شبه الظلّ: أو ما يسمّى خسوف بنومبرال القمريّ، يحدث هذا الخسوف عندما يكون القمر واقعاً في ظلّ الأرض الخارجيّ الأقل كثافةً، فيكون التأثير خفيفاً وغير ملاحَظ، لذا فهو النّوع الأقل إثارة للاهتمام.

القمر الأحمر

يظهر القمر باللون الأحمر خلال جزء من الخسوف الكليّ له؛ وذلكَ بسبب وصول ضوء الشمس المتسرّب إلى القمر عبرَ الغلاف الجويّ للأرض، وأثناء مروره في الغلاف الجوي تُحجَب جميع أطياف الألوان في الضوء عدا اللّونُ الأحمر، الذي يسهل عليه أن ينفذ إلى القمر، فيعكسه القمر ليظهر أحمرَ. أمّا درجة احمرار القمر فتعتمد على كميّة الغبار والسحب في الغلاف الجويّ، فكلّما زادت الكمية كانَ القمر يميل للون الأحمر القاتم. وقد استغلّ كولومبوس هذه الظاهرة لإطعام طاقم سفينته بعد أن أصابهم الجوع والتعب، فأخاف السكان الأصليين في جيمايكا بقوله إنّ القمر سيصبحُ أحمر؛ دليلاً على غضب الله عليهم إن لم يطعموهم، وبعد ثلاثة أيّام تحوّل القمر للأحمر فأصابَ السكان الأصليين بالرّعب وأطعموا كولومبوس وطاقمه.[2]

وقت حدوث خسوف القمر

يحدث خسوف القمر مرتين كلّ عام على الأقل، وإذا تنبأ العلماء بوجود كسوف للشمس، فلا بدّ أن يحدث خسوفاً جزئيّاً للقمرِ قبل أو بعد أسبوعين من حدوث ذلك الكسوف. ويبدأ خسوف القمر بعد غروب الشمس، ويستمرّ بالمعدل ما بين ساعة إلى ساعتين، إذ يكون توقيت خسوف القمر مطابقاً للتوقيت العالميّ؛ لأنّ القمر هو الذي يتحرّك في ظلّ الأرض، فتحدث الظاهرة في الوقت العالميّ نفسه للجميع. ولا يحدث خسوف القمر كلّ شهرٍ بالرّغم من مرور الأرض عدّة مرات فوق أو تحت الشمس أثناء مرحلة اكتمال القمر؛ وذلك لأنّ مدار القمر لا يتطابق مع مدار الأرض حولَ الشمس. ويمكن للشخص وهو في منطقته ليلاً أن يشاهد خسوف القمر بالعين المجرّدة، ودون حاجته لمناظير أو للتليسكوب.[2][3]

أهميّة ظاهرة خسوف القمر للعلماء

يتخذ العلماء من ظاهرة خسوف القمر فرصةً للحصول على معلومات أكثر عن القمر وطبيعته. ومن أهمّ الاستخدامات العلميّة لتلك الظاهرة:[1][4]

  • في عام 2011 وأثناء حدوث خسوف للقمر، قامَ مجموعة من العلماء التابعين لوكالة ناسا، بجمع بيانات عن مدى سرعة التبريد التي تحصل في اليوم القمريّ، والتي تعرّفوا من خلال دراستها على مكوّنات سطح القمر، فإذا كانت المنطقة تبرد بسرعة فهي مسطحة، أمّا إذا كانت تبرد ببطء فستكون صخريّة.
  • اكتشف العالِم الفلكيّ اليونانيّ هيباركوس أنّ الأرض تميل عن محورها، وذلك من خلال مراقبته لمواقع النجوم بالنسبة للشمس خلال خسوف القمر، ولاحظ أنّ مواقع النجوم تتغيّر، ممّا يعني أنّ الأرض تميل بزاوية عن محورها.
  • يستخدم علماء الفلك سجلات الخسوفات القمريّة القديمة، ومحاكاتها على أجهزة الحاسوب لمقارنتها مع الخسوفات القمريّة الحاليّة. وهذه المقارنات تساعد العلماء على معرفة معدّل تباطؤ دوران الأرض.

خسوف القمر عبر التاريخ

كانت أوّل ملاحظة بشريّة لظاهرة خسوف القمر من قبل الشعوب الهنديّة، والكلدانيّة، والصينيّة، والبابليّة. وقد اهتمّ بها البشر قديماً؛ لاستخدامها في التنجيم، كما ارتبطت هذه الظاهرة بالعديد من التفسيرات والخرافات لدى الشعوب القديمة. ومن الخرافات المرتبطة بظاهرة خسوف القمر ما سرده القدماء الذينَ كانوا يعيشونَ في بلاد ما بين النهرين، أنّ خسوف القمر سببه اعتداء على القمر من قبل سبعة شياطين. أمّا شعب الإنكا فقد كانوا يعتقدون بوجود قطة كبيرة تدعى جاكورا لونها كلون الدم الأحمر، تقوم بالهجوم على القمر وتلتهمه. أمّا قبيلة لوزيانو في جنوب كاليفورنيا، فقد كانوا يعتقدونَ أنّ القمر يمرض عند خسوفه، فكانوا يجتمعونَ ويغنونَ ويصلّونَ له حتى يستعيد صحته.[5][6]

المراجع

  1. ^ أ ب ت Rob Garner (4-8-2017), "Eclipses and Transits: Overview"، www.nasa.gov, Retrieved 28-4-2018. Edited.
  2. ^ أ ب ت Robert Roy Britt (14-11-2017), "Lunar Eclipses: What Are They & When Is the Next One"، www.space.com, Retrieved 28-4-2018. Edited.
  3. ↑ Prof. Patricia Reiff, Lunar Eclipse FAQ, USA: Rice University, Page 1,2. Edited.
  4. ↑ Lyle Tavernier (18-1-2018), "How to Watch a Total Lunar Eclipse and Get Students Observing the Moon"، www.jpl.nasa.gov, Retrieved 28-4-2018. Edited.
  5. ↑ Yeo Kian Peen, Thum Sok Yee, Wong Kim Jyh, and others (2004), Eclipse , Singapore : National University of Singapore, Page 6. Edited.
  6. ↑ Jane J. Lee (14-4-2014), "Lunar Eclipse Myths From Around the World"، news.nationalgeographic.com, Retrieved 28-4-2018. Edited.

المقال السابق: كيف أحبب الناس بنفسي
المقال التالي: طريقة كفتة البطاطس

تعريف خسوف القمر: رأيكم يهمنا

تعريف خسوف القمر

0.0 / 5

0 تقييم

5
(0)

4
(0)

3
(0)

2
(0)

1
(0)

التعليقات

تعليقات الزوار: