من مكتشف الأنسولين

من مكتشف الأنسولين
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

الإنسولين

يُعدّ الإنسولين (بالإنجليزية: Insulin) أحد الهرمونات الطبيعيّة التي يتمّ إنتاجها من قِبَل الجسم، إذ يُنتج داخل البنكرياس الذي يقع خلف المعدة عن طريق خلايا تدعى خلايا بيتا (بالإنجليزية: Beta cells)، وتقوم هذه الخلايا باستشعار نسبة سكر الجلوكوز في الدم لتقوم بإفراز الإنسولين في حال ارتفاعه عن النسبة الطبيعيّة، حيثُ إنّ الإنسولين يعمل على تحفيز خلايا الجسم المختلفة على امتصاص الجلوكوز من الدم إلى داخل الخلايا، ومنع تحطيم الدهون، ومنع تكسّر مركّب الجلايكوجين (بالإنجليزية: Glycogen)، والبروتينات، والدهون، ويمكن الحصول على سكر الجلوكوز عن طريق تناول النشويّات أو السكريّات، والتي يتمّ تحويلها داخل الجهاز الهضميّ إلى سكر الجلوكوز ليتمّ امتصاصه من الأمعاء الدقيقة إلى مجرى الدم، ثمّ يقوم الجسم باستخدامه كأحد مصادر الطاقة، ويتمّ تنظيم مستويات الجلوكوز في الدم عن طريق هرمون الإنسولين.[1][2]

اكتشاف الإنسولين

تمّ اكتشاف هرمون الإنسولين عبر عدّة مراحلة متتاليّة بدءاً من أواخر القرن التاسع عشر، وبناءً على دراسات العديد من الباحثين المختلفين، ومن خلال مراقبة الأعراض المصاحبة لمرض السكريّ، وفي ما يلي بيان لتسلسل مراحل اكتشاف هرمون الأنسولين بحسب التاريخ:[3][4]

  • كانت أول خطوة متقدّمة من اكتشاف الإنسولين عام 1869 حيثُ قام أحد طلبة الطب في ألمانيا وهو العالم بول لانغرهانس باكتشاف مجموعة من الخلايا في البنكرياس والتي تمّ تسميتها بجزر لانغرهانس نسبةً له في ما بعد، وهي مجموعة الخلايا التي تقع من ضمنها خلايا بيتا المسؤولة عن تصنيع الإنسولين في جسم الإنسان.
  • في عام 1889 قام العالمين جوزيف، وأوسكار، باستئصال البنكرياس من أحد الكلاب لدراسة تأثيره على عمليّة الهضم، وخلال قيامهم بالتجربة تمّ ملاحظة زيادة نسبة السكر في بول الكلب.
  • على الرغم من أنّ خلايا بيتا تمّ اكتشافها من قِبَل العالم بول لانغرهانس إلّا أنّه لم يتمّ الاكتشاف أنّها مصدر إنتاج الإنسولين في جسم الإنسان حتى عام 1901، حين توصّل العالم يوجين أوبي أنّ تدمير هذه الخلايا نتج عنه الإصابة بمرض السكريّ.
  • في عام 1916 قام البروفيسور الرومانيّ نيكولاي بوليسكو باستخراج بعض المركبات من البنكرياس استطاع من خلالها خفض نسبة السكر عند الكلاب المصابة بمرض السكريّ، وبسبب الحرب العالميّة الأولى لم يستطع البروفيسور نشر أبحاثه حتى عام 1921.
  • في عام 1921 قام الدكتور فريدريك بانتينغ وطالب الطب تشارلز بيست في مدينة تورونتو في كندا بعزل البنكرياس من الكلاب وملاحظة أعراض مرض السكريّ الظاهرة على الكلاب، ثمّ قاموا بتقطيك البنكرياس إلى أجزاء صغيرة وقاموا بإضافة خلاصة هذه الخلايا داخل حُقن، ثمّ تمّ حقن الكلاب المصابة بمرض السكريّ بهذه الحقن عدّة مرات يومياً، وأظهرت هذه الكلاب تحسّناً من أعراض المرض، وبسبب نجاح هذه الطريقة تمّ تجربة العمليّة ذاتها على بنكرياس الأبقار، وأطلق اسم الإنسولين أول مرّة على الخلاصة التي تمّ استخراجها من بنكرياس الأبقار، وتمّ الاستعانة بالعالم بيرترام كوليب للمساعدة على تنقية الإنسولين، وبسبب ثقة العالمين بانتينغ و بيست باكتشافها قام هؤلاء العالمين بتجربة الإنسولين كأول تجربة على البشر من خلال حقن نفسيهما بالإنسولين المستخرج، ممّا أدّى إلى ظهور علامات انخفاض سكر الدم لديهما، وفي عام 1922 تمّ استخدام الإنسولين أول مرة لعلاج مرض السكريّ من قِبَل المرضى المصابين بمرض السكريّ، ويعدّ فضل اكتشاف الإنسولين عائداً لهؤلاء العالمين.
  • قام العديد من العلماء بتطوير هرمون الإنسولين على مرّ السنين بناءً على النتائج والأبحاث السابقة، وفي عام 1978 تمّ صناعة هرمون الإنسولين المطابق للإنسولين البشريّ باستخدام تكنولوجيا الحمض النوويّ المؤتلف (بالإنجليزية: Recombinant DNA).

