شعر عن المطر

شعر عن المطر
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

المطر

المطر هبة السّماء من الله تعالى للأرض، وقُبلة دافئة تعطي الخير الكثير للبشر، وهو يعني السّخاء، والحنان، واخضرار الأوراق، وتفتّح البراعم، والأمل بربيع مُتجدّد يجعل الحياة أكثر إشراقاً وجمالاً، هوفرحة الأطفال، وأمل الحصّادين بموسم عطاء وخير، حيث يأتي بعده ربيع يُحقّق الآمال، وتكتسي الأرض برداء أخضر جميل يفرح به الإنسان.

كلمة مطر تُعطيك الإحساس بتدفق في كلّ شيء من المشاعر، والأحاسيس، والرّقة، والشّفافية، فهي كلمة شاعريّة استلهم منها الشّعراء قصائدهم في الحبّ، والجمال، والعطاء، هو النّور الذي يُضيء لاأرض، ويشعرك بنقاء وصفاء كلّ شيء حولك، فيجعل المُحبّين يعيشون في عالمٍ من الأحلام الورديّة، فيتخيّل المُحبّ نفسه مُمسكاً بيد حبيبته ويسيران في عالم جميل تحت قطراته العذبة.

شعر عن المطر

هذه بعض الأشعار التي ارتبطت فيها أحاسيس الشّعراء بالمطر

عاد المطر يا حبيبة المطر

المطر حنّت رعوده

للشّاعر حسين علي العتيبي

جعل جنسه في تناقص قاطعين السّاقة

أنشودة المطر

للشّاعر بدر شاكر السّياب

في عَالَمِ الغَدِ الفَتِيِّ، وَاهِب الحَيَاة

عَلَى الرِّمَالِ رغوه الأُجَاجَ، والمحار

وما تبقَّى من عظام بائسٍ غريق

وفي العراق ألف أفعى تشرب الرّحيقْ

على نافذتك!

