تنوع الأوساط البيئية

تنوع الأوساط البيئية
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

البيئة

تتكوّن البيئة من عدة مستويات متتابعة أولها الفرد، وهو أي كائن حي من نوع معيّن مثل الإنسان، أو القطة على سبيل المثال، وثانيها الجماعة، وهي مجموعة الكائنات الحيّة التي تنتمي لنفس النّوع وتعيش في منطقة محددّة مثل مجموعة من البشر، أو مجموعة من أشجار النّخيل، وثالثها المجتمع الحيويّ وهو مكوّن من مجموعة من الكائنات الحيّة التي تنتمي لأنواع مختلفة، إلا أنّها تعيش معاََ في منطقة محددة، وتربطها علاقات متنوعّة، ومن الأمثلة عليها مجموعة من الأشجار المختلفة في غابة، وأخيراََ النّظام البيئي، أو الوسط البيئي وهو موضوع هذا المقال.[1]

الأوساط البيئيّة

الأنظمة البيئيّة أو الأوساط البيئيّة هي مناطق معينة تحتوي على مجموعة من الكائنات الحيّة، والمواد غير الحيّة التي تتفاعل مع بعضها البعض، أما الكائنات الحيّة فيمكن تقسيمها إلى ثلاثة أنواع وفقاََ لطريقة تغذيتها، أولها المُنتجات وهي الكائنات الحيّة التي تصنع غذاءها بنفسها مثل النّباتات والطّحالب، وبعض أنواع البكتيريا، وثانيها المستهلكات، وهي المخلوقات الحيّة التي لا تتمكّن من صنع غذائها فتتغذى على النّباتات، أو الحيوانات الأخرى، وثالثها المحللات وهي الكائنات الحيّة التي تحصل على طاقتها عن طريق تحليل المواد العضويّة في أجسام الكائنات الحيّة بعد موتها، وأما المكونات غير الحيّة للأوساط البيئيّة فهي كثيرة نذكر منها: الحرارة، وأشعة الشّمس، والمناخ، والتّربة، والملوحة وغيرها.[2]

أنواع الأوساط البيئيّة

تُقسم الأوساط البيئيّة بشكلٍ عام إلى نوعين رئيسين، أوساط بيئيّة يابسة ومنها: الغابات، والأراضي العشبيّة، والصّحراء، والتّندرا، وأوساط بيئيّة مائيّة، ومنها: المياه المالحة البحريّة، والمياه العذبة.[3]

الغابات

تُشكّل الغابات ثلث مساحة اليابسة على الكرة الأرضيّة، وتقسم إلى عدة أنواع اعتماداََ على نوع التّربة، والمناخ الذي يسود فيها، وهي:[3][4]

  • الغابات الصّنوبرية الشّماليّة (بالإنجليزيّة: Northern coniferous forests): وهي غابات تجاور منطقة التّندرا، وتوجد في أجزاء من ألاسكا، وكندا، واسكندنافيا، وسيبيريا، وتسود فيها نباتات دائمة الخضرة عالية الإنتاج، وأنواع الحيوانات فيها وفيرة، إلا أنّ هذه الغابات تتعرّض لتغيرات موسميّة، الأمر الذي يؤدي إلى تذبذب في أعداد جماعات الحيوانات، خاصةََ الثّدييات.
  • الغابات المتساقطة الأوراق (بالإنجليزيّة: Deciduous forests): تقع في المناطق ذات خطوط العرض الوسطى من منطقة المناخ المعتدل، ولهذا فهي تتميّز بمناخ معتدل ورطب؛ الأمر الذي يؤدي إلى تنوّع الحيوانات والنّباتات فيها.
  • الغابات الاستوائيّة المطيرة (بالإنجليزيّة: Tropical rain forests): توجد في وسط أمريكا الجنوبيّة، وإفريقيا، وشرق الإنديز، وأجزاء من جنوب آسيا، وهي أكثر الأوساط البيئية تنوعاً من حيث النّباتات والحيوانات التي تعيش فيها، ويعود ذلك لتنوّع مصادر الغذاء، وتنوّع المساكن، وكذلك لأنّ مناخها مستقر لم يطرأ عليه تغيّر منذ أن وُجدت فيه هذه المجتمعات الحيويّة. وتتميّز الغابات الاستوائيّة المطيرة بدرجات حرارة ورطوبة عالية، الأمر الذي يساعد على نمو الأشجار وزيادة طولها، ونموّ أوراقها بكثافة.
  • الغابات المتوسطة (بالإنجليزيّة: Mediterranean forests): توجد الغابات المتوسطة في كل من جنوب كاليفورنيا، ووسط تشيلي، وجنوب أستراليا، وفي منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط. وهي ذات مناخ جاف في معظم الفصول، ومعدّل أمطارها في فصل الشّتاء متوسّط، أما الأشجار التي تسود فيها فهي الأشجار ذات الأوراق الدّائمة ومنها: الصّنوبر الحلبي، والصّنوبر الشّمري، والأرز اللّبناني، والسّر، والبلوط.

