كيف اقدر احفظ القران
الحِكمة من حفظ القرآن الكريم
جعل الله -تعالى- القرآن الكريم آخر كتاب سماويّ للبشر، وتعهّده بالحفظ من التّحريف؛ ليبقى الدّين سالماً من أيّ عيب، قال الله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)،[1] ومن حفظ القرآن الكريم من التحريف أن هيّأ له من يحفظونه في صدورهم، فلو حاول أحد أن يحرّف القرآن الكريم في السّطور، ردّه وأعاده إلى الصواب مَن حفظوه في صدورهم، فكانت تلك الحِكمة لحفظ القرآن الكريم من أفضال حفظ القرآن الكريم، وكذلك فإنّ مَن يحفظ القرآن الكريم يكون معه قرآنه أينما حلّ وارتحل، ويستطيع أن يصلّي إماماً ومنفرداً ولا شكّ أن مَن يريد الصّلاة لا بدّ أن يكون حافظاً لشيء من القرآن الكريم ليتلوه في صلواته.[2]
طرق وأساليب حفظ القرآن الكريم
هناك خطوات عمليّة إذا اتّبعها المسلم وواظب عليها وُفّق لحفظ القرآن الكريم؛ منها:[3][4]
- إخلاص النّيّة لله تعالى، فأهمّ خطوة يبدأ منها المسلم هو استحضار أنّ ما يحفظه من القرآن الكريم هو توجّه لله -تعالى- ومن أجل نيل رضاه.
- الاستماع إلى الآيات المراد حفظها ممّا يصحّح النطق والتلاوة أوّلاً ويُزيل أي لحن قد يقع الإنسان به، وعلى المسلم أن يختار قارئاً مُتقناً يأخذ عنه، فأفضل ما يُتعلّم القرآن بالتلقّي، حيث تلقّاه الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- عن جبريل عليه السّلام، وتلقّاه الصحابة -رضي الله عنهم- عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
- تحديد المقدار المراد حفظه، فيضع القارئ نُصب عينيه هدفاً يسعى لتحقيقه وذلك أرجى لأن يتمّ مراده، فبدون هدف يسعى الإنسان للوصول إليه قد يتشتت ذهنه ويتأخر عن مراده.
- التغنّي بالقرآن الكريم حين تلاوته لدفع السآمة والملل أولاً، ولحفظ نمط ونغمة تُعين على تثبيت الحفظ ثانياً.
- إجادة الحفظ لكلّ مقدار تمّ تحديده ثمّ الانتقال إلى سواه فالأفضل ألّا ينتقل الحافظ إلى آيات جديدة إلّا بعد الانتهاء ممّا سبق.
- المحافظة على رسم مصحف واحد حتى لا يتشتت الذهن إلى قراءة أخرى فتختلف القراءات ويلتبس على الحافظ حفظه.
- التسميع الدّائم؛ فعلى الحافظ للقرآن ألّا يعتمد على تسميعه لنفسه طوال الوقت، بل يجب عليه تلاوة ما حفظ على حافظ آخر حتى يطمئنّ لحفظه جيّداً.
- الفهم سبيل للحفظ، فإذا فهم القارئ الآيات المحفوظة واستطاع إيجاد وجه ارتباط بينها كان ذلك مُعيناً كبيراً لحفظها.
- الاجتهاد في ربط أوّل السورة مع نهايتها حتى يتمّم القارئ كلّ السورة مجتمعة قبل البدء بسواها.
- المراجعة الدائمة لما تمّ حفظه عملاً بوصيّة الرّسول صلّى الله عليه وسلّم؛ حيث قال: (تعاهَدوا هذا القرآنَ؛ فوالذي نفسُ محمدٍ بيدِه لهو أشَدُّ تفَلُّتاً من الإبِل في عُقُلِها).[5]
- التركيز على المتشابهات، فمواضع الآيات المتشابهة مع الفرق اليسير الذي بينها كثيرة، فمن تنبّه إلى ذلك سهل عليه تثبيت الآيات.
- البدء باكراً بحفظ القرآن الكريم، فأفضل سنوات الحفظ تكون بين الخامسة والثالثة والعشرين؛ فمن أراد البدء بحفظ القرآن فليغتنم سنوات شبابه وصفاء ذهنه.
