تاريخ الحجاز

تاريخ الحجاز

الحجاز

الحجاز هي أحد أقاليم شبه الجزيرة العربيّة الخمسة ( تُهامة، واليمن، ونجد، واليمامة، وكذلك الحجاز). والحجاز منطقة جبليّة تقع في الجزء الغربي والشّمال الغربي من شبه الجزيرة العربيّة الممتدة من معان من جهة رأس خليج العقبة وحتّى القنفذة ومنطقة ما بين الليث على شاطئ البحر الأحمر. وتُعتبر الحجاز مركزاً رئيسيّاً وروحيّاً للمسلمين؛ فهي المنطقة الّتي يَفُِد إليها المسلمون لأداء مناسك الحج والعمرة، وقد كانت هناك أسباب مختلفة لتسمية الحجاز بهذا الاسم ومن هذه الأسباب:[1][2]

  • تَحجز منطقة الحجاز بين المناطق المرتفعة الشّرقيّة وبين السّاحل الأحمر.
  • منطقة الحجاز منطقة محصورة ومحجوزة بين الجبال.
  • تعتبر منطقة الحجاز منطقة حاجزة بين الغور والشّام، كما أنّها منطقة حاجزة بين تُهامة واليمن.

تاريخ الحجاز

الحجاز قبل الإسلام

كما في باقي أجزاء شبه الجزيرة العربيّة انقسمت الحياة في الحجاز إلى قسمين رئيسيين وهما: حياة الاستقرار وحياة البداوة، ولأنّ منطقة الحجاز منطقة صحراويّة فإنّ حياة البداوة كانت السّائدة فيها، وظهور المدن والقرى لم يكن إلّا في مناطق متفرّقة في الواحات الخصبة، ومع ذلك فإنّ المدن في الحجاز لم تنفصل عن الحياة البدويّة من حولها بل إنّها تأثّرت بها في مختلف مجالات الحياة.[1]

قبل مجيء الإسلام إلى بلاد الحجاز كان لأهل الحجاز دياناتٌ متعدّدةٌ إلّا أنّهم كانوا في غالبيّتهم وثنيين، وقد كانوا يحجّون البيت ويمارسون طقوس العبادة من سعيٍ وإحرامٍ وطواف، وقد كان لبلاد الحجاز قبل الإسلام أهميّةٌ اقتصاديّة حيث تعتبر الحجاز جسراً بين البحر الأبيض المتوسط وبلاد الشّام من جهة، ومن جهة أخرى بين المحيط الهندي واليمن، وللحجاز أهميّة اقتصاديّة ففيها الطّريق البري الواصل بين شمال شبه الجزيرة العربيّة وجنوبها ومن هذا الطّريق تتفرع طرق تجاريّة نحو الشّمال الشّرقي والشّرق، ولأهميّتها حاول الرّومان واليونان السّيطرة عليها إلّا أنّهم لم يُفلحوا في ذلك، كما حاول أبرهة الأشرم السّيطرة على مكة وقاد جيشه عام 570 للهجرة نحوها إلّا أنّه لم يفلح في ذلك أيضاً.[3][1]

الحجاز في العصر الإسلامي

كانت الأحداث الأولى للدعوة الإسلاميّة في الحجاز وتحديداً في مكة المكرّمة منبع الإسلام، أما المدينة المنورة فتُعتبر مصدر غالبيّة الأحداث التّاريخيّة والتّشريع الإسلامي، كما أنّها أول عاصمة للدولة الإسلاميّة في التّاريخ، ومع ظهور الإسلام وانتشاره في بلاد الحجاز وتأسيس الدولة الإسلاميّة وُحّدت كامل الجزيرة العربيّة تحت ظلّها. وبعد العهد النّبوي في الحجاز توسّعت الدولة الإسلاميّة بشكلٍ أكبر في عهد الخلفاء الرّاشدين وقد كانت المدينة المنورة هي مركز الدولة الإسلاميّة إلّا أنّ مقتل الخليفة عثمان بن عفان والخلافات الّتي حدثت بين معاوية بن أبي سفيان وعلي بن أبي طالب كانت دليلاً على أنّ الحجاز لم تعد المركز الرئيسيّ الّذي تُدار منه شؤون الدولة بعد توسُّعها، ويمكن لنا أن نذكرتاريخ الحجاز بعد توسّع الدّولة الإسلامية بالنّقاط الآتية:[1][5][6]

