تعريف تلوث الماء

تعريف تلوث الماء
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

تعريف تلوث الماء

تعريف تلوث الماء لغةً

عرّف معجم العرب التلوث بأنه التلطخ، وجاء في مختار الصحاح لوّث الماء أي كدّره، كما جاء في المعجم الوجيز أن التلوث يعني خلط الشيء بالشيء، وفي اللغة الفرنسية يُقال لوّث الماء أي عيّبه وجعله معيباً، أما في اللغة الإنجليزية تأتي كلمة لوّث بمعنى جعل الشيء قذراً وأدخل مواد ملوثة عليه.[1]

تعريف تلوث المياه اصطلاحاً

الماء هو سائل شفاف له خصائص فيزيائية وكيميائية محددة، كما أنه عندما يوجد نظيفاً وفي حالته الطبيعية فإنه يكون عديم الطعم، واللون، والرائحة، ولكن إذا حدث تغيير في هذه الصفات يعني ذلك أن الماء تعرّض لعملية تلوث أدت إلى تغيير في الخصائص الأساسية للماء. استناداً إلى ذلك يمكن تعريف تلوث الماء بأنه تغير في الخصائص الكيميائية والفيزيائية للماء نتيجةً لأسباب طبيعية أو أسباب بشرية، مما يجعل الماء غير صالحٍ للشرب، أو للزراعة، أو الصناعة، كما يمكن تعريف تلوث الماء بأنها عملية تداخل للمواد الضارة، والسامة في مناطق التجمعات المائية مثل المياه الجوفية، السطحية، والبحيرات، والجداول، والأنهار، والمحيطات، ووصولاً إلى النقطة التي تتداخل فيها المواد مع الاستخدام المباشر والأداء الطبيعي للأنظمة البيئية. وتشمل هذه المواد على الكائنات الدقيقة المسببة للأمراض، والنفايات العضوية، والمركبات الكيميائية السامة، والنشاط الإشعاعي الذي يُشكّل المواد المشعة، بالإضافة إلى الزيوت والرواسب.[2][3]

مصادر تلوث المياه

تؤدي الأنشطة البشرية غير المنتظمة ومياه الصرف الصحي إلى وجود مسببات تلوث المياه، والحياة البحرية، ونذكر فيما يأتي هذه المسبّبات:[3]

  • الكائنات الحية الدقيقة المسببة للأمراض والمواد العضوية: تحتوي جميع مياه المجاري في المدن والبلدات على كائنات حية دقيقة مسببة للأمراض من نوع ما؛ لأن البكتيريا تنمو وتتشكل في البراز، مما يشكل خطراً وتهديداً كبيراً لجودة المياه وصحة الإنسان. من ناحية أخرى، تتحلل المواد العضوية بشكل طبيعي في مياه الصرف الصحي بواسطة البكتيريا والكائنات الحية الدقيقة الأخرى، ويؤدي ذلك إلى نقص كبير في كمية الأكسجين المذاب في الماء، مما يُعرّض الأسماك والكائنات المائية الأخرى للخطر؛ بسبب حاجتها لوجود مستويات عالية من الأكسجين في الماء. وتبذل الجهات المختصة جهوداً كبيرةً لمعالجة مياه الصرف الصحي من مسبّبات الأمراض والمواد العضوية، لكنها لا تقضي عليها تماماً.
  • المغذيات النباتية: كالنترات والفوسفات، حيث تُعد النترات والفوسفات الزائدة في الماء مسبباً رئيسياً لنموّ الطحالب وما يُعرف بأزهار الطحالب، وعندما تموت الطحالب، فإنها تُضاف إلى المواد العضوية الموجودة بالفعل في الماء، ويؤدي ذلك إلى استهلاك أكبر للأكسجين. وتُسمّى الحالة التي تتحول فيها البحيرة من حالة نظيفة ونقية وتركيز منخفض نسبياً للمغذيات المتحللة إلى بحيرة مليئة بالمغذيات والطحالب (بعملية التخثث).
  • المواد الكيميائية السامة والنفايات السائلة: وهي المواد التي يتم التخلص منها بطريقة غير سليمة في المنشآت الصناعية ومرافق العمليات الكيميائية التي تنتج الرصاص، والزئبق، والكروم، وكذلك الجريان السطحي الذي يحتوي على المبيدات الحشرية المستخدمة في المناطق الزراعية والمروج الخضراء.
  • الرواسب: وهي المواد الناتجة عن تآكل التربة وتسربها إلى المسطحات المائية عن طريق الجريان السطحي من مواقع البناء، وتؤدي الرواسب إلى اختلال التوازن البيئي للوسط المائي، كما تعطل الدورات التناسلية للأسماك وأشكال الحياة المائية الأخرى.
  • الحرارة: تعد الحرارة من الأسباب التي تؤدي إلى تلوث الماء؛ لأنها تقلل من قدرة الماء على حمل الأكسجين المذاب في المحلول، حيث لا تستطيع أنواعٌ محددةٌ من الأسماك مثل سمك السلمون المرقّط البقاء على قيد الحياة في الماء بمستويات منخفضة جداً من الأكسجين الذائب، ومن أهم مصادر الحرارة التي تؤدي إلى تلوث المياه هو ممارسة تفريغ مياه التبريد من محطات الطاقة إلى الأنهار، حيث قد تصل درجة حرارة المياه التي يتم تصريفها إلى 15 درجة مئوية أي أكثر دفئاً من المياه الطبيعية، وهذا ما يُسمى (التلوث الحراري).
  • التلوّث النّفطي: يحدث التلوث النّفطي عندما يتم نقل النفط من الطرق، ومواقف السيارات في الجريان السطحي إلى المسطحات المائية، كما يؤدّي تسرّب النفط من ناقلات النفط وتحرك البقع النفطية نحو الشاطئ إلى تلوث كبير للمياه والحياه المائية.

