العوامل المؤثرة في التعلم

العوامل المؤثرة في التعلم

التَّعلُم

التَّعلُم لُغةَ هو الحصول على المعرفة في مُختلف الأمور، وفي الاصطلاح هو النشاط الذي يهدِف إلى تحضير المهارات والمعرفة الجديدة، ويتحقق التعلُّم من خلال تغيير السلوكيات، والقيِّم، والأفكار، والتوجيهات، وطريقة فِهم الأمور، حيث إنّ التغيير الذي يحدثه التعلُّم لا يكون مؤقت بل يستمر مع الإنسان طوال الحياة، ويجب أن يمتلك المعلِّم قدرات خاصة لعملية التعلُّم، وأن يُعدّ للقيام بتلك المُهِمّة التربوية، وأن تتوفر عدة شروط في المُعلِّم منها: أن يكون طلق اللِسان للتعبير عن أفكاره بشكل جيد، وأن يكون على دراية بعِلم النفس، وأن يكون على عِلم بالمداخل الشخصية للطلاب، وأن يمتلك صفات تجذِّب الطلّاب وجدانياً.[1]

العوامل المؤثّرة في التعلُّم

حدد المختصّون في علم النفس التربوي عدة عوامل تؤثّر في عملية التعلُّم، وهي كما يأتي:[2]

خصائص المُتعلِّم

تُعدّ هذه الخصائص من أهم العوامل التي تحدد فاعِليِّة التعلُّم، لأنّ القُدرات الحركية، والقُدرات العقلية، والصفات الجسدية تختلف بين المُتعلِّمين، كما وتختلِف شخصياتُهم، واتجاهاتُهم، وقيَمُهم.[2]

سلوك المعلِّم والمُتعلِّم

هناك تفاعل دائم بين سلوك المُعلِّم والمُتعلِّم، مما يؤثِّر على نتائج عملية التعلُّم، كما وترتبط شخصية المُعلِّم الذكي بطُرق التدريس الفعّالة، التي تقوم على التفاعُل.[2]

البيئة المدرسية

يجب أن توفر الوسائل التعليمية والتجهيزات التي تتعلق في المادة التي يتم تدريسها.[2]

المادة الدراسية

يختلف التحصيل في المواد الدراسية بين مُتعلِّم وآخر، فبالعادة يميل بعض الطلّاب لمواد دوناً عن المواد الأخرى، لذلك يجب عرض المادة بشكل واضح وتنظيمها بشكل جيد من أجل زيادة فاعليّة عملية التعلُّم.[2]

صفات المُتعلِّمين

تختلف القُدرات الحركية، والعقلية بين طُلّاب الصف الواحد، كما وتختلف الميول، والقيم، والاتجاهات، والخبرات السابقة للطلّاب نظراً لانتمائهم لطبقات اقتصادية واجتماعية مُختلفة.[2]

تأثير القوى الخارجية

القوى الخارجية هي العوامل التي تُحدد فاعلية عملية التعلُّم، والقوى الخارجية، وهي من العوامل المؤثّرة في التعليم المدرسي، مثل البيئة الثقافية، والمنزل، والجيران، وهي مُهمّة حيث تساعد على تحديد الصفات والأنماط السلوكية للطالب داخل الغرفة الصفية.[2]

نظرة المجتمع إلى المدرسة

تعدّ نظرة المجتمع إلى المدرسة هي من العوامل الخارجية المُهِّمة المؤثِّرة في عملية التعليم وفاعليتها، حيث تتوقع بعض المجتمعات من المدرسة أن تكون قادرة على تطوير شخصيات الطلّاب بشكل اجتماعي، وفكري، وتفاعلي، ومن أجل تحقيق هذا الهدف فإنّ المجتمعات تعمل على توفير الفُرص الدراسية لأبنائها، إلا أنّ بعض المجتمعات لا تُشجع أبنائها على القيام بالجهود المتواصلة في التعلُّم، فتُرسل أبنائها للمدرسة من أجل التخلُّص من المشاكل المنزلية، مما يجعل المدرسة غير قادرة على القيام بأي جهود في سبيل تعليم هؤلاء الطلبة.[2]

شروط عملية التعلُّم

وضع العُلماء عدة شروط من أجل التأثير في نتائج التعلُّم وتسهيل عملية التعلُّم، وهي كما يلي:[3]

العوامل التي تعتمد على ذات المُتعلِّم

تنقسم هذه العوامل إلى خمسة أقسام، هي:[3]

  • الذكاء.
  • النُضج.
  • الاستعداد.
  • الخبرة والتدريب.
  • الدافعية.

