من مؤلف كتاب فتح الباري
كتاب فتح الباري
المعروف باسم فتح الباري بشرح صحيح البُخاري، ويحظى هذا الكتاب بمكانةٍ عظيمة بين كتب تفسير الحديث، والأعمق علوماً، ألفّه المٌفسر والفقيه ابن حجر العسقلاني، بدأ بتأليفه في مطلع عام 817هـ، وانتهى منه بعد مرور 25 عاماً، في شهر رجب من عام 842هـ. ويعود الفضل بهذه المكانة إلى اختيار المؤلف لتفسير أصح كتابٍ بعد كتاب الله تعالى -القرآن الكريم- ألى وهو كتاب صحيح البخاري، فأصبح مصدراً يستند إليه المفتي والمجتهد والعالم والفقيه وطالب العلم أيضاً، هذا وقد قسّم العسقلاني شرحه لصحيح البُخاري في خمسة عشر مجلداً، وقد أقام مأدبة دعا إليها أهل قلعة دمشق بعد الانتهاء من تأليفه لهذا الكتاب العظيم.
يستعرض المؤلف في كتابه هذا كافة المشاكل والحكايا ذات العلاقة بمسائل الإجماع، ووضحها وبسطّها، كما عمل جاهداً على تبسيط الخلافات الفقهية وصححّها، وبرز اعتنائه باللغة والقراءات وضبطها بشكلٍ صحيح، كما فسّر روايات صحيح البخاري ونوّه إلى الفروق التي وردت بينها وما يترتب عليها من فوائد.
مؤلف كتاب فتح الباري
ابن حجر العسقلاني، هو القاضي والمفسر والفقيه والحافظ شهاب الدين أبو الفضل بن علي بن محمد بن أحمد بن أحمد، ينتمي لقبيلة الكناني، وينحدر من أصولٍ عسقلانية، ويحمل لقب أمير المؤمنين في الحديث. وقد وُلِد العسقلاني في الثالث والعشرين من شهر شعبان من عام 773هـ في القاهرة، نشأ وترعرع في كنف عائلة تنتمي لقبيلة كنانة بن خزيمة، كانت تقيم في مدينة عسقلان وقَدِمت إلى مصر قبل أن يُولد.
يُشير التاريخ إلى أنّ ابن حجر قد نشأ تنشئةً علمية أدبية، حيث نشأ بكنف أباً عالماً أديباً ثرياً، وبعد وفاة والده تكفّل أحد أقاربه التاجر الكبير زكي الدين الخروبي بتنشئته ورعايته، فألحقه بالكُتّاب؛ وامتاز ابن حجر بنبوغه وذكائه، فقد تمكن من حفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب عند بلوغه 12 عاماً. كما تتلمذ العسقلاني في مكة المكرمة على يد الشيخ عبد الله بن سليمان النشاوري، وكان ذلك في عام 785هـ، وكان ذلك العام بمثابة الخطوة الأولى للانخراط بصحيح البخاري والاهتمام به، كما أنّه تلقى بعض علومه على يد الشيخ جمال الدين بن ظهيرة.
عاد ابن حجر أدراجه إلى مسقط رأسه مصر، فتتلمذ هناك على يد الحافظ عبد الرحيم العراقي الذي درّسه الحديث الشريف، ودرس الفقه الشافعي على يد الشيخ ابن الملقن والعز ابن جماعة، وبدأ بالترحال بعدها ما بين بلاد الشام والحجاز واليمن ومكة المكرمة.