تاريخ غزوة أحد

تاريخ غزوة أحد
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

غزوات النبيّ

بعد أن هاجر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وأصحابه -رضوان الله عليهم- من مكّة المُكرَّمة إلى المدينة المنورة؛ فراراً بدينهم، ولتأسيس دولة إسلاميّة ذات استقلال وسيادة، مكثوا في المدينة المنورة بين أهلها زمناً حتّى أذِن الله -تعالى- لهم بالقتال، وكانت أولى غزوات النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- التي واجه فيها قريشاً هي غزوة بدر، وقد كانت تلك الغزوة سبباً في ظهور المسلمين وتمكينهم وتقوية شوكتهم، وبعد أن هُزِم مقاتلو قُريش بعدَّتهم وعتادهم وعددهم، وعادوا إلى مكة خائبين خانعين، عزموا في ذلك الوقت على ردِّ تلك الهزيمة وخطّطوا لها، وبعد فترةٍ ليست بالكبيرة استعاد المشركون قوّتهم، وجمعوا شتاتهم، وعزموا على غزو المدينة، وقتال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وأصحابه رضوان الله عليهم؛ حتى ينتقموا لقتلاهم في بدر، فمتى وقعت غزوة أُحُد؟ وما هي أسبابها ونتائجها؟

غزوة أُحد تاريخها وأطرافها

بيان تفاصيل غزوة أُحد فيما يأتي:[1]

  • تاريخ غزوة أُحد: وقعت أحداث غزوة أُحد في السابع من شهر شوال من السنة الثالثة للهجرة، وقيل في الخامس عشر.
  • مكان الغزوة: حصلت أحداث غزوة أُحد على مقرُبة من جبل أُحد، وهو أحد جبال المدينة المنورة.
  • أطراف غزوة أُحد: المسلمون من جهة، وقائدهم الرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم، وكُفّار قريش من الجهة الأخرى، وقائدهم أبو سفيان بن حرب، وكان حينها لا يزال على شِركه.
  • العدد والعُدّة: بلغ عدد المقاتلين المسلمين في هذه الغزوة سبعمئة مقاتل، أمّا عدد المشركين فقد بلغ ثلاثة آلاف مُقاتل، فالفرق بين عدد المسلمين وعُدَّتهم وعدد المشركين وعُدَّتهم كبير، إلّا أنّ ذلك لم يُؤثّر في عزيمة المسلمين ورغبتهم في الجِهاد.

سبب غزوة أُحد

بعد هزيمة المشركين في غزوة بدر، وعودة أبي سفيان بالقافلة والعير بأمانٍ إلى مكّة المكرمة، وعودة من قاتل في غزوة بدر من مُشركي مكّة مهزومين خائبين؛ حينها توجّه إلى أبي سفيان من أُصيب لهم قريبٌ في غزوة بدر كالآباء والإخوان والأبناء، وطلبوا منه أن يستخدم أموال القافلة التي عاد بها سالمةً في الحرب على المسلمين، والثأر لمن مات وأُصيب منهم، فخرجت قريش ومن حالفها من القبائل، كقبيلتي تُهامة، وكنانة.[1]

عند اقتراب المشركين من المدينة المنورة، عَلِم بهم النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فاستشار -صلّى الله عليه وسلّم- الصحابة في أن يلقَوا المشركين خارج المدينة المنوّرة، أو أن يتحصّنوا بها، فأشار عليه بعضهم بالخروج لملاقاة المشركين خارجها، وأشار آخرون إلى أن يتحصَّنوا بها ولا يخرجوا منها، وقد كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يميل إلى هذا الرّأي، لكنّ رأي الأغلبية كان مع الخروج من المدينة، وملاقاة المشركين.[1]

