كيف أتعامل مع حبيبي العنيد

كيف أتعامل مع حبيبي العنيد
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

الشريك العنيد

تتعرَّض بعض العلاقاتِ لاضطراباتٍ؛ بسبب وجودِ صفةٍ مُزعِجةٍ مُؤقَّتة، أو دائمةٍ في أحدِ الشريكَين؛ الأمر الذي يتسبَّب بإيجاد مشاكلَ عديدةٍ؛ لعدم قدرة الطرف الآخرِ على التعامل مع هذه الصفة. ومن الصفات التي تَصدُرُ من بعض الرجال وتعاني منها النساء، صفة العِناد، فالعِناد يعني الإصرار على سلوك ما، وعدم التراجُع عنه حتى وإن كانَ مُخالِفاً لرغباتِ الآخرين، أو مُتسبِّباً بالضرَر لهم، وعادةً ما يظهر هذا السلوك على شكل عصبيّة، وعدوانيّة، وتحدٍّ؛ ممّا يزيد التعامُلَ مع العِناد صعوبةً.[1]

والشريك العنيد شخصٌ غير مَرِن، ولا يستمع للآخرين، كما أنّه لا يقبل أن يقدِّم التنازلات، ولا يتقبّل النَّقد واللَّوم، فإذا انتُقِد زادَ عناده، ويُصِرّ العنيد على آرائه وقراراته حتى وإن كانت خاطئة، وهو شخصيّة تحبُّ السيطرة، وإصدار القوانين دونَ الرجوع للشريك الآخر، وهو يتوقَّع دائماً تنفيذ هذه القوانين من قِبَلِ الجميع دونَ جدالٍ، أو نقاشٍ.[2]

كيف أتعامل مع الشريك العنيد

إنّ مُواجَهةَ العِنادِ بالطريقةِ الخاطئة، كمُقابَلته بالعِناد، قد تزيد الأمر تعقيداً، فالشريكةُ التي تتعامل مع شريكٍ عنيدٍ تحتارُ في الطريقة المُناسِبة لإجراءِ حوارٍ، أو نقاشٍ في موضوعٍ مُشترَكٍ؛ فهو لا يستمع لها، ولا يسمح لها بالتعبير عن رأيها، كما أنّه لا يعترف بخطئه؛ لذا لا بدّ من اتّباع بعض النصائح للتعامُل مع الرجل العنيد. وفي ما يأتي بعض الأمور التي يجب فِعلُها، أو يجب تجنُّب فِعلِها أثناء التعامُل مع الشريك العنيد:[2][3]

  • الحِوار بطريقة هادئة؛ فمقابلة الصراخ والعصبيّة بمثلها لا تزيد المَوقِف إلا صعوبةً، بالإضافة إلى أنّ الاستماع إليه دونَ مقاطعة، يساعد على عدم انفعاله؛ وبالتالي عدم تحوُّل الحوار إلى مُشاجَرة.
  • تقوية علاقاته الاجتماعيّة؛ وذلك من شأنه زيادة قدرته على الاستماع، وضبط غضبه.
  • التقرُّب من الشريك، وإعطاؤه حافِزاً إيجابيّاً في العلاقة، والتغاضي عن أخطائه، وعدم تتبُّعها والاستمرار بمُعايَرته بها.
  • البُعد عن العصبيّة والكلمات القاسية أثناء الحِوار مع الشريك، واستخدام الأسلوب العاطفيّ والحنون معه.
  • عدم إصدار أوامر له، وعدم مُخالَفة جميع قراراته؛ لأنّ ذلك يزيده عناداً وتحدّياً.
  • الابتعاد عن الإلحاح والطلبات المُتكرِّرة في حال رفضه لها؛ لأنّه لن يتجاوب مع الإلحاح.
  • انتظار اللحظة المناسبة لعرض وجهة النَّظر، وطَرْحِها بشكل مُتدرِّج؛ حتى لا تكون شديدة عليه.
  • انتقاء الكلمات الصحيحة أثناء الحِوار، والابتعاد عن الكلمات السلبيّة، مثل ( لا، أنتَ مُخطِئ)، وغيرها من الكلمات؛ فالانتقاء الصحيح يُحوِّل مسار الحديث من قتال إلى حوار إيجابيّ.
  • مُحاوَلة السيطرة على الرغبة في الجِدال معه، أو إثبات الخطأ في رأيه وإقامة الحُجّة عليه.
  • قد يكون الشخص العنيد مُخطِئاً، إلّا أنّه يجب إظهار الاحترام لوجهة نظره مهما كانت، وعدم افتراض خطئه لمُجرَّد عِناده.
  • عدم محاولة تغيير الشخص العنيد بشكل كامل، فالعِناد قد يُستغَلّ بطريقة إيجابيّة؛ إذ إنّه يساعد على المُثابَرة، ومُتابَعة تحقيق الأهداف.
  • التحلّي بالصبر؛ فالشخص العنيد لن يتغيّر خلال وقتٍ قصيرٍ، ولا حتى بسهولة، بل يحتاج إلى التدرُّج شيئاً فشيئاً حتى يصبح أقلّ عِناداً؛ لذلك يجب عدم توقُّع التغيُّر السريع من قِبَلِه؛ حتى لا يتسبب ذلك بأيّ أذىً له، أو بخيبة الظنِّ لمن حوله.[4]