معايير جودة المياه

الحد من خطر التلوث

يتطلّب الحد من خطر ظاهرة التلوث وجود قيادة بيئية، وسياسية، واقتصادية منظمة، كما يجب أن تقوم الدول المتقدمة والنامية بالحد من كمية المواد، والمخلفات والعمل على إعادة تدويرها، وأن تعمل على تعزيز اقتصاداتها دون تدمير البيئة. ويبذل الناس في جميع أنحاء العالم جهوداً حثيثة لمكافحة ظاهرة التلوث عن طريق إعادة تدوير المخلّفات واستخدام المواد المفيدة مرة أخرى. كما تقوم بَعض الحكومات بوضع قوانين تحد من كمية وأنواع مصانع المواد الكيميائية وتحدد الأعمال التجارية الزراعية المسموحة، كما يمكن تغريم الأشخاص والشركات التي تقوم بتفريغ الملوّثات بشكل غير قانوني في الأرض، والمياه، والهواء، وتطبيق القوانين والاتفاقيات الدولية سيؤدي بالتأكيد إلى الحد من خطر التلوث. على سبيل المثال في عام 1969م كان نهر كوياهوغا في الولايات المتحدة ملوّثاً بالكامل بوجود الزيوت الضارة والقمامة، وبإطلاق قانون المياه النظيفة لعام 1972م تم وضع معايير تحد من الثلوث فيه، وأصبح نهر كوياهوغا بعد ذلك نظيفاً وصالحاً للحياة المائية.[5]

المراجع

  1. ↑ محمد أحمد المنشاوي، النظرية العامة للحماية الجنائية للبيئة البحرية: دراسة مقارنة (الطبعة الطبعة الأولى)، المملكة العربية السعودية-الرياض: مكتبة القاننون والاقتصاد، صفحة 33. بتصرّف.
  2. ↑ ضياء عبد المحسن محمد، دراسة في نظم المعلومات الجغرافية GIS (الطبعة الطبعة الأولى)، صفحة 158-156. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "Water pollution", www.britannica.com, Retrieved 19-4-2018. Edited.
  4. ↑ "Water quality standards", www.britannica.com, Retrieved 18-5-2018. Edited.
  5. ↑ "Reducing Pollution", www.nationalgeographic.org, Retrieved 19-4-2018. Edited.