أخذ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- برأي الأغلبيّة، فخرج -صلّى الله عليه وسلّم- للقاء مُشركي قريش، وكان معه ألف مقاتل، وبعد خروجهم من المدينة مكر بهم زعيم المنافقين عبد الله بن أبي سلول، فرجع إلى المدينة ومعه ثلاثمئة من مُقاتلي المسلمين، وحُجَّته بالرّجوع أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- استمع إلى رأي فريق من المسلمين ولم يأخذ برأيه؛ إذ إنّه كان يرى أن يقاتلهم في المدينة المنورة.[1]

أحداث غزوة أُحد

نزل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- الشِّعب من جهة أُحد، في منطقة تُسمّى عدوة الوادي، حتى وصل إلى جبل أُحد، وجعل ظهر الجند إلى الجبل، وجعل عليه مجموعة من الرُّماة، وأمَّر عليهم عبدَ الله بن جُبير رضي الله عنه، وكان معه خمسون من الرُّماة، وأمره النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بعدم النزول عن الجبل سواءً انتصر المسلمون أو هُزِموا، كما أمره أن يحميَ ظهورَهم بالنِّبال.[1]

بدأ القتال بين الجانبين، وكان بقمّة القوة والشراسة، حيث قُتل جميع من حمل راية المشركين، كلّما حملها أحدهم قُتَِل، حتّى سقطت الراية مع حاملها، فلم ترتفع راية الشِّرك بعد ذلك، وكان عدد قتلى المشركين حينها أحد عشر قتيلاً، في حين لم يكن قد قُتِل من المسلمين أحد، فانهارت معنويّات المشركين وظهر النصر على أنّه للمسلمين، إلى أن تدخَّل خالد بن الوليد، وقد كان يومها مشركاً، فرأى ثغرةً يُمكن من خلالها أن يقلب سير المعركة لصالح المشركين، فالتفَّ مع مجموعة معه من خيرة فرسان المشركين، حتّى أحاط بجبل الرُّماة، إلّا أنَّ الرماة الذين أمرهم النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بالثبات على الجبل وحماية ظهره، أنزلوا على خالد بن الوليد ومن معه وابلاً من السهام، فرجع خالد بن الوليد، وكرّر ذلك مرّات عدّة، وكان يفشل في كلِّ مرة، فبدأ جيش المشركين يهمُّ بالانسحاب والتراجع أولاً بأوّلٍ جهة مكّة، وقد تركوا نساءهم خلفهم.[2]

لما رأى المسلمون انهزام المشركين وفرارهم، ترك الرماة أماكنهم وبدؤوا بجمع الغنائم، على الرّغم من تحذير الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- لهم، عندها انتهز المشركون هذا الموقف، فتقدّم خالد بن الوليد إلى جبل الرُّماة، وتبِعه عِكرمة بن أبي جهل، فقتلوا مَن بقي من الرُّماة، وقتلوا كذلك قائدهم عبد الله بن جبير رضي الله عنه، وهكذا تغيّر سير المعركة، وانقلبت النتيجة لصالح قريش، واختلّت صفوف المسلمين.[3]

نتيجة غزوة أُحد

قُتِل في غزوة أُحد سبعون من جيش المسلمين، بعد أن خالف الرُّماة أمر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وفي رواية أنّ عدد قتلى المسلمين بلغ ثلاثة وسبعين شهيداً، وقيل إنّهم أربعة وسبعون، أمّا جُند المشركين فقُتِل منهم ثلاثة وعشرون رجلاً، بعد أن كان عدد قتلاهم أعلى بكثير من عدد قتلى المسلمين.[3]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج د. محمد منير الجنباز (12-1-2017)، "أحداث غزو أُحد"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-11-2017. بتصرّف.
  2. ↑ أ.د. راغب السرجاني (17-4-2010)، "غزوة أُحد بداية القتال ونصر المسلمين"، WWW.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 22-11-2017. بتصرّف.
  3. ^ أ ب د.عبد الحميد حسين حمودة، تاريخ الدولة العربية الاسلامية، مصر: الدار الثقافية للنشر، صفحة: 155-157. بتصرّف.