أسباب العِناد

يعود السبب في عِناد الرجل إلى مجموعة من العوامل، قد تكون أساساً لتشكُّل صفة العِناد لديه، منها أسباب تتعلَّق بالبيئة التي نشأ فيها، ومنها ما يتعلَّق بالبيئة التي يعيشها في وقته الحاليّ. ومن هذه الأسباب:[4][5]

  • قلّة الثقة بالنفس: في بعض الأحيان، قد يكون السبب الرئيسيّ للعِناد هو ضعف الثقة بالنفس؛ ممّا يؤدّي للقلق المُستمِر؛ فعندما يتعرَّض الشخص الذي يعاني من قلّة الثقة بالنفس إلى موقف جديد، أو اعتقاد جديد يخالِف أفكارَه، يشعر بالقلق، ويواجِهُه بالرفض والتعنُّت؛ إذ إنّه برفضه هذا يخفي قلقه وضعفه.
  • عدم النضوج: فيكون الشخص غيرَ ناضجٍ فكريّاً؛ وهذا يتسبّب بعدم قدرته على التمييز بين الصواب والخطأ.
  • التمَركُز حول الذات: حيث يشعر الشخص بأنّه الأكثر ثقافةً وعلماً، وبأنّه الأفضل؛ لذلك يجعل رأيه فوق الجميع، ولا يقبل أن يستمع لهم.
  • المُحيط الاجتماعيّ: إذ إنّ الطفل عندما يعيش في جوّ أسريّ مَشحون بالعِناد، فإنّه يكتسب هذه الصِّفة دونَ أن يشعر؛ ممّا يجعلها جزءاً أساسيّاً من شخصيته عندما يَكبر.
  • العلاقة مع الشريك: فإذا كانت العلاقة مع الطَّرَف الآخر قائمة على الحبّ والاحترام، سيسعى الشخص للسيطرة على عِناده حتى لو كان جزءاً أساسيّاً من شخصيّته، أمّا إذا كانت العلاقةُ غير مُريحة، وفيها شيءٌ من التحدّي للطَّرَفِ الآخر، فإنّ العناد سيظهر حتى وإن لم يكن موجوداً، وسيزدادُ إن كانَ موجوداً.
  • عدم القدرة على التعبير: عندما يتعرَّض الإنسانُ لمَوقفٍ لا يستطيعُ فيه أن يُقنعَ الطَّرَفَ الآخرَ برأيه، فإنّه يلجأ للعِناد.
  • ضعف التواصُل: إنّ الإنسان الذي لا يستطيع التواصُل مع الناس، ولا يفهمهم، سيكون عنيداً.
  • الإجهاد: فالتعب يولِّد انفعالاً في التصرُّفات، وفي هذه الحالة يكون العِنادُ مُؤقَّتاً.

أنواع العِناد

ينقسم العِناد اعتماداً على طبيعته إلى نوعين: عِناد المَوقِف، حيث يكون المَوقِف مُؤقَّتاً، ومُرتبِطاً بمَوقفٍ أو رأيٍ مُعيَّن، إذ لا يكون الشخص عنيداً بطَبْعه ، بل يكون مُنفعِلاً في مَوقِف ما مع شخصٍ ما، فيظهر تصرُّفه على شكل عِناد، وينتهي بالاعتذار، وعِناد الطَّبع، الذي يُعتبَرعناداً دائماً، ينشأ مع الشخص منذ طفولته. ويحتاج الأشخاص الذي يتعاملون مع صاحب الطبع العنيد للصَّبر، والتفهُّم، واتِّباع النصائح السابقةِ في التعامُل معه.[6]

ولا بدّ من التفريقِ بين العِنادِ السلبيّ الذي يُصمِّم فيه الشخصُ على رأيه رغمَ معرفته بخطئه، والعِناد الإيجابيّ الذي يتَّخِذه الفردُ كنوعٍ من التصميمِ، وقوّة الإرادةِ، والسعيِ لتحقيق هدفٍ معيّن، حتى وإن حاولَ الكثيرونَ إحباطَه ودَفْعَه للتخلّي عن هدفه، فالعنادُ قد يعني المثابرة، وهي سمة مهمّة للنجاح؛ لذا قبلَ أن يحاولَ أحدهم تغييرَ شخصٍ عنيدٍ، عليه أن يفكّر في كيفيّة الاستفادةِ من هذه الصفة وتحويلها لتصبحَ قوّة للفرد.[6]

المراجع

  1. ↑ عائشة بدوي (2009)، أساليب تعامل المعلم مع التلميذ العنيد، الجزائر: جامعة قاصدي مرباح، صفحة 22. بتصرّف.
  2. ^ أ ب يسرا فيصل (27-2-2016)، "11 نصيحة للتعامل مع زوجك العنيد"، مجلة سيدتي. بتصرّف.
  3. ↑ June Silny, "ays To Deal With Stubborn People And Convince Them To Listen"، www.lifehack.org, Retrieved 9-4-2018. Edited.
  4. ^ أ ب Eduardo Chapunoff,Howard Paul (2012)، The Heart of Psychology, USA: AuthorHouse, Page 194،197. Edited.
  5. ↑ د.ياسر نصر (2011)، فن التعامل مع الزوج العنيد والزوجة العنيدة (الطبعة الأولى)، القاهرة : مؤسسة بداية، صفحة 84،114،117. بتصرّف.
  6. ^ أ ب د. جسام المطوّع (29-9-2014)، "العنيد "الراس اليابس" كيف نتعامل معه"، www.drjasem.com، اطّلع عليه بتاريخ 20-3-2018. بتصرّف.