آثار فرعونية مصرية

آثار فرعونية مصرية
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

الحضارة الفرعونيّة

نمت الحضارة المصريّة الفرعونيّة القديمة شمال شرق قارَّة أفريقيا، قبل 4000 سنة ق.م، حيث قد كانت البداية عندما تعرَّضَ الناس الذين يقيمونَ في الصحراء الكبرى شمال أفريقيا للجفاف عام 8000 ق.م، ممّا دفعهم للانتقال إلى مكان آخر، فاختاروا الإقامة حولَ منطقة نهر النيل؛ لأنّها كانت ذات مياه وفيرة، وتُربةٍ خصبةٍ، وممّا يجدر ذِكره أنّ الحضارة الفرعونيّة دامت 3000 سنة، حيث أخذَ عدد السكَّان بالازدياد، و بدأ تَشكُّل هيكلٍ مُجتمَعيٍّ، وحضارة نَشِطة، ومن أهمّ الإنجازات التي حقَّقتها هذه الحضارة: الثورة الزراعيّة، والكتابة الهيروغليفيّة، وبناء المُدن والقُرى التي تتضمَّن بيوتاً مصنوعة من الطين، والطوب، إضافة إلى كونها مُحاطة بالأسوار، وقد حكمَ الحضارةَ المصريّةَ ملوكٌ يُطلَق عليهم اسم فرعون، حيث أخذُوا بتوسعة المناطق التابعة لنفوذهم، والاهتمام ببناء آثار ضخمة، كالعديد من المعابد، والأهرامات التي ظلَّت قائمة لآلاف السنين وحتى يومنا هذا.[1][2]

أهمّ الآثار الفرعونيّة المصريّة

أهرامات الجيزة

تُعَدُّ الأهرامات الأثريّة، مقابرهرميّة ضخمة، بُنِيت قبل 4000 سنة للفراعنة الذينَ كانوا يعتقدونَ بأنّ الملك عندما يموت يبقى جزءٌ من روحه في جسده، وقد كانت هذه الروح تُسمَّى باسم (كا)؛ ولذا كانوا يُحنِّطونَ جُثَّة الفرعون، ويضعونَ معه الأواني الذهبيّة، والموادّ الغذائيّة، والأثاث، كصُورة للعناية بهذا الجزء المُتبقِّي من الروح، ويُعتبَر إمحوتب أوّل من بدأ بفكرة المقابر الهرميّة على شَكْل مصاطب، كما استمرَّ بناء الأهرامات منذ بداية عصر الدولة القديمة، وحتى نهاية العصر البطلميّ في القرن 4م،[3] وأشهر هذه الأهرامات هي:[3]

  • هرم زوسر: حيث يُعَدُّ أوّل هَرَم تمّ بناؤه في سقارة، زمن الملك زوسر، وذلك عام 2630 ق.م، وهو هَرَم مُكوَّن من 6 طبقات من الحجر، بارتفاع يصل إلى 62م، وقد كان الهرم مُحاطاً بمُجمَّع من الأفنية، والمعابد، والأضرحة.
  • هرم خوفو: وهو الهرم الأكبر في منطقة الجيزة، بُنِيَ للفرعون خوفو، الذي حكمَ المنطقة لمُدَّة 23 سنة، ويبلغ ارتفاع الهَرَم 147م، ومُتوسّط قاعدته 230م، وتقع إلى جانب الهَرَم العظيم 3 أهرامات صغيرة، تعود إلى زوجات الملك خوفو، وتُحِيط به مجموعة من المصطبات، كمقابر لأقارب، ومسؤولي الملك.
  • هرم خفرع: بُنِيَ الهَرَم لابن خوفو، وهو خفرع، حيث يُعتبَر ثاني أكبر هَرم في الجيزة، وأهمّ ما يُميِّز هذا الهَرم، وجود تمثال أبي الهول العظيم في مُجمَّع الهرم؛ وهو تمثال منحوت من الحجر الجيريّ، بُنِي باعتباره حارساً للهَرم، إذ يتشكَّل على هيئة رأس رجل، وجسم أسد.
  • هرم منقرع: يَقع الهَرم في الجزء الجنوبيّ للجيزة، وقد بُنِيَ لابن خفرع المَدعُوِّ بمنقرع، وهو الهرم الثالث من حيث الطول، علماً بأنّ الأهرامات بعده أصبحت تتَّخِذ حجماً مُصغَّراً.