العوامل الجغرافية

تعتبر العوامل الجغرافية هي العوامل الجغرافية الموضوعية والماديّة، والتي تنقسم إلى سبعة أقسام:[3]

  • البيئة.
  • طُرق التدريس.
  • تقنيات التدريس.
  • المنهج، سواء كان نظري أو عملي.
  • الخبرات المجهزة مسبقاً.
  • العقاب والتعزيز .
  • الوسائل التعليمية.

العوامل الذاتية

يعتبر النضج هو التغيرات الجسدية، والعصبية، والحسية التي تصيب الإنسان بسبب المُخطط الوراثي، وهي من العوامل المهمِّة في عملية التعلُّم، فمن غير الممكن حدوث التعلُّم أو الحصول على الخبرة في حال عدم اكتمال نُضج أعضاء الجسد، وتظهر هذه العلاقة من خلال هذه النقاط:[3]

  • توحيد مُعدل النضج بالرغم من وجود خلافات في الظروف التعليمية.
  • زيادة النضج، فكلما زاد النُضج كلما كان التقدُّم بالتعلُّم أكبر.
  • تسهيل تعلُّم المهارات المُعتمدة على الأنماط السلوكية الناضجة أكثر من المهارات الأخرى.
  • ترك تدريب الطفل قبل مرحلة النضوج آثار سلبية عليه، خصوصاً إن صاحبه الفشل.

تُعرف الدافعية بأنّها حالة من النقص الداخلي الذي يُستثار بفعل العوامل أو الميول الداخلية، مما يعمل على توليد السلوكيات التي تساعد على دوام واستمرار الدافعية، وتساهم الدافعية في عملية التعلُّم من خلال هذه النقاط:[3]

  • توجيه السلوكيات باتجاه مصادر التعلُّم.
  • توليد السلوكيات من أجل التعلُّم.
  • استخدام الوسائل المناسبة من أجل تحقيق عملية التعلُّم.
  • الحفاظ على السلوك من أجل حدوث عملية التعلُّم.

مبادئ التعلُّم الجيد

يهدِف التعليم إلى فِهم المعلومات والمعارف واستيعابها، مع التمكن من المهارات والمعلومات والقُدرة على استخدامها، وهذا الأمر لا يتم إلا من خلال توفُّر عدة مبادئ، وهي كما يلي:[4]

  • تشجيع الطلبة على التفاعل والتواصل المُستمر مع أعضاء الهيئة التدريسية، سواء كان هذا التواصل داخل أو خارج الفصل، وهو أحد العوامل التي تحفيز الطُلّاب لوضع القيم والخطط المُستقبلية.
  • تشجيع الطلبة على التفاعل مع بعضهم، لأنّ المشاركة والتعاون تُعزز مفهوم التعلُّم الجماعي بشكل أكبر، لأنّ التعليم الجيد يُشبِه العمل الجيد، وهو أمر يتطلب المشاركة والتعاون وليس الانعزال والتنافس.
  • تشجيع الطُلّاب على التعلُّم النشِط، وهو التعلُّم عن طريق الكتابة والتحدّث عن المادة التعليمة، وربطها مع الخبرات السابقة أو تطبيقها في الحياة اليومية.
  • استخدام تقنية التغذية الراجعة، وهي أن يكون المُتعلِّم على دراية بالمعارف التي اكتسبها والتي لم يكتسبها، وفِهم المعارف وطبيعتها ثمّ تقييمها.
  • توفير وقت كافي من أجل التعلُّم، لأنّ الوقت هو العامل الأساسي الذي يؤثِّر على مستوى التعليم.
  • وضع التوقعات الكبيرة على جميع فئات المتعلمين، لأنّ زيادة التوقعات تجعل المتعلمين يتجاوبون بشكل أكبر.
  • المساعدة على تنوع طُرق التعلُّم مما يتيح الفُرص للمتعلمين من أجل إظهار مواهبهم وطرقهم الخاصة في التعلُّم، ويكون التنوع من خلال تنوع أنماط التعليم، والخبرات، والمواهب.

المراجع

  1. ↑ "معنى التعلم"، www.abahe.co.uk، اطّلع عليه بتاريخ 6/3/2018. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د أ-حيدر حاتم فالح العجرش (22/11/2016)، "العوامل المؤثرة في فاعلية عملية العملية التعليمة"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 6/3/2018. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث ج أ- هند محمد رضا الخيكاني (4/3/2014)، "شروط عملية التعلم"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 10/3/2018. بتصرّف.
  4. ↑ أ-د\ فاطمة بنت محمد العبودي (1434هـ- 1435هـ)، استراتيجيات التعلم والتعليم والتقويم ، المملكة العربية السعودية: وكالة بحر المداد للدعاية والإعلان، صفحة 18. بتصرّف.