عوامل تؤثر في توزيع السكان في الأردن

عوامل تؤثر في توزيع السكان في الأردن
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

سكان المملكة الأردنية الهاشمية

يبلغُ عدد سكان المملكة الأردنية الهاشمية وفق إحصائيات عام 2017م ما يُقارب 9,912,000 نسمة، بكثافة سكانية بلغت نحو 111.6 شخصاً لكل كم²، ووفق إحصائيات عام 2015م فإن سكان المناطق الحضرية يحتلون ما نسبته 83.7% من إجمالي سكان المملكة، في حين تبلغ نسبة سكان المناطق الريفية نحو 16.3% من مجموع السكان.[1] والغالبية العظمى من سكان الأردن هم من العرب الأردنيين والفلسطينيين، بالإضافة إلى البدو وهم السكان الأصليون للبلاد، كما توجد فئات قليلة من العراقيين اللاجئين إلى الأردن بعد حرب الخليج، بالإضافة إلى التركمان، والأرمن، والشركس.[2]

ومنذ نشأة المملكة الأردنية الهاشمية عام 1922م تعرّضت للعديد من التغيرات الكبيرة في الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وقد أثرت هذه التغيرات على التركيب والتوزيع السكاني للأردن، فقد ازداد عدد السكان من 225 ألف نسمة من نشأة المملكة عام 1922م ليصل إلى 400 ألف نسمة في عام 1947م، واستمر في الارتفاع ليصل إلى 901 ألف نسمة في عام 1961م، وتضاعف هذا العدد في 1979م، وبلغ معدل الزيادة السكانية في عام 1988م نحو 3.8%.[3]

العوامل المؤثرة في توزيع السكان في الأردن

أثرت العديد من الأسباب والعوامل في نمط التوزيع السكاني في الأردن، وفيما يأتي أهم تلك العوامل:[4]

