تبدأ عملية تعليم وتربية الطفل منذ الولادة وحتى سن البلوغ، ولا تقتصر هذه المهمة فقط على المدرسة بل يجب تنشئة الطفل في المنزل من قبل الوالدين، إذ إنّها من الأمور المهمة لأنّ علاقة الطالب بمعلمه تختلف عن علاقته بوالديه، بالتالي فإنّ الطرق المتبّعة من قبل الوالدين في تربية الطفل تختلف تماماً عن الطرق المستخدمة في المدرسة، فواجب الآباء هنا هو توفير الأمن المادي والعاطفي والفكري وتنميتها لدى الطفل.[1]
إنّ الأطفال يرون أنفسهم من خلال عيون آبائهم، إذ إنهم يستطيعون تمييز جميع التعابير من قبل الوالدين مثل نبرة الصوت ولغة الجسد، كما تؤثر كلمات وأفعال الآباء على طريقة تصرف الطفل، بالتالي فإنّ مدح إنجازات الطفل مهما كان حجمها يؤدي إلى زيادة فخره بنفسه وزيادة احترامه لذاته، كما أنّ جعل الطفل يقوم بالأشياء بنفسه بشكل مستقل يؤدي إلى تكوين شخصيته وجعله يشعر بالقوة والقدرة، لذلك يجب اختيار الكلمات المناسبة والطرق المناسبة للتعامل مع الطفل.[2]
يحتاج الطفل لتوفير الوقت من أجل التواصل مع والديه من خلال التحدث أو الاستماع، وتختلف المدة حسب الفئة العمرية له، ويكون ذلك من خلال توفير وقت أكبر للطفل بقضاء وقت أطول معه؛ لأنّ ذلك يعزز قدرته على إدراك الحقائق، وفهم العالم الذي نعيش فيه، ويعتبر هذا الأمر من أهم الأمور التي يجب توفيرها للطفل.[3]
إنّ جعل الطفل يقوم ببعض المهام بنفسه دون المساعدة يمكنّه من التعلم من أخطائه وتفاديها، كما أنّه يعلمه المثابرة والانضباط من أجل تحقيق الهدف مما يساعده على التعلم والشعور بالسعادة في تحقيق النجاح.[4]
يحتاج الطفل بأن يتعلم أنّ الشكوى وتوقع المساعدة من الآخرين في حل المشاكل ليست موجودة دائماً، لذا يجب تعليمه كيفية حل مشاكله بنفسه وعدم انتظار شخص آخر لحلها.[5]