علامات يوم القيامة بالتفصيل

علامات يوم القيامة بالتفصيل
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

يوم القيامة والاستعداد له

جعل الله -تعالى- الاستيقان بوجود اليوم الآخر والتصديق الجازم به ركناً من أركان الإيمان، وهو اليوم الذي تنتهي فيه حياة الخلائق ويُنشرون من قبورهم حفاةً عراةً يقفون بين يدي ربّهم استعداداً لحسابهم على أعمالهم. ولقد وصف الله -تعالى- هذا اليوم بأوصاف كثيرة، تدلّ معظمها على عسره وطوله ومشقّته، قال الله تعالى: (هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ)،[1] ومن أوصاف الناس في يومهم هذا أن يشيب شعر المولود منهم لهول الموقف، وتُسقط الأمّ جنينها لروع ما تلاقي من مشاهد، ويفرّ الإنسان من أحب الناس إليه راغباً بمصلحته وحده، فيفرّ من أمه وأبيه وأخيه وزوجته وبنيه، قال الله تعالى واصفاً ذلك في القرآن الكريم: (يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ * وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهِ * وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنجِيهِ)،[2] وأمّا الأرض التي يقفون عليها فإنها تُدكّ دكّاً، فتصبح صعيداً واحداً؛ إذ تُنسف الجبال وتتفتت، وتزال من مواضعها، ومن أهوال هذا اليوم أنّ السماء تُكشط وتُطوى بيمين الله تعالى، وتنكدر النجوم وتتفرق، فلا يبقى شيء من الأرض والسماء على حاله.[3]

لا بُدّ من الإيمان باليوم الآخر والاعتقاد الجازم بأنّه آتٍ يقيناً، ويجدر التنبيه إلى أنّ البعض قد يفتر ويتهاون في الاستعداد له، والتحضير لملاقاة الله -تعالى- فيه، والصواب أن يبادر المرء للأعمال الصالحة وأن يُكثر من الحسنات، فيتمسّك بكلّ فضلٍ يستطيع أن يُقدّمه في اليوم والليلة، قبل أن يفاجئه الندم يوم لا ينفع الندم، وفي ظل هذا الحديث يذكر عبد الله بن عباس وصيّة يوضّح فيها للناس كيفية الاستعداد لليوم الآخر بقوله: "إنّ هذا الليل والنهار خزانتان لأهلها فانظروا ما تصنعون فيهما فإذا جاء يوم القيامة فتحت هذه الخزائن فالمتقون يجدون في خزائنهم العزة والكرامة والمفرطون يجدون في خزائنهم الحسرة والندامة حينذاك يظهر الغبن، فريق تفتح ثم أبواب الجنان وفريق يساقون إلى النار يغشاهم الخزي والهوان".[4]

علامات يوم القيامة

يٌقصد بعلامات السلاعة العلامات التي تدلّ على قرب وقوع أحداث يوم القيامة، ويُطلق عليها الأمارات أو الآيات كذلك، ولقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- عن علامات يوم القيامة في أحاديث متعدّدة، وورد ذكر بعض علامات يوم القيامة في القرآن الكريم كذلك.[5] وتُقسّم علامات الساعة بحسب قرب حدوثها قبل يوم القيامة إلى صغرى وكبرى، وقد ذكر بعض العلماء أنّ هناك علامات وسطى كذلك، وفيما يأتي توضيحٌ لعلامات الساعة بشيء من التفصيل.[6]

علامات الساعة الصغرى

من العلامات الواردة عن النبي -عليه السلام- أنّها علامات صغرى ووسطى لقرب بدء أحداث يوم القيامة ما يأتي:[6]