  • الحجاز في العهد الأموي: مع بداية العهد الأموي أصبحت الحجاز إقليماً تابعاً للدولة الإسلاميّة ومرتبطاً بشكل مباشر بالخليفة، وقد قُسّمت الحجاز في ذلك الوقت إلى ثلاث مناطق رئيسيّة لكل منطقة مركزها، وهذه المناطق هي: مكة، والمدينة، والطّائف. وكان مركز ولاية الحجاز هي المدينة المنورة في ذلك الوقت إلا أن عبد الله بن الزبير قد جعل مكة المكرمة مركزاً لولاية الحجاز في عهده، وفي العهد الأموي لم يعد للحجاز امتيازات ماليّة كما كان لها في عهد الخلفاء الرّاشدين، إذ إنّ فائض الفيء -الجزية والخراج وكذلك عشور التّجارة- الّتي كانت تذهب إلى المدينة المنورة أصبحت تُرسل إلى دمشق، أما من النّاحية الدينيّة فقد بقي للحجاز امتيازاتها واحتفظت بمكانتها في الدولة الإسلاميّة.
  • الحجاز في عهد الدولة العباسيّة: بقيت الحجاز في عهد العباسيين إقليماً تابعاً للعاصمة العباسيّة بغداد، وكان الولاة في الحجاز من الأمراء العباسيين أو الشّخصيّات الّتي لها علاقة وثيقة ببني العباس. وقد تميّزت الحجاز وخصوصاً مكة والمدينة بازدهار الحياة العلميّة فيها، وبعد حادثة مقتل الحسين بن علي وقعت الحجاز في الفقر بعد أن منع العباسيون وصول المال لأهل الحجاز الذي كان يأتيهم من الأمويين. وقد أثر هذا الفقر على مختلف مجالات الحياة في الحجاز، إلّا أنّ علم الفقه وعلم الحديث لم يتأثرا بهذا الفقر؛ لأنّ الوازع الدّيني كان يدفع النّاس إلى طلب العلم مهما كانت الظّروف صعبة، وبعد ضعف الدولة العباسيّة سادت الفوضى في الحجاز بالإضافة إلى حدوث مجاعة أصابت أهلها، وفي ظل هذه المحنة تعرضت الحجاز لهجوم من القرامطة وقتلوا سكانها وسلبوا الحجر الأسود ونقلوه إلى البحرين.
  • الحجاز بعد القرن الثّالث الهجري: زاد نفوذ العلويين في الحجاز في النصف الثّاني من القرن الرّابع الهجري وبرزت سلالات حكمت الحجاز كانت تدين بالولاء لحكام مصر من فاطميين وأيوبيين وكذلك مماليك، وبعد أن سيطرت الدولة العثمانيّة على مصر أصبحت الحجاز من الممالك التّابعة للدولة العثمانيّة في عام 923 للهجرة، وكانت الحجاز تُدار من قبل ولاة تم إيفادهم من إسطنبول إلّا أنّ أمراء مكة بقوا في مواقعهم.
  • الحجاز في العصر الحديث: في عام 1916م ثار الشّريف الحسين بن علي أمير مكة على الدولة العثمانيّة وبمساعدة الإنجليز تمكن من تأسيس مملكة الحجاز عام 1918م، إلّا أن رفضه لمعاهدة فرساي جعل العلاقات مع الإنجليز سيئة، وزاد من سوء هذه العلاقات إعلان الملك الحسين في عام 1924م نفسه الخليفة، وهذا الإعلان قد زاد من مخاوف الإنجليز من فقدان سيطرتهم على بلاد الحجاز. كما حدث في عام 1924م أن استولت جيوش سعوديّة على الطّائف بعد معركة عنيفة، وسيطروا على مكة والمدينة دون حرب، ونُفي الشّريف الحسين بن علي من قبل الإنجليز إلى قبرص، وانتقل لقب ملك الحجاز في عام 1926م إلى ابن سعود، وبعدها بعام أصبح عبد العزيز بن سعود ملكاً على نجد أيضاً، وفي عام 1932م تم توحيد المملكة -الحجاز ونجد- تحت اسم المملكة العربيّة السّعوديّة.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "الحجاز في التاريخ الإسلامي"، www.islamstory.com، 8-8-2016، اطّلع عليه بتاريخ 16-3-2018. بتصرّف.
  2. ↑ قيس الجنابي (12-11-2012)، "تاريخ العرب قبل الإسلام"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 16-3-2018. بتصرّف.
  3. ↑ صلاح السوداني، الحياة الإجتماعية في الحجاز قبل اللإسلام، عمان - الأردن: مركز الكتاب الأكاديمي، صفحة 300. بتصرّف.
  4. ↑ صلاح السوداني، الحياة الإجتماعية في الحجاز قبل اللإسلام، عمان - الأردن: مركز الكتاب الأكاديمي، صفحة 319. بتصرّف.
  5. ↑ "دراسات في تاريخ العرب القديم"، www.shamela.ws، اطّلع عليه بتاريخ 17-3-2018. بتصرّف.
  6. ↑ "مملكة الحجاز ونجد"، www.amr.azq1.com، اطّلع عليه بتاريخ 17-3-2018. بتصرّف.