أمثلة على المفعول المطلق

أمثلة على المفعول المطلق
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

المصدر

المصدر هو اسم يدلّ على حدث غير مُقترِن بزمن مُحدَّد، مثل: استخدام، تربية، مناقشة؛ فالمصادر السابقة جميعها تدلُّ على أحداث مُعيَّنة غير مُقترِنة بزمن مُحدَّد، كما هو الحال في الماضي، أو المضارع، أو الأمر، والمصادر عديدة، منها ما يكون من الفعل الثلاثي، مثل: الفعل أكَلَ ومصدره أكْل، ومنها ما يكون من الفعل الرباعي، مثل: الفعل زلزل ومصدره زلزال، أو الخماسي، مثل: الفعل اعتمد ومصدره اعتماد، أو السداسي، مثل: استخدم ومصدره استخدام.[1]

المفعول المطلق وأمثلة عليه

المفعول المُطلَق هو مصدر منصوب يأتي مع فعله الذي اشتُقّ منه، أو كان شبيهاً له في لفظه، ومثال ذلك: سُررت بحضورك سروراً، أو أنا مسرور بك سروراً، ففي المثال الأول، اشتُقّ المفعول المُطلَق من فعله، أمّا في المثال الثاني، فقد اشتُقّ المفعول المطلق من شبيه فعله؛ لأنّ مسرور اسم مفعول، واشتُقّ المفعول المُطلَق (سروراً) من اسم المفعول وليس من فعله.[2] وسُمِّي المفعول المُطلَق بهذا الاسم؛ لأنّه غير مُقيَّد كباقي المفاعيل الأخرى بحروف الجرّ؛ فالمفعول به مثلاً مُقيَّد بالباء أي الذي فُعل به الفعل، والمفعول فيه مُقيَّد بحرف الجرّ (في)، أي الذي وقع الفعل فيه، وكذلك المفعول لأجله، فقد حصل الفعل لأجله، أمّا المفعول معه فهو مقترن بالمعيّة، أو المُصاحَبة في معناه.[3]

أغراض المفعول المُطلَق

يأتي المفعول المُطلَق ضمن ثلاثة أنواع، أو لثلاثة أغراض يُفيدها، هي:[3]

  • التوكيد: وهو أن يُؤتى بالمفعول المُطلَق لتوكيد عامِله، مثل: وَصفَ الدليل المكانَ وَصْفاً؛ فكلمة وَصْفاً مفعول مُطلَق غَرَضُه توكيد الفعل.
  • بيان النوع: إذ يبيّن المفعول المُطلَق نوع عامِله إمّا بوَصْف، أو إضافة، مثل: لوَّن الطفل اللوحة تلويناً جميلاً؛ حيث جاء المفعول المُطلَق في الجملة السابقة متبوعاً بوَصْف، أو لوّن الطفل اللوحة تلوين المُبدعِ، وهنا جاء المفعول المُطلَق مُضافاً.
  • بيان العدد: وهنا يبيّن المفعول المُطلَق عدد مرّات حدوث الفعل، سواء كان العدد معلوماً، أو غير معلوم، مثل: قرأتُ النصّ قراءَتين، أو قرأت النصّ قراءات؛ إذاً فإنّ المفعول المُطلَق يُثنّى، ويُجمَع.[4]

عوامل نصب المفعول المُطلَق

يعمل في المفعول المُطلق أحد العوامل الآتية:[5]

  • الفعل التام المُتصرِّف، نحو: أتقِن عملك إتقاناً.
  • مصدر الفعل، نحو: فرحَ الرجل بتقدُّم ابنه تقدُّماً ملحوظاً، فالمفعول المُطلَق هنا هو كلمة (تقدُّماً) .
  • الوصف: ويتضمّن المُشتقَّات، كاسم الفاعل، واسم المفعول، والصفة المُشبَّهة، وأمثلة ذلك بالترتيب: إنّ أبي مُحسِنٌ إليّ إحساناً كثيراً، الزجاج مكسورٌ كَسْراً، هو فرِحٌ فَرَحاً كثيراً.