  • بعثة النبي صلى الله عليه وسلم؛ قد أخبر عليه السلام أنّ مجيئه إحدى علامات قرب قيام الساعة إذ قال: (بعثتُ أنا والساعةُ كهذه منْ هذه، أو كهاتينِ، وقرنَ بينَ السبابةِ والوسطى).[7]
  • موت النبي عليه السلام؛ فكما أنّ بعثته من علامات الساعة فإنّ موته كذلك. ويلي ذلك خروج مُدّعي النبوّة، وذلك بحسب قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا تقومُ الساعةُ حتى تقتتلَ فئتانِ عظيمتانِ، يكونُ بينهما مقتلةٌ عظيمةٌ، دعوتُهما واحدةٌ، وحتى يُبعثَ دجَّالونَ كذَّابونَ، قريبٌ من ثلاثين، كلُّهم يزعمُ أنَّهُ رسولُ اللهِ).[8]
  • ظهور الفِتن بين الناس، فيصبح بسببها المرء مسلماً ويُمسِي كافراً، ويصبح كافراً ويُمسِي مسلماً.
  • كثرة الأموال بين الناس، وكذلك كثرة الهرج -أي القتل- والزنا والفواحش بعمومها، وكثرة الغناء. يقول النبي عليه السلام: (لا تقومُ الساعةُ حتى يُقْبَضَ العِلْمُ، وتَكْثُرُ الزلازلُ، ويَتقاربُ الزمانُ، وتظهرُ الفِتَنُ، ويكثُرُ الهَرَجُ، وهو القَتْلُ القَتْلُ، حتى يكثُرَ فيكم المالُ فيَفيضُ).[9]
  • يقلّ الدين بين الناس، ويُرفع القرآن الكريم من حياتهم وفهمهم، يقول النبي عليه السلام: (يدرُسُ الإسلامُ كما يدرُسُ وَشيُ الثَّوبِ حتَّى لا يُدرَى ما صيامٌ، ولا صلاةٌ، ولا نسُكٌ، ولا صدَقةٌ، ولَيُسرى على كتابِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ في ليلَةٍ، فلا يبقى في الأرضِ منهُ آيةٌ، وتبقَى طوائفُ منَ النَّاسِ الشَّيخُ الكبيرُ والعجوزُ، يقولونَ: أدرَكْنا آباءَنا على هذِهِ الكلمةِ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، فنحنُ نقولُها).[10]
  • انحسار نهر الفرات وظهور جبل من ذهب تحته، فيقتتل الناس عليه، من كلّ مئة ينجو واحدٌ ويُقتل تسعة وتسعون، وكلّ منهم يظن أنّه سيكون الناجي.

علامات الساعة الكبرى

ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- عشر علامات كبرى لقيام الساعة، ولعدم ورود نص صريح بترتيب هذه العلامات اختلف العلماء في ترتيبها، وأيّاً كان ترتيبها، فالفاصل الزمنيّ بين كل علامة والأخرى قصير، حتّى تقوم الساعة، وفيما يأتي ذكرٌ لعلامات الساعة الكبرى بشيء من التفصيل:[11]

  • ظهور المسيح الدّجّال، وقد حذّر النبي -عليه الصلاة والسلام- من يشهده من الناس أن يقع في فتنته، وعلّم المسلمين بعض الأمور التي يأتوها حتّى لا تصيبهم فتنته، أهمّها حفظ عشر آيات من سورة الكهف يقرؤها من شهد الدجال، فلا تصيبه قتنته بإذن الله.[12]
  • نزول عيسى عليه السلام.[11]
  • ظهور يأجوج ومأجوج، وقد ذكرهم الله -تعالى- في القرآن الكريم إذ قال: (حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ . وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ).[13][11]
  • طلوع الشمس من مغربها.[11]
  • خروج دابّة من الأرض تكلم الناس، قال تعالى: (وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ).[14][11]
  • الدخان، قال الله -تعالى- فيه: (فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ).[15][11]
  • ثلاث خسوفاتٍ تحدث في الأرض لا يراها إلا الكفار، وهي خسف في المشرق وخسف في المغرب وخسف في جزيرة العرب.[11]
  • نارٌ تخرج من الأرض تجمع الناس إلى محشرهم، وهي كذلك آية لا يراها إلا الكفار، حيث تخرج نار عظيمة من أرض عدنٍ تسوق الناس إلى محشرهم.[11]

المراجع

  1. ↑ سورة القمر، آية: 8.
  2. ↑ سورة المعارج، آية: 11-14.
  3. ↑ "يوم القيامة وما به من أهوال"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-12-29. بتصرّف.
  4. ↑ "أهوال يوم القيامة والاستعداد له"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-12-29. بتصرّف.
  5. ↑ "معنى أشراط الساعة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-12-29. بتصرّف.
  6. ^ أ ب "علامات القيامة الصغرى والوسطى"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-12-30. بتصرّف.
  7. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم: 5301، صحيح.
  8. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 7121، صحيح.
  9. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1036 ، صحيح.
  10. ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم: 3289 ، صحيح.
  11. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "علامات القيامة الكبرى"، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-12-30. بتصرّف.
  12. ↑ "المسيح الدجال.. آثار فتنته.. والعصمة منها"، www.fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-6. بتصرّف.
  13. ↑ سورة الأنبياء، آية: 96،97.
  14. ↑ سورة النمل، آية: 82.
  15. ↑ سورة الدخان، آية: 10.