قصائد المطر

للشّاعر عدنان الصّائغ

يلعقُ المطرُ

جسدكِ

ياه

كيف لا يغارُ العاشق

4/6/1991 بغداد

أمامَ المرآةِ

كان المطرُ

يتساقطُ على النافذةِ

وأنا كنتُ ألملمُ نهاياتِ الضفيرةِ

عن دموعِ المشط

1991 بغداد

الفتياتُ

يحملنَ المظلّات

خشيةَ البلل

لذا

يزعلُ المطرُ

ويرحل

13/9/1991 بغداد

قطراتُ المطرُ

تتسلّلُ تحتَ قميصكِ

وأنا أمام زجاجِ النافذةِ

ألحسُ دموعَ المطر

4/6/1991 بغداد

مَنْ يغسلُ للمطرِ ثيابَهُ اللّازورديةَ؟

إذا اتّسختْ بغبارِ المدينةِ

وأين ينامُ إذا رحلتِ السّحبُ؟

وتركتهُ وحيداً، مُلتصقاً

على زجاجِ النّوافذ المغلقة

وحين يفكّرُ بمصاحبةِ امرأة

مَنْ ستتسكّعُ معه في الشّوارعِ؟

وتتحمّلُ بروقَهُ ورعودَهُ؟

واضعاً يدَهُ على خدهِ

ويفكّرُ في غربةِ المطر

3/10/1993 عمان

أيّها المطرُ

إبقَ في الشّوارعِ نزقاً

كالقططِ والأطفالِ

ابقَ على الزّجاجِ لامعاً

مُنساباً كقطراتِ الضّوءِ

ولا تدخلْ في معاطفِ الأثرياء

إلى المحلاتِ

خشيةَ أن تتلوّثَ يداكَ البيضاوان

بالنّقود

4/6/1991 بغداد

المطرُ أبيض

وكذلك أحلامي

ترى هل تفرّقُ الشّوارعُ بينهما؟

المطرُ حزين

وكذلك قلبي

ترى أيهما أكثر ألماً؟

حين تسحقهما أقدام العابرين

4/6/1991 بغداد

أيّها المطرُ

يا رسائلَ السّماءِ إلى المروجِ

علّمني كيف تتفتقُ زهرةُ القصيدةِ

من حجرِ الكلام

1991 بغداد

حين يموتُ المطرُ

ستشّيعُ جنازتَهُ الحقولُ

وحدها شجيرةُ الصبر

ستضحكُ في البراري

شامتةً من بكاءِ الأشجار

4/6/1991 بغداد

المطرُ يعبرُ الجسر

المواشي تعبرُ الجسر

الغيومُ تعبرُ الجسر

الحافلاتُ تعبرُ الجسر

أيها الجسرُ – يا قلبي –

إلى مَتى تبقى منشطراً على النّهر

ولا تعبر الضّفةَ الثّانية

4/6/1991 بغداد

أيّها المطرُ

– يا صديقي المغفّل –

حذارِ من التسكّعِ على أرصفةِ المدنِ المعلّبةِ

ستتبدّدُ – مثلي – لا محالةً

قطرةً، قطرةً

وتجفُّ على الإسفلتِ

لا أحد يتذكركَ هنا

وحدها الحقولُ البعيدةُ

ستبكي عليك

على وقع المطر

للشّاعرة نازك الملائكة

أمطري، لا ترحمي طيفي في عمق الظّلام

أمطري، صُبّي عليّ السّيل، يا روح الغمام

لا تُبالي أن تعيديني على الأرض حطام

وأحيليني، إذا شئت، جليداً أورخام

اتركي ريح المساء الممطر الدّاجي تجنّ

ودعي الأطيار، تحت المطر القاسي، تئنّ

أغرقي الأشجار بالماء ولا يحزنك غصن

زمجري، دوّي، فلن أشكو، لن يأتيك لحن

أمطري فوقي، كما شئت، على وجهي الحزين

لا تبالي جسدي الرّاعش، في كفّ الدّجون

أمطري، سِيلي على وجهي، أوغشّي عيوني

بلّلي ما شئت كفيّ وشعري وجبيني

أغرقي، في ظلمة اللّيل، القبور البالية

والطمي، ما شئت أبواب القصر العالية

أمطري، في الجبل النّائي، وفوق الهاوية

أطفئي النّيران، لا تبقي لحيٍّ باقيه

آه ما أرهبك الآن، وقد ساد السّكون

غير صوت الرّيح، في الأعماق، تدوي في جنون

لم تزل تُهَمي، من الأمطار، في الأرض عيون

لم يزل قلبي حزيناً تحت أمواج الدّجون

أيّها الأمطار، قد ناداك قلبي البشريّ

ذلك المغرق في الأشواق، ذاك الشاعريّ

اغسليه، أم ترى الحزن حماه الأبديّ

أنّه، مثلك يا أمطار، دفّاق نقيّ

أبدأ يسمع، تحت اللّيل، وقع القطرات؟

ساهما يحلم بالماضي وألغاز الممات

يسأل الأمطار: ما أنت؟ وما سرّ الحياة؟

وأنا فيم وجودي؟ فيم دمعي وشكاتي؟

أيّها الأمطار ما ماضيك؟ من أين نبعت؟

أابنة البحر أم السّحب أم الأجواء أنت؟

أم تُرى أدمع الموتى الحزانى قد عُصِرت؟

أم دموعي أنت يا أمطار في شدوي وصمتي؟

ما أنا؟ ما أنت يا أمطار؟ ما ذاك الخضمّ؟

أهوالواقع ما أسمع؟ أم صوتك حلم؟

أيّ شيء حولنا؟ ليل وإعصار وغيم

ورعود وبروق وفضاء مدلهمّ

أسفاً لست سوى حلم على الأرض قصير

تدفن الأحزان أيّامي ويلهوبي شعوري

لست إلّا ذرّة في لجّة الدّهر المُغير

وغداً يجرفني التيّار، والصّمت مصيري

وغداً تدفعني الأرض سحاباً للفضاء

ويُذيب المطر الدفّاق دمعي ودمائي

ما أنا إلّا بقايا مطر ملء السّماء

ترجع الرّيح إلى الأرض به ذات مساء

أمطري، دوّي، اغلبي ضجّة أحزاني ويأسي

أغرقيني، فلقد أُغرِقت في الآلام نفسي

املأي كأسي أمطاراً فقد أفرغتُ كأسي

واحجبي عنّي دُجى أمسي فقد أبغضت أمسي

مطر ناعم في خريف بعيد لمحمود درويش

مطر ناعم في خريف بعيد

والعصافير زرقاء، زرقاء

والأرض عيد

لا تقولي أنا غيمة في المطار

فأنا لا أريد

من بلادي التي سقطت من زجاج القطار

غير منديل أمي

وأسباب موت جديد

مطر ناعم في خريف غريب

والشّبابيك بيضاء، بيضاء

والشّمس بيّارة في المغيب

وأنا برتقال سليب

فلماذا تفرّين من جسدي؟

وأنا لا أريد

من بلاد السّكاكين والعندليب

غير منديل أمّي

وأسباب موت جديد

مطر ناعم في خريف حزين

والمواعيد خضراء خضراء

والشّمس طين

لا تقولي رأيناك في مصرع الياسمين

كان وجهي مساء

وموتى جنين

وأنا لا أريد

من بلادي التي نسيت لهجة الغائبين

غير منديل أمّي

وأسباب موت جديد

مطر ناعم في خريف بعيد

والعصافير زرقاء،زرقاء

والأرض عيد

والعصافير طارت إلى زمن لا يعود

وتريدين أن تعرفي وطني

والذي بيننا

وطني لذّة في القيود

قبلتي أُرسلت في البريد

وأنا لا أريد

من بلادي التي ذبحتني

غير منديل أمّي

وأسباب موت جديد