معابد الكرنك

تُعَدّ محافظة قنا بصعيد مصر أحد مواقع اليونسكو للتراث العالميّ؛ وذلك لاحتوائها على مجموعةٍ من المعابدِ، منها: مَعبد مونتو الواقع شمال مدينة الكرنك، والذي هو اليوم عبارة عن أطلال تضمُّ أساسات المبنى فقط، وقد بُنِيَ هذا المَعبد زمن أمنحتب الثالث، ومنها أيضاً مَعبد بتاح في الجانب الشماليّ، والذي بناه حتشبسوت، و تحتمس الثالث، وغيرها من المعابد، أمّا أهمّ المعابد في الكرنك، فهو مَعبد آمون رع، والذي يُعتبَر أحد أكبر المعابد في العالَم، وأكبرها في مصر،[4] حيث بُنِيَ هذا المَعبد ليُشكِّلَ مَعبداً حضريّاً لإله الدولة، وهو يضمّ ما يلي:[4]

  • الأبراج: وعددها 10 أبراج تتوزَّع بينها محاكم، وقاعات، وقد شَكَّلت هذه الأبراج سلسلة من البوّابات بزوايا تتوجّه للمحور الرئيسيّ.
  • قاعة الأعمدة يتميَّز هذا المَعبد بقاعة الأعمدة التي تُعَدّ واحدة من عجائب العصور القديمة؛ إذ تبلغ مساحتها 5000 متراً مُربَّعاً.
  • الصحن المركزيّ: يرتفع سَقف الصحن 24م، وهو مرفوع على 12 عموداً ضخماً، وألواح السقف فوق مستوى البقيّة، بحيث يمكن للضوء والهواء الدخول عَبر طبقة صخريّة.
  • الممرّات: يضمّ المَعبد 7 ممرّات مُعمَّدة على كلا الجانبَين، إذ يصل عدد الأعمدة فيها إلى 134 عموداً.

مَعبد حتشبسوت

بنت الملكة الفرعونيّة حتشبسوت مَعبداً جنائزيّاً لها في الدير البحريّ سنة 1479 ق.م، ويتكوّن المَعبد من 3 مستويات، واجهتُها عبارة عن صفّ من الأعمدة، والنقوش، واللوحات، والتماثيل، وما يُميِّز هذا المَعبد هو وجود مَمرٍّ حجريّ مُنحدِر كبير، يربط بين فناء المستوى الأوّل والمستوى الثاني، ومَمرٍّ مُنحدِرٍ آخر يربط المستوى الثاني بالثالث، وعندَ الدخول إلى المستوى الأوّل عبرَ الممرّات المُعمَّدة، يجد الزائر ممرَّات مُنحدِرة صغيرة داخليّة تأخذه إلى المستوى الثاني، وفي فناء المستوى الثاني يُوجَد قبر سننموت.[5]

مَعبد الأقصر

بُنِيَ مَعبد الأقصر زمن أمنحتب الثالث، وأكملَه توت عنخ آمون، وأضافَ رمسيس الثاني بعض العناصر إليه، وهو يقع على الضفّة الشرقيّة لنهر النيل، في مدينة طيبة في صعيد مصر،[6] ويتألّف المَعبد ممّا يلي:[7]