- الدعاء لله -تعالى- والإلحاح عليه بالإعانة والهداية لتثبيت الحفظ وتعاهده.
- الاستغفار وترك المعاصي؛ فإنّ طهارة القلب سبب لقبول القرآن وفهمه.
- الصبر والهمّة العالية؛ فلا شكّ أنّ في طريق الحفظ معيقات وصعوبات والصبر مفتاح تذليلها.
فَضْل حفظ وتلاوة القرآن الكريم
القرآن الكريم هو كلام الله -تعالى- المعجِز والمتعبّد بتلاوته؛ أيّ يتعبّد الإنسان لله -تعالى- بتلاوته، ولقارئ القرآن أجور عظيمة وردت في أحاديث النبيّ صلّى الله عليه وسلّم؛ منها: قوله إنّ لكلّ حرفٍ يقرأه الإنسان عشر حسنات، فالألف حرف، واللام حرف، والميم حرف، فذلك فضل من اعتاد تلاوة القرآن، وإنّ الحافظ لكتاب الله -تعالى- مكانة عظيمة عند الله -تعالى- في الدنيا والآخرة، وبيان بعضها فيما يأتي:[6][7]
- حفظ القرآن الكريم سنّة عن الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، إذْ إنّ الرّسول -عليه الصّلاة والسّلام- حفظه وكان جبريل -عليه السّلام- يراجعه معه كلّ عام.
- حفظ القرآن الكريم يحمي صاحبه من النّار بإذن الله تعالى، حيث قال الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: (لو جُعِل القرآنُ في إهابٍ، ثمَّ أُلقي في النَّارِ؛ ما احترق).[8]
- القرآن الكريم يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه ومن تعهّده بالحفظ والتّلاوة، فالنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كان يحثّ أصحابه -رضي الله عنهم- على تلاوته وحفظه مُقرناً ذلك بالشفاعة يوم القيامة.
- حُفّاظ القرآن الكريم هم أهل الله وخاصّته.
- حفظ القرآن الكريم يرفع صاحبه في الدّنيا قبل الآخرة، فحافظ القرآن يقدّم للإمامة في الصّلاة، ويقدّم على غيره في القبر لجهة القِبلة إذا كان هناك اضطرار لدفنهما معاً، ويُقدّم على غيره في الرئاسة والإمارة إذا كان على قدر ذلك.
- الغِبْطة التي أوصى بها الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- أن يغبِط الإنسان رجلاً آتاه الله القرآن الكريم فهو يحفظه ويعمل به.
- حافظ القرآن الكريم يُحلّى ويلبس تاج الكرامة وترفع درجاته عالياً في الآخرة؛ حيث ورد في الحديث النبويّ: (يجيءُ صاحبُ القرآنِ يومَ القيامةِ فيقولُ القرآنُ يا ربِّ حَلِّه فيلبسُ تاجَ الكرامةِ ثمَّ يقولُ يا ربِّ زِدْه فيلبسُ حُلَّةَ الكرامةِ ثمَّ يقولُ يا ربِّ ارضَ عنه فيرضَى عنه فيُقالُ له اقرأْ وارقَ ويزدادُ بكلِّ آيةٍ حسنةً).[9]
- حافظ القرآن الكريم مع الملائكة الكرام في الجنّة كما ورد في الحديث الصحيح؛ وهو: (مثَلُ الَّذي يقرَأُ القرآنَ، وهو حافِظٌ له، مع السَّفَرةِ الكِرامِ البرَرةِ، ومثَلُ الَّذي يَقرَأُ القرآنَ، وهو يتَعاهَدُه، وهو عليه شَديدٌ، فله أجرانِ).[10]
المراجع
- ↑ سورة الحجر، آية: 9.
- ↑ "الحكمة من حفظ القرآن الكريم في الصدور"، www.fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-26. بتصرّف.
- ↑ "طريقة حفظ القرآن الكريم"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-10. بتصرّف.
- ↑ "خطوات حفظ القرآن الكريم"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-10. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم: 791، صحيح.
- ↑ " مزايا حافظ القرآن في الدنيا والآخرة"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-26. بتصرّف.
- ↑ "فضل حفظ القرآن الكريم "، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-26. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن عقبة بن عامر، الصفحة أو الرقم: 3562، إسناده حسن.
- ↑ رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2/299، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 4937، صحيح.