الأراضي العشبيّة

تُقسم الأراضي العشبيّة أو ما يُعرف بالحشائش إلى نوعين:[4]

  • الأراضي العشبيّة المعتدلة (بالإنجليزيّة: Temperate Grasslands): تمثّل الأراضي العشبيّة المعتدلة براري أمريكا الشّماليّة، والسّهول العظمى، والسّهول الآسيوية والإفريقيّة، ويكون معدل سقوط الأمطار فيها ما بين 250-750 ملم سنويّاََ، وهذه الكمية لا تكفي لتكوّن الغابات، إلا أنّ وفرة الأراضي العشبيّة تعد مكاناََ مثاليّاََ للحيوانات العاشبة كبيرة الحجم مثل الظّبي، والحصان البري، والغزال، وأيضاََ الحيوانات آكلة اللحوم التي تتغذى عليها.
  • حشائش الأقاليم الاستوائية، أو السّفانا Savannah: تظهر السفانا بوضوح في سهول شرق إفريقيا، وأستراليا، وأمريكا الجنوبيّة، وتتميّز بمعدّل هطول متذبذب يصل أحياناً إلى 1250 ملم، إلا أنّ ذلك لا يعني وجود غابات فيها، ويعود ذلك إلى الحرائق المتكررة التي يتسبّب بها الصّيف الطّويل الجاف، تسود في هذه الأراضي الحشائش، وهي بذلك من أهم مناطق الرّعي في العالم، ومن أهم الحيوانات العاشبة فيها الغزلان، والحمر الوحشيّة، والزّرافات، والفيلة، أما أهم آكلات اللحوم فيها فهي الأسود والفهود.

الصّحاري

الصحراء (بالإنجليزيّة: Deserts): هي مناطق تتميّز بتباين حراري يوميّ وفصليّ، إذ ترتفع درجات الحرارة كثيراََ خلال النّهار، ووخلال فصل الصّيف، وتنخفض في اللّيل، كما أنّ معدل الهطول فيها أقل من معدّل التّبخّر، فهو أقل من 250 ملم سنوياََ، ولهذا كله يكون الغطاء النباتي فيها قليلاََ، ويقتصر وجود الحيوانات على الأماكن التي توجد فيها هذه النّباتات المتناثرة، تكون هذه الحيوانات بالضّرورة قادرة على التكيّف مع ظروف الجفاف لذلك تسود فيها الأنواع الحفارّة من القوارض، والزّواحف، والحشرات، والعناكب، فتختبئ هذه الحيوانات تحت سطح الأرض أثناء النّهار وتنشط خلال اللّيل، ويمتلك بعضها تكيفّات خاصة للحفاظ على الماء، ويمكن وجود حيوانات أخرى مثل الغزلان، وهناك نوعان من الصّحاري: صحاري حارة ومنها الصّحراء الكبرى، والصّحراء العربيّة، وصحاري باردة مثل الحوض العظيم في الولايات الأمريكيّة المتحدة، وصحراء غوبي في آسيا.[4]

التّندرا

التّندرا (بالإنجليزيّة: Tundra)، أو الصّحراء المتجمدة منطقة بيئيّة لا تنمو فيها الأشجار بسبب الشّتاء القارس والجاف، وتتميّز بشتاء طويل مظلم وبارد تتراكم فيه الثّلوج، ولا تشجّع نمو النّباتات، أما الحيوانات فيلجأ بعضها للبيات بياتاََ شتويّاََ تحت الثّلج والجليد، والبعض الآخر يهاجر شتاءََ إلى مناطق ذات مناخ أفضل، يكون فصل الصّيف في التّندرا قصيراََ فهو يمتد من نهاية آيار إلى نهاية تموز، إلا أنّه يتميّز بدرجات حرارة دافئة، وساعات طويلة من الضّوء، لذلك تصبح التّندرا خلال الصّيف ذات إنتاجيّة عالية للحياة الحيوانيّة والنّباتيّة معاً.[4]

الأوساط البيئيّة المائيّة

يوجد نوعان من البيئات المائيّة وهي:[3]

  • الوسط البيئي للمياه العذبة (بالإنجليزيّة: Freshwater Ecosystems): وهي الجداول، والأنهار، والينابيع، والبرك، والبحيرات، ومستنقعات المياه العذبة، والمياه العذبة نوعان: مياه عذبة راكدة مثل البرك، ومياه جارّية مثل الجداول. وتكثر في المياه العذبة الأسماك، والطّحالب، والعوالق، والحشرات، والبرمائيات، بالإضافة لوجود نباتات تحت الماء.
  • الوسط البيئي البحريّ (بالإنجليزيّة: Marine Ecosystems): هي مسطحات مائيّة مالحة، وهي أكثر تنوعاََ من المياه العذبة، بل هي أكثر البيئات وفرة بالكائنات الحيّة، وتشمل المحيطات، ومناطق المد والجزر، ومصبات الأنهار، والمستنقعات، والأهوار الملحيّة.

المراجع

  1. ↑ "Ecological levels: from individuals to ecosystems", www.khanacademy.org, Retrieved 15-5-2018. Edited.
  2. ↑ "Biotic Factors", www.encyclopedia.com, Retrieved 16-5-2018. Edited.
  3. ^ أ ب ت By Amy Harris (13-3-2018), "Types of Environmental Ecosystems"، /sciencing.com, Retrieved 16-5-2018. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث امنة كاظم مراد المنصوري (19-11-2016)، "نواع النظم البيئية في العالم"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 16-5-2018. بتصرّف.