والمصدر أصل في عامل النَّصب، والفعل والوَصْف مُشتقّان منه.

النائب عن المفعول المُطلَق

قد ينوب عن المفعول المُطلَق ما يأتي:[6]

  • مُرادِف المفعول المُطلَق: فقد يُذكَر مُرادِف لمصدر فعل آخر، مثل: سِرتُ مَشياً، وفَرِحتُ سروراً، فمصدر سار هو سَير، وفَرِح هو فَرَح، وإعرابها: نائب عن المفعول المُطلَق منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر.
  • اسم المصدر: وهو ما يتَّفق معه في المعنى، إلا أنّه يخالفه في الاشتقاق، مثل: اغتسل العامل غُسلاً، ومصدر اغتسل هو اغتسال وليس غُسلاً، ويتمّ إعرابها كنائب عن المفعول المُطلَق منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح.
  • الضمير العائد على المفعول المُطلَق بعد حَذفه، والإشارة إليه بعد الحَذف أيضاً، مثل: أحسنتُه إليهم؛ فالضمير عائد على المصدر المُؤكد الذي حُذِف وينوب عنه وهو الإحسان، وهو ضمير مُتّصل مبني على الضمّ في محلّ نصب نائب عن المفعول المُطلَق، ومثل: أقبلتُ هذا، ويشير اسم الإشارة إلى المصدر المحذوف وهو الإقبال، وناب عنه، وهو اسم إشارة مبنيٌّ على السكون في محلّ نصب نائب عن المفعول المُطلَق.
  • الألفاظ، مثل: أحسن، وأتمّ، وأفضل، وتمام، وأجود، وكلّ، وأيّ، وبعض، وغيرها من الألفاظ الدالّة على العموم، أو البَعضيّة، مثل: جميع، وعامّة، ونصف، بشرط الإضافة إلى مثل المصدر المحذوف، مثل: اجتهدتُ كلَّ الاجتهاد، وفّرتُ أحسنَ توفير، تفاعلتُ تمامَ المفاعلة، أكرمته أيَّ إكرام، فهذه الألفاظ هي نائب عن المفعول المُطلَق، وتُعرَب كالآتي: نائب عن المفعول المُطلَق منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، وهو مضاف، والكلمات بعدها: مُضاف إليه مجرور وعلامة جرِّه الكسرة الظاهرة.[4]
  • صفة المصدر المحذوف: أي صفة المفعول المُطلَق المحذوف، مثل: صَرخَ الحارس عالياً، أو صَرخَ الحارس صِياحاً عالياً، وعالياً: نائب عن المفعول المُطلَق منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر.
  • العدد الدالّ على المصدر المحذوف، مثل: يدورُ القمر حولَ الأرض في الشهر ثلاثين دورةً.
  • الآلة التي تُستخدَم لتحقيق دلالة المصدر، ولا بُدّ أن تكونَ الآلة معروفة باستخدامها في تحقيق دلالة المصدر، مثل: سقى الفلّاح العُشب دلواً، أي سقى العشبَ سَقيَ الدلو؛ إذ من المعروف أنّ الفلّاح يسقي العُشب مُستعيناً بآلة معروفة للسَّقي، كالدلو، ودلواً: نائب عن المفعول المُطلَق منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر.
  • نوع من أنواع المفعول المُطلَق: أي أن يكون النائب نوعاً للمفعول المُطلَق، مثل: القهقرى، والهوينى، كما في: سرنا الهوينى؛ فالهوينى هنا تدلُّ على التمهُّل في المَشي، والمقصود سِرنا سَيرَ الهوينى، والهوينى: نائب عن المفعول المُطلَق منصوب وعلامة نصبه الفتحة المُقدَّرة على الألف؛ مَنعَ من ظهورها التعذُّر.
  • اللفظ الدالّ على هيئة المصدر المحذوف، مثل: وَقفَ الطفل وِقفَةَ الواثِق؛ فكلمة وِقفة تدلّ على نوع من الهيئة التي يجيء بها المصدر، ووِقْفة: نائب عن المفعول المُطلَق منصوب، وهو مضاف، والواثِق: مُضاف إليه مجرور.
  • الوقت، مثل: هو جاحدٌ لأنّه لم يعشْ ساعةَ الفقير، أي لم يعشْ ساعةً كساعة الفقير الذي ضاقَت عليه الحياة، وساعة: نائب عن المفعول المُطلَق منصوب، وهو مضاف، والفقير: مضاف إليه مجرور.
  • ما (الاستفهاميّة، والشرطيّة)، مثل: ما تزرعُ حديقتَك؟ بمعنى أيّ زَرعٍ تزرعُ في مزرعتك؟، أزرْعَ خُضارٍ أم فواكه؟، ومثال ما الشرطيّة: ما شئتَ فاقرأ، والمقصود: أيّ قراءة أردتَ أن تقرأَ فاقرأ، وتُعرَب (ما) في الجملتين على الترتيب: اسم استفهام (أو اسم شرط كما في ترتيب الجملتَين السابقتَين) مبنيٌّ في محلّ نصب نائب عن المفعول المُطلَق.