دور الإنسولين في علاج مرض السكريّ

يعتمد علاج مرض السكريّ باستخدام الإنسولين على نوع المرض وحالة المريض الصحيّة، وفي ما يلي بيان لطرق استخدام الإنسولين في علاج مرض السكريّ بناءً على نوع المرض:[5][2]

  • مرض السكريّ من النوع الأول: (بالإنجليزية: Type 1 diabetics) يكون الجسم في حالة الأشخاص المصابين بمرض السكريّ من النوع الأول غير قادر على إنتاج الإنسولين بشكلٍ نهائيّ، أو بكميّات قليلة جداً لا تكفي حاجة الجسم اليوميّة، لذلك يعتمد علاجهم على الإنسولين بشكلٍ رئيسيّ، ويحتاج هؤلاء المرضى إلى الحصول على الإنسولين من خارج الجسم لبقية حياتهم، وقد يؤدي عدم الحصول على كميّات كافية من الإنسولين، أو عدم انتظام العلاج لديهم إلى حدوث ارتفاع في نسبة سكر الدم، ممّا يؤدي إلى اعتماد الجسم على الدهون للحصول على الطاقة، وفي حال عدم علاج هذه الحالة فقد تتطور إلى حالة صحيّة خطيرة تدعى الحُماض الكيتونيّ السكريّ (بالإنجليزية: Diabetic ketoacidosis).
  • مرض السكريّ من النوع الثاني: (بالإنجليزية: Type 2 diabetics) تحدث الإصابة بهذا النوع من مرض السكريّ نتيجة مقاومة الجسم للإنسولين، ممّا يؤدي إلى إنتاج كميّات زائدة من الإنسولين من قِبَل الجسم للتخلّص من نسبة سكر الجلوكوز المرتفعة في الدم، ويمكن علاج مرض السكريّ في هذه الحالة من خلال اتّباع بعض العادات الصحيّة، وتناول أدوية علاج السكريّ الفمويّة في معظم الحالات، أمّا في حال عدم استجابة المريض للعلاج فقد يحتاج إلى إضافة الإنسولين إلى الخطة العلاجيّة.
  • ضعف تحمل الجلوكوز: (بالإنجليزية: Impaired glucose tolerance) وهي الحالة التي تسبق الإصابة بمرض السكريّ، وتضعف قدرة البنكرياس على إنتاج الإنسولين في هذه الحالة، وفي حال عدم قدرة البنكرياس على إنتاج كميّات كافية من الإنسولين قد يحتاج المريض إلى البدء باستخدام حقن الإنسولين العلاجيّة، ومن الجدير بالذكر أنّ ما نسبته 25% تقريباً من الأشخاص المصابين بمرض السكريّ من النوع الثاني قد يعانون من هذه الحالة في المراحل المتقدّمة من المرض.

المراجع

  1. ↑ "What is Insulin?", www.medicalnewstoday.com,5-1-2016، Retrieved 25-6-2018. Edited.
  2. ^ أ ب Valencia Higuera, "Everything You Need to Know About Insulin"، www.healthline.com, Retrieved 25-6-2018. Edited.
  3. ↑ "History of Insulin", www.diabetes.co.uk, Retrieved 25-6-2018. Edited.
  4. ↑ "Discovery of Insulin", www.medicalnewstoday.com,5-1-2016، Retrieved 25-6-2018. Edited.
  5. ↑ "Insulin Facts", www.diabetes.co.uk, Retrieved 25-6-2018. Edited.