حفظ الله -تعالى- أموال الناس جميعاً فلا يجوز لأحدٍ أكل مال أحدٍ إلّا بما شرع الله تعالى، لكنّ الله -سبحانه- جعل أكل مال اليتيم أشدّ تحريماً وعظمةً من سواه، حتى ذكر ذلك في القرآن الكريم غير مرّةٍ؛ وذلك لضعف اليتيم، وقلّة حيلته، وعدم قدرته على دفع الأذى الواقع به، من هذا المنطلق جُعل أكل مال اليتيم أشدّ تحريماً ممّا سواه من صنوف أكل الأموال بالباطل، ولقد شرع الإسلام لكافل اليتيم والقائم على رعايته أن ينفق على اليتيم من ماله الخاص في مطعمه ومشربه وملبسه، ثمّ شرع للكافل الفقير المُعسِر أن ينفق من مال اليتيم الذي يكفله بالمعروف، وضمن حدودٍ وضوابطٍ.[1]
يعرّف اليتيم أنّه من فقد أباه صغيراً ذكراً كان أو أنثى، ولذلك فإنّ الصفة العامّة لليتيم أنّه ضعيفٌ، مكسور الجناح، محتاجٌ للرحمة والشفقة والعطاء، ولقد شرع الإسلام الإحسان إلى اليتيم وكفالته وجعل لذلك عظيم الأجر، وفي المقابل فقد حذّر من الإساءة لليتيم وإهانته أو ظلمه، من ذلك أنّ الإسلام جاء بتحريم أكل مال اليتيم، ومن ثمّ عُدّ إيذاء اليتيم من صفات االكفار الذين قست قلوبهم وخلت من الرحمة والشفقة، ورضيت له نفسه بقهر اليتيم والإساءة إليه والاعتداء عليه.[2]
شُرعت كفالة اليتيم في الإسلام، وجاء القرآن بالترغيب في الإحسان إليه وتوفير متطلّباته ورعايته، يُذكر أنّ في كفالة اليتيم حين تسود في المجتمع خيرٌ كثيرٌ عائدٌ على المجتمع بأسره وعلى كافل اليتيم بشكلٍ خاصٍّ، من تلك الفضائل يُذكر ما يأتي:[3]