المصدر النائب عن فِعله

قد ينوبُ المصدر عن فِعله، فيؤدِّي معناه، وهو لا يجتمعُ مع فِعله ما دام ينوبُ عنه، وقد اشتُهر المصدر النائب عن فِعله كثيراً، وأمثلة ذلك: شُكراً، وسَمعاً وطاعةً، وحَمداً لا كُفراً، وقِياماً، والتقدير هنا على سبيل المثال: أشكرك شُكراً، وأطيعك طاعةً، ولا أكفر بك كُفراً، وقوموا قِياماً، والمصدر النائب عن فِعله يأتي على عدّة صُور ، هي:[6]

  • الأساليب الإنشائيّة الطلبيّة، ومنها:
  • مصدر يحلُّ محلَّ الأمر، أو النهي، مثل: قِياماً لا جُلوساً.
  • مصدر بعد استفهام يفيد التوبيخ، مثل: أتطاوُلاً على الضعيف؟، وقد يفيدُ التعجُّب، مثل: أتخاذُلاً وقد أوشكتُم على النهاية!
  • مصدر يفيد الدعاء، مثل: هلاكاً وسُحقاً للظالِم.
  • الأساليب الإنشائيّة غير الطلبيّة: وهي المصادر التي تدلُّ على معنى يريد المُتكلِّم إعلانَه، و إقرارَه من غير طلب شيء، أو عدم إقرارِه، مثل: حَمداً وشُكراً، أي أَحمدُ الله وأَشكرُه.
  • الأساليب الخبريّة المَحضَة: بحيث يكون العامِل المحذوف وجوباً من لفظ المصدر ومادَّته.

ويأتي المصدر النائب عن فِعله بصيغة المُثنّى مُضافاً، مثل: لبيّك وسعدَيْك بمعنى (ألبّي النداء، وأساعدك)، وحنانَيْك بمعنى (اعطف، وتحنَّنْ)، ودوالَيْك بمعنى (جعل الأمر متداولاً مرة بعد مرّة، مثل: أقرأ يوماً، وأمارس الرياضة يوماً، وهكذا دوالَيْك)، وحَجازَيْك بمعنى (الحجز، والمنع مرة بعد مرة)، وحذارَيْك بمعنى (احذر)، ومنه ما يأتي مُضافاً دون التثنية، مثل: سبحانَ اللهِ، ومعاذَ اللهِ، وحاشَ اللهِ![7]

حذف عامل المصدر وجوباً

لا يجوز حذف عامل المصدر إذا أُتِيَ بالمفعول المُطلَق لتأكيد المعنى، وتقويته، أمّا عامل المفعول المُطلَق المُبيِّن للنوع، والعدد، فيجوز حَذف عامِله، كحالة الإجابة عن السؤال، مثلاً: كم قرأت؟ والإجابة: قراءَتَين، أي قرأتُ قراءتَين، أمّا حالات حَذف عامل المصدر وجوباً، فهي كما يأتي:[3]

