كيف أساعد طفلي على حفظ القرآن
حفظ القرآن الكريم
يعدّ حفظ القرآن الكريم مشروعٌ متاحٌ للمسلمين جميعاً، فهو لا يقتصر على أحدٍ معيّنٍ، ولا يقتصر كذلك على الذكاء أو العمر، وهو مشروعٌ لا خسارة فيه، ففي كلّ حرفٍ يتلوه المسلم عشر حسنات، والله يضاعف لمن يشاء، وفي حفظ القرآن اقتداءٌ بالرّسول صلّى الله عليه وسلّم، وبالسّلف الصّالح، وفي حفظه علوٌّ ورفعةٌ في الدّنيا والآخرة، وهو سببٌ في دخول جنّات النّعيم، والنّجاة من نيران جهنّم، وينال حافظه الشّفاعة يوم القيامة، وما أكثر الأجور المترتّبة على حفظ القرآن الكريم! لذلك على المسلم أن يسعى للمداومة على قراءة القرآن الكريم وحفظه.[1]
طرق مساعدة الوالدين لأطفالهم في حفظ القرآن الكريم
إنّ حفظ القرآن الكريم للأطفال ليس بالأمر الصّعب، لكن يجب اتّباع الطّرق والوسائل التي تجعل منهم حفظة، وتجعلهم متلهّفين ومشتاقين لحفظ كتاب الله تعالى، وهنا يأتي دور الوالدين في كيفيّة تيسير الموضوع لأطفالهم، ويجب عليهم الاستعانة بالله تعالى، وتحبيب أطفالهم في الحفظ، وتشجيعهم وبثّ الحماس في نفوسهم، ومن الطّرق الّتي تساعدهم على ذلك ما يأتي:[2]
- قيام الأمّ في مرحلة الحمْل بسماع القرآن الكريم؛ لأنّه حسب دراسات بعض العلماء وجدوا أنّ الجنين في بطن أمّه ينعكس عليه كلّ ما تقوم به وتسمّعه، فإذا قرأت الأمّ القرآن الكريم واستمعت له، فإنّ الجنين يتأثرّ بذلك، ويعود عليه ما فعلته أمّه بالخير والبركة.
- قيام الأمّ في مرحلة الرّضاعة بتلاوة القرآن الكريم والاستماع لآياته؛ فقد أثبت العلماء أنّ الطّفل الرّضيع يدرك ما حوله ممّا يحيط به، لأنّ الإحساس بسماع ما حوله قد بدأ يتنمّى عنده، ويمكنه الاستفادة منه لاحقاً، لذلك على الأمّ أن تحرص على سماع القرآن أو قراءته بحسب ما تستطيع، وبحسب الأيسر لها، حتّى تسهّل على أطفالها حفظ القرآن مستقبلا.
- حرص الوالدين على تلاوة القرآن بشكلٍ متكرّرٍ أمام أطفالهم؛ فهم بطبعهم يقلّدون والديهم بكلّ ما يفعلون، فإن رأوا إكثار والديهم من تلاوة القرآن أمامهم، فإنّهم سيحبّونه، ويحرصون على حفظه، وستشهد بيوتهم الخيرات والبركات.
- تقديم الهدايا للأطفال، ومن أعظم هذه الهدايا المصاحف، فمن المعروف أنّ الأطفال يحبّون ممتلكاتهم، ويسعون للحفاظ عليها، فإذا تمّ إهداء المصحف لهم سيكون ذلك دافعاً لحفظه وتعهّده.
- تشجيع الأطفال حين إنهائهم لقراءة القرآن الكريم وختمه، فمن الممكن أن يقوم الوالدين بصنع حفلةٍ بسيطةٍ جزاء ذلك، أو شراء الهدايا؛ حتّى يتشجّع الطفل دائما على القراءة.
- سرد قصص القرآن الكريم على الأطفال، ومناقشتهم في المستفاد منها.
- قيام الوالدين بعقد المسابقات بين الأبناء في البيت؛ لتحفيز الجميع، وتكون هذه المسابقات متعلّقة بالقرآن الكريم، كحفظ قصار السّور منه، والسّؤال عن بعض المعلومات الواردة في الآيات الكريمة.
- تعليم الأطفال العلوم الحسابيّة، والعلوم الحياتيّة، والعلوم اللغويّة، من خلال آيات القرآن الكريم، فيمكن تعليمهم كيفيّة الحساب من خلال ذكرهم لعدد الرّكعات في الصّلوات، وغير ذلك من الأمثلة.
- تشجيع الأطفال على اصطحاب المصحف معهم أينما اتّجهوا وذهبوا، من خلال ذكر فضائله، وأهميّته بالنّسبة لهم.
- تعويد الأطفال عند مشاهدة التّلفاز على اختيار القنوات التي تعرض ما يتعلّق بالقرآن الكريم، خاصّة ما يتعلّق منها بالمسابقات؛ والتي تبثّ روح التّنافس بينهم في الحفظ، وهنا يأتي دور الوالدين في تعزيز ثقتهم بأنفسهم، من خلال استخدام العبارات التي تشعرهم بالاستطاعة على التفوّق في الحفظ مثل الأطفال الذين يشاهدونهم على التّلفاز.
- استخدام وسائل التّكنولوجيا الحديثة في الحفظ؛ لِما لها من دورٍ في تسهيل عمليّة الحفظ، فمن الممكن أن يقوم الطّفل بتسجيل صوته حال تلاوته لآيات القرآن بشكلٍ متكرّرٍ، ثمّ معاودة سماعها مرّةً أخرى للتّعرف على الأخطاء الّتي وقع فيها، ولها إيجابيّة في شعور الطّفل بحصوله على ما يرغب فيه؛ فالأطفال معروفون بحبّهم لوسائل التّكنولوجيا، لذلك من الأفضل استخدامها فيما فيه خيرٌ وفائدةٌ لهم.
- تشجيع الوالدين أطفالهم دائماً على المشاركة في المسابقات التي تعقد لحفظ القرآن في أيّ مكانٍ كانت؛ لأنّ الجماعة تشجّع على التّنافس، وبالتّالي الإنجاز في الحفظ، والشّعور بالقدرة على فعل الشّيء.
- ربط الطّفل بمدرسته، من خلال مشاركته في الفعاليّات المنعقدة فيها، والخاصّة بالقرآن، وهنا يجب التّنبيه على ضرورة التّواصل بين الوالدين والهيئة التّدريسيّة، فإنّ ترغيب الوالدين في المشاركة في هذه الفعاليّات، وثناء الهيئة التّدريسيّة على الأطفال، يشجّعهم على المزيد من التّقدم في حفظ القرآن.
- الانتباه لكلّ ما يقوم به الطّفل أثناء حفظه للقرآن الكريم والاهتمام بذلك، فإذا قرأ الطّفل أمام والديه القرآن، أو حدّثهم عن بعض المعلومات والقصص الواردة فيه، فإنّ عليهم التّركيز معه، وإعطائه اهتماماً كبيراً، وتحفيزه على فعل المزيد، والقيام برصد الأخطاء لتصحيحها له؛ ممّا يولّد لدى