صفات الخيل في سورة العاديات

صفات الخيل في سورة العاديات

صفات الخيل في سورة العاديات

لقد ذكر الله تعالى بعض صفات الخيل وقت النزال في المعارك، وما تثيره بذلك من بيان لشأنها وعظمة قدرها، عندما أقسم بخيل الجهاد في سورة العاديات،[1]حيث قال عز وجلّ: (وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا * فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا * فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا * فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا * فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا).[2]، ومن هذه الصفات:[3]

  • سرعة جري الخيل في وقت الغزوات، وما يصدر عنها من أصوات لأنفاسها.
  • إشعال الشرار بالقدح، من خلال ضرب حوافرها بالحجارة من سرعتها وقوّتها.
  • إغارة الخيل وجريها بسرعة على العدو في الصباح.
  • إثارة الخيل للغبار الكثيف.
  • وصول الخيل إلى وسط جموع الأعداء.

مكانة الخيل في الإسلام

ورد أن الله سبحانه وتعالى خلق الخيل قبل خلق سيدنا آدم عليه السلام بيوم أو يومين، كما قيل أن أول من ركبها هو سيدنا اسماعيل بن ابراهيم عليهما السلام، في حين أن أوّل من ركبها جارياً بها في سبيل الله هو المقداد بن الأسود رضي الله عنه، وقد كانت ترتبط عند العرب بصفات المروءة والكرم والشجاعة، حيث كانت تمتلك مكانة بارزة عندهم، فلا شكّ أن هذه المنزلة بقيت مع ظهور الإسلام، لا بل أكثر من ذلك عندما أقسم بها رب العزة في سورة العاديات والتي سُمّيت باسمها، إضافة إلى ورودها بالقرآن الكريم في خمس سور، كما حث الرسول صلّى الله عليه وسلّم على إطعام الخيل وإكرامها وعدم إذلالها، وتقديم الرعاية في تربيتها والإنفاق عليها، فقد قال رسول الله: (الخيلُ معقودٌ في نواصيها الخيرُ إلى يومِ القيامةِ الأجرُ والمغنمُ).[4]فالخيل مجاهدة في سبيل الله كجهاد المسلم، فقد تُجرح أو تُقتل وتحزن إذا ما هُزمت أو قُتل صاحبها، وتفرح إذا ما انتصرت.[5]

سورة العاديات

سورة العاديات مكية النزول، وجاءت واصفة الحرب بين الكفار والمسلمين، فبدأت بوصف الخيل وبيان مشهدها في المعركة، ثم توضيح جحود النفس البشرية، حتى تصل السورة في ختامها إلى مشهد خروج الموتى من القبور وظهور الأسرار،[6]وقد امتلكت السورة الكريمة العديد من الفوائد والحكم العظيمة، كقسم الله والذي لا يُقسم إلّا بشيء عظيم من مخلوقاته، والإشارة إلى تجهيز الخيل والعناية بها واقتنائها بهدف الجهاد في سبيل الله، وبيان ما قد يُعانيه المجاهدون في المعارك، فالإنسان مُعرض بأن يقع في البلاء، وأن قلبه هو الأساس في صلاحه أو فساده، إضافة إلى فائدة إثبات البعث بعد الموت وإحياء الله تعالى للأجساد بعد أن أصبحت تُراباً.[7]

المراجع

  1. ↑ "تفسير سورة العاديات وبيان الخيل المقصودة فيها"، fatwa.islamweb.net، 2006-7-19، اطّلع عليه بتاريخ 13-10-2018. بتصرّف.
  2. ↑ سورة العاديات، آية: 1-5.
  3. ↑ محيي الدين درويش (1415 هـ)، إعراب القرآن وبيانه (الطبعة الرابعة)، دمشق، بيروت: دار ابن كثير، صفحة 552-554، جزء 10. بتصرّف.
  4. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عروة بن أبي الجعد البارقي، الصفحة أو الرقم: 2852، صحيح.
  5. ↑ عدنان الأبرش (5-3-2014)، "الخيول العربية صديقة العربي في سلمه وحربه"، islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 13-10-2018. بتصرّف.
  6. ↑ جعفر شرف الدين (1420 هـ)، الموسوعة القرآنية، خصائص السور (الطبعة الأولى)، بيروت: دار التقريب بين المذاهب الإسلامية، صفحة 109-110، جزء 12. بتصرّف.
  7. ↑ أمين بن عبدالله الشقاوي (16-8-2014)، "فوائد وحكم من سورة العاديات"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-10-2018. بتصرّف.