  • أن يكون المصدر المُؤكِّد والنائب عن فعله دالّاً على الأمر، مثل: (صبراً جميلاً)، أو النهي، مثل: (جلوساً لا وقوفاً)، أو الدعاء، مثل: (اللهم نصراً)، والتقدير بالترتيب: اصبر صبراً، واجلس جلوساً ولا تقف وقوفاً، واللهم انصرنا نَصراً)، وتُعرَب كلمة (صبراً) على سبيل المثال: مصدراً نائباً عن فِعله منصوباً.
  • أن يكون المصدر مُفصِّلاً لجزاء، أو عاقبة تسبِقه، مثل: إذا أساء إليك صديقك، فإمّا صَفْحاً، وإمّا عِتاباً؛ فبَعد إمّا تفصيلٌ، وتوضيحٌ تقديره: فإمّا أن تصفحَ صَفْحاً، وإمّا أن تعتبَ عِتاباً.
  • أن يكون المصدر نائباً عن فعل أُسنِد إلى اسم عَين مُكرَّراً، كما في الجملة: (المطر سحّاً سحّاً)، والتقدير يسحُّ سحّاً، أو محصوراً، مثل: (ما الثعلب مع الغنم إلا مَكراً)، والتقدير يَمكرُ مَكراً؛ فاسم العَين هنا هو المطر، والثعلب، أي أخُبِر به عن اسم عَين، أي اسم ذات: وهو ما كان له صورة محسوسة دون اقترانه بزمن.
  • أن يكون المصدر مُؤكِّداً لنفسه، أو غيره، ويعني المُؤكِّد لنفسه: أن يكون معنى الجملة قبله مثل معناه، ومثال ذلك: (فرحنا بحضوركم حقّاً)؛ فالفرح بالحضور هو الحق، والحق هو الفرح بالحضور، أمّا المُؤكِّد لغيره: فهو أن يأتي المصدر بعد جملة تحتمله، أو تحتمل غيره، ويدلّ المصدر على معنى واحد فقط، ومثال ذلك جملة: (أبي معلِّمي حقّاً)، وحقّاً: مفعول مُطلَق لفعل محذوف تقديره أُحقّه حقّاً، وسُمِّي مُؤكِّداً لغيره؛ لأنّه يحتمل أن يكون والده مُعلِّمه حقيقة، أو أنَّ المعنى مجازيٌّ في التعليم.
  • أن يكون المصدر تشبيهيّاً، وهذا المصدر يفيدُ التشبيه، وهو لفعل محذوف وجوباً، مثل: (عنده علمٌ عِلمَ الفقهاء)، والمصدر هنا هو عِلمَ لفعل محذوف تقديره يُعلم علماً.

المراجع

  1. ↑ سعيد الأفغاني (2003)، الموجز في قواعد اللغة العربية، لبنان: دار الفكر، صفحة 186-189. بتصرّف.
  2. ↑ سعيد الأفغاني (2003)، الموجز في قواعد اللغة العربية، لبنان: دار الفكر، صفحة 256-257. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت د. محمد السامرائي (2014)، النحو العربي أحكام ومعان (الطبعة الأولى)، لبنان: دار ابن كثير، صفحة 448-462، جزء الأول. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت د. محمود مغالسة، النحو الشافي، لبنان: مؤسسة الرسالة، صفحة 315-322. بتصرّف.
  5. ↑ د. محمد السامرائي (2014)، النحو العربي أحكام ومعان (الطبعة الأولى)، لبنان: دار ابن كثير، صفحة 449، جزء الأول. بتصرّف.
  6. ^ أ ب عباس حسن (1973)، النحو الوافي (الطبعة الرابعة)، مصر: دار المعارف، صفحة 214-224، جزء الثاني. بتصرّف.
  7. ↑ عباس حسن (1974)، النحو الوافي، مصر: دار المعارف، صفحة 233-234، جزء الثاني. بتصرّف.