كي يتوب العبد إلى الله -تعالى- توبةً نصوحةً؛ عليه أوّلاً أن يقلع عن الذنب، ومن ثمّ يندم على فعله، ويعزم على ألّا يعود إليه، وأن يُرجع الحقوق إلى من ظلمهم، أو يطلب البراءة منها، كما تستلزم التوبة أموراً أخرى؛ كالإخلاص لله في ترك الذنب، فيكون ترك التائب للذنب لله لا لشيءٍ أو سببٍ آخرٍ سواه، كأن يكون الإنسان غير قادرٍ على فعل الذنب أو على معاودته، أو لخوفه من كلام الناس، أو لعجزه عن فعل المعصية؛ لأمرٍ خارجٍ عن إرادته، وتستلزم التوبة أيضاً استشعار قبح وضرر الذنب، والمبادرة إليها وعدم تأخيرها، واستدراك ما فات من حقوق الله، ومفارقة مكان المعصية إن كان سبباً في العودة إليها، ومفارقة أصحاب السوء.[1]
ممّا يعين العبد على التوبة لله -تعالى-:[2]
التوبة واحدةٌ من أعظم العبادات ، وهي سببٌ لمغفرة الذنوب، وموجبةٌ للرحمات وتبديل سيئات العبد إلى حسناتٍ، ونزول بركات الله من السماء، وهي سببٌ للفلاح ودخول الجنّة، والوقاية من النار، وهي سببٌ للإيمان أيضاً، وفي نيل دعاء الملائكة للتائبين، والله -سبحانه- يفرح بتوبة العبد، فالتائب بتوبته يُرضي الله ويحقّق طاعته.[3]