  • الفناء: وهي قاعة كبيرة ذات أعمدة، يحيط بها من جوانبها الثلاثة، صفٌّ مُزدوَجٌ من الأعمدة الجميلة، وأضاف رمسيس الثاني قاعة خارجيّة مُحاطة بصفٍّ مُزدوَج من الأعمدة المُحاطة بتماثيل ضخمة.
  • المدخل: كان التصميم الأوّلي للمدخل مُحاطاً بالأبراج في الطرف الشماليّ، إلّا أنّه تمّ تغييره، فصُمِّم الرواق المهيب المُكوَّن من 14 عموداً، بارتفاع 16م.
  • الصحن المركزيّ: يُمكِن الوصول إلى الصحن المركزيّ للمَعبد، عن طريق ممرٍّ مُحاط بجدارَين على الجانبَين.
  • البوّابة: وهي بوّابة ضخمة منقوشٌ عليها مشاهد للمهرجانات، والحروب زمن رمسيس الثاني، وأمامها تماثيل ضخمة للفراعنة، ومِسلَّتان إحداهما لا تزال قائمة.

مَعبد حورس

يقع مَعبد حورس في منطقة إدفو الواقعة على مسافة 60كم شمال أسوان، ويعود تاريخ بنائه إلى عام 237 ق.م، في عهد بطليموس الثالث، حيث استمرّ بناء المَعبد، وإضافاته، ونقوشه 180 سنةن[8] ويتكوَّن المَعبد من العناصر الآتية:[8]

  • البوّابة: وهي واحدة من أهمّ البوّابات في مصر، ويبلغ ارتفاعها 37م، كما تُزيِّنها نقوش الجنود في المعارك.
  • الفناء: كان الفناء قديماً مَحكمةً لعامّة الناس، وهو مفتوح ومرفوع على أعمدة ذات رؤوس زهريّة من ثلاثة جوانب.
  • قاعات الأعمدة: يستقبلُ الزائرَ عندَ المدخلِ تمثالانِ على شَكْلِ صقرٍ، ثمّ يدخلُ إلى قاعةٍ مفتوحةٍ ذات شَكْلٍ مستطيلٍ، سقفها مرفوع على 12 عموداً، وبعدها يدخلُ إلى قاعةٍ مُغلَقةٍ، سقفها مرفوعٌ من جهةِ اليمينِ على 12 عموداً، أمّا شمالها ففيه غرفتان: إحداهما استُخدِمت كمكتبةٍ للمخطوطاتِ، والأخرى كمَخزن.
  • الدهاليز: وهما دهليزان: أحدهما خارجيّ، جدرانه مُزيَّنة بنقوش للآلهة، والملوك، ويُسمَّى (قاعة القرابين)، والآخر هو الدهليز الداخليّ، ويُسمَّى (استراحة الآلهة).
  • المُصلَّى: يحتوي المُصلَّى على محراب من الجرانيت الرماديّ، أمّا خارج المُصلّى، فتُوجَد 12 غرفة محيطة به، تحمل جدرانها العديد من النقوش الدينيّة، حيث كان يُستخدَم بعضها كمَخزن، والبعض الآخر للعبادة.

الآثار الفرعونيّة في متحف مصر

يضمّ متحف الآثار المصريّ في القاهرة أكبر مجموعة من القطع الأثريّة المصريّة القديمة في العالَم؛ إذ يبلغ عدد القطع الأثريّة فيه 120 ألف قطعة، بعضها معروض، والبعض الآخر مُخزَّن تحت ظروف بيئيّة دقيقة؛ حتى لا يتعرَّض للفساد، وأهمّ الآثار الفرعونيّة المعروضة في المتحف:[9]

