قصة يأجوج ومأجوج

قصة يأجوج ومأجوج

يأجوج ومأجوج

ذكر قوم يأجوج ومأجوج، في القرآن الكريم والآحاديث النبويّة الشريفة، قال تعالى: "حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ" (الأنبياء: 96)، وهم من بني البشر وعلى طبيعتهم، ولا توجد أدلّة قاطعة على مكان وجودهم، ولكن قيل والله أعلى وأعلم بأنّ السدّين اللذين ذكرا في القرآن الكريم هما بحر قزوين والبحر الأسود، ومنطقة بين السدّين هي المنطقة التي تفصل بين أوسيتيا الجنوبيّة (التابعة لجورجيا) وأوسيتيا الشمالية (التابعة لروسيا)، وقيل أنّ أسماءهم أسماء أعجمية، والبعض قال أنّه مشتقّ من كونهم أمّة خبيثة تحرق وتدمّر وتعيث فساداً في الأرض.

وصف قوم يأجوج ومأجوج

عن خالد بن عبد الله بن حرملة قال: خطَب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو عاصبٌ رأسَه من لدغَةِ عقربٍ فقال: "إنَّكم تقولونَ لا عدوَّ وإنَّكم لن تزالوا تُقاتِلونَ حتَّى يأتيَ يأجوجُ ومأجوجُ عراضُ الوجوهِ صغارُ العيونِ صهبُ الشِّعافِ ومن كلِّ حَدَبٍ ينسِلونَ كأنَّ وجوهَهم المَجانُّ المطرقةُ"، فوصفهم صلّى الله عليه وسلّم، أنهم يملكون شعر ذو لون أسود فيه حُمرة، ووجوههم شببها بالترس الذي يمسكه المحارب في يده ليلتقي به ضربات العدو، وقد شببهم بالترس لبسط وجوههم وتدويرها، وبالمطرقة، لغلاظتها وكثرة لحمها.

قصة قوم يأجوج ومأجوج

كان قوم يأجوج ومأجوج من المفسدين في الأرض، فطلب جيرانهم من ذو القرنين أن يبني سداً بينهم وبين يأجوج ومأجوج، قال تعالى: "حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا" (سورة الكهف: 86)، وذو القرنينن هو ملك مؤمن وصالح، ولم يكن نبياً كما ذكر، وسمّي ذو القرنين؛ لأنّه بلغ المشارق والمغارب من حيث يطلع قرن الشيطان ويغرب، وقام ذو القرنين ببناء سد بين يأجوج ومأجوج وجيرانهم، حتّى أصبح السدّ عائقاً لوصولهم إلى الناس، ويقال أنّ من علامات الساعة الكبرى، خروج يأجوج ومأجوج، عن طريق خرق السد، وهم يعملون على خرق السد للخروج إلى الناس والعالم الآخر ليعيثوا فساداً، ويحاصرون عيسى بن مريم رضي الله عنه وأتباعه، ولكن الله تعالى، كلما رأو الشمس قال قائدهم: ارجعوا فستحفرونه غداً، فيعيده الله أشدّ ممّا كان، ومن حكمته تعالى، أنّه منعهم من مواصلة الحفر في الليل والنهار، لكي لا يخرقوه، ولم يلهمهم اللجوء إلى السلالم أو الآلات ليعلو السد، وبعد خروجهم إلى الناس يقوم الله تعالى بإلقاء دودة تأكل رقاب يأجوج ومأجوج، وينتهي بهم المطاف بموتهم جميعاً ميتة رجل واحد.