  • العوامل الطبيعية: إذ تعتبر الظروف المناخية من العوامل الطبيعية التي تؤثر على توزيع السكان في الأردن، حيث تُقيم الغالبية العُظمى من سكان الأردن في منطقة وادي الأردن والمناطق الشمالية ذات الارتفاعات الجبلية التي تحتل ما يُقارب 15% من مساحة المملكة، في حين تقطن نسبة قليلة من السكان في وادي عربة والمناطق الصحراوية، ويعود السبب في هذا التوزيع إلى اختلاف كمية الأمطار من منطقة لأخرى؛ فعند الاتجاه نحو المناطق الشمالية والغربية نجد أن كمية الأمطار تزداد بشكل ملحوظ، في حين تقل كمية تساقط الأمطار عند الاتجاه نحو المناطق الجنوبية باستثناء بعض المرتفعات؛ لذلك نجد أن معظم سكان المملكة يقطنون في المناطق التي تستقبل كمية كبيرة نسبياً من مياه الأمطار، وبذلك وُجد أن الكثافة العامة للسكان بلغت في هذه المناطق 48 نسمة لكل كم² بالنسبة للمساحة الكلية للمملكة، وتبلغ الكثافة السكانية 145 نسمة لكل كم² بالنسبة للمنطقة المعمورة، و185 نسمة لكل كم² بالنسبة للمناطق الزراعية.
  • العوامل البشرية: حيث لا تعتبر العوامل الطبيعية المقياس الوحيد الذي يُفسر التوزيع السكاني للمملكة، فنجد أن هناك كثافة سُكانية كبيرة تُقدرب بنحو 1000 نسمة لكل كم² تتمركز في مناطق إقليم عمان ومدينة الزرقاء على الرغم من أنها تقع على حافة الصحراء ولا تتميز بنسبة الأمطار الكبيرة، كما أنها لا تحتوي على مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية، ويُعزى السبب في هذه الكثافة السكانية لتلك المناطق إلى العوامل الآتية:
  • تدفق اللاجئين: فقد أثر التدفق الكبير للأفراد اللاجئين والوافدين من الدول المحيطة التي تُعاني من الحروب والنزاعات ومشكلات الفقر إلى اختلاف نمط توزيع السكان في الأردن، حيث تدفق ما يُقارب من مليون لاجئ ونازح من فلسطين المحتلة عام 1948م فيما يُعرف بالنكبة، ومن قطاع غزة والضفة الغربية عام 1967 فيما يُعرف بالنكسة، كما عاد ما يُقارب من ربع مليون أردني إلى وطنهم من الكويت؛ بسبب قيام حرب الخليج عام 1991م
  • الهجرة الداخلية: فقد أدى التدفق الكبير والمُفاجئ للاجئين من بعض الدول المحيطة إلى الأردن إلى فتح الطريق أمام الهجرات الداخلية التطوعية من المناطق الريفية في القرى والأرياف إلى المناطق الحضرية والمدن الكبيرة، حيث بلغت نسبة المهاجرين من الريف إلى العاصمة عمان ومدينة الزقاء في الفترة بين 1952م-1961م نحو 90% من مجموع المهاجرين، وأدت هذه الهجرة الداخلية إلى اختلاف توزيع السكان في المناطق الريفية والحضرية.
  • وجود الخدمات والإدارة والتطورات الاقتصادية: إذ تتركز نسبة كبيرة من السكان في المناطق التي تحتوي على معظم المؤسسات والدوائر الحكومية، والشركات الخاصة والخدمات المختلفة، ومظاهر التطور الاقتصادي؛ فعلى سبيل المثال يقطن المناطق المجمعة التي تشمل العاصمة عمان، والزرقاء، والرصيفة، وصويلح، ووادي السير ما يُقارب مليون ونصف المليون نسمة وفق إحصائيات عام 1994م، كما يوجد تركز واضح للسكان في مناطق الوسط والشمال؛ بسبب وجود المؤسسات التعليمية كالجامعات ومعاهد التعليم العالي.
  • توافر مشاريع المياه: حيث يتركز معظم السكان في المناطق الصحراوية عند مشاريع تزويد المياه والمشاريع الاستثمارية؛ فمشروع قناة الغور الشرقية ومشاريع تطوير الأغوار الجنوبية ساهمت بشكل كبير في جلب عدد كبير من السكان إلى تلك المناطق، كما ساهمت المشاريع الاستثمارية كمصانع البوتاس والفوسفات والإسمنت في انتقال مجموعات عديدة من السكان إلى المناطق المحيطة بتلك المشاريع.

تأثير النمو السكاني في الأردن

لقد أدت الزياد الكبيرة والمستمرة في أعداد السكان في الأردن إلى التأثير على التوازن السكاني والعمليات التنموية في البلاد، حيث أدى الضغط السكاني على المناطق الحضرية والمدن الكبيرة إلى تدني الطاقة الاستيعابية وتزايد الطلب على الخدمات الاجتماعية والأمنية، والمرافق العامة الأساسية، كما ساهم النمو السكاني الكبير في تزايد مشاكل التلوث البيئي بأنواعه؛ بسبب تضاعف كمية النفايات والفضلات الناتجة عن الأنشطة البشرية المختلفة، بالإضافة إلى إلقاء المياه العادمة في الممرات، وتلوث الهواء والتربة بسبب انبعاث الغازات والمركبات السامة الناتجة عن حرق النفايات أو دفنها بطرق وأساليب غير صحية، كما أدى النمو السكاني الكبير إلى زيادة التوسع العمراني على حساب الأراضي الزراعية، مما أثر على الإنتاج الزراعي ووفرة المحاصيل الزراعية.[3]

المراجع

  1. ↑ "Jordan", www.britannica.com, Retrieved 3-9-2018. Edited.
  2. ↑ "Jordan", www.britannica.com, Retrieved 3-9-2018. Edited.
  3. ^ أ ب عبد الرحمن عواد، السعود الفواز، المجتمع الأردني، صفحة 105-106. بتصرّف.
  4. ↑ أ.د محمد أحمد الرويثي ، سكان العالم العربي الواقع والمستقبل: دراسة ديموغرافية القسم الآسيوي الجزء الأول، السعودية: مكتبة العبيكان، صفحة 32،33،39،40. بتصرّف.