  • آثار قبر توت عنخ آمون: اكتُشِفَ قبر الملك (توت عنخ آمون) عام 1922م، من قبل هوارد كارتر، ويضمّ المتحف اليوم الجثة المُحنَّطة لتوت عنخ آمون ، وأكثر من 3500 قطعة أثريّة، كالمجوهرات، والمزهريّات، والأواني، والأسلحة، وقناع الوجه الذهبيّ الذي يُعَدّ رمزًا عالَميّاً للحضارة المصريّة القديمة، وهو مصنوع من مادَّة صلبة، ويصل وزنه إلى 11 كغم.
  • التماثيل والمنحوتات: نَحَت الفراعنة العديد من التماثيل، والقِطع الفنِّية، حيث إنّ العديد منها ممّا قد عُثِر عليه من بقايا المعابد، والأدْيِرة القديمة، معروض في المتحف.
  • المجوهرات: يضمُّ المتحف مجموعة كبيرة من المجوهرات التي تُعَدّ الأفضل في العالَم، وهذه المجوهرات تُعطِي صورةً لما كان يرتديه الناس قبل آلاف السنين، ومن ضِمن هذه المجوهرات سِوارَان جميلان من الذهب، تمّ استعادتهما من قبر توت عنخ آمون.
  • المومياء: تُوجَد في المتحف غرفة تُسمَّى (غرفة المومياء الملكيّة)، حيث كانَ يُعرَض فيها 27 مومياء، إلّا أنّ عددها قلّ اليوم إلى 11 مومياء، أَحدثُها مومياء حتشبسوت.

أهمِّية الآثار الفرعونيّة المصريّة

تُطلِعنا الآثار الفرعونيّة القديمة على الحياة الثقافيّة، والدينيّة، والاجتماعيّة قديماً؛ فهي مَصدر ثريّ لفَهم الحضارة الفرعونيّة، وقد أعطت هذه الآثار الإلهامَ للفنّانين، والكُتّاب، والشعراء، والمعماريِّين من العصر الرومانيّ، وحتى يومنا هذا،[10] وقد سُجِّلت العديد من المناطق الأثريّة في مصر في قائمة التراث العالميّ لليونسكو، وهذه الآثار الفرعونيّة تجذب السيّاح إلى مصر من كلّ مكان في العالَم، بحيث يصل عدد الزوّار سنويّاً إلى حوالي 15 مليون زائر، وقد احتلَّت مصر عام 2015 المرتبة 83 كأفضل وجهة سياحيّة في العالَم، إذ يُشكِّل قطاع السياحة في مصر أحد أهمّ المصادر الاقتصاديّة للدولة؛ فهو يُساهِم بما يقارب 11% من الناتج المحلِّي الإجماليّ، ويعمل في قطاع السياحة المصريّ ما يزيد عن 10٪ من إجماليّ القوى العاملة.[11]

المراجع

  1. ↑ Edward Wente, Alan Samuel, Peter Dorman, and others (23-5-2018), "Ancient Egypt"، www.britannica.com, Retrieved 16-7-2018. Edited.
  2. ↑ Oxford University, Investigation one Ancient Society , Page 216,217. Edited.
  3. ^ أ ب "Egyptian pyramids", www.history.com, Retrieved 17-7-2018. Edited.
  4. ^ أ ب Pete Dorman, Margaret Drower (19-6-2015), "Karnak"، www.britannica.com, Retrieved 17-7-2018. Edited.
  5. ↑ Joshua J. Mark (18-7-2017), "The Temple of Hatshepsut"، www.ancient.eu, Retrieved 17-7-2018. Edited.
  6. ↑ Qamar C (3-1-2018), "The Luxor Temple in Egypt: Facts & Overview"، study.com, Retrieved 17-7-2018. Edited.
  7. ↑ Margaret Drower (20-10-2017), "Luxor"، www.britannica.com, Retrieved 17-7-2018. Edited.
  8. ^ أ ب "The Temple Of Edfu", www.ask-aladdin.com, Retrieved 17-7-2018. Edited.
  9. ↑ "The Egyptian Museum – The Amazing Museum of Antiquities", www.egypttoursplus.com, Retrieved 17-7-2018. Edited.
  10. ↑ Dr. Joyce Tyldesley (17-2-2011), "Ancient Egypt and the Modern World"، BBC.com, Retrieved 17-7-2018. Edited.
  11. ↑ John Misachi (25-4-2017), "UNESCO World Heritage Sites In Egypt"، www.worldatlas.com, Retrieved 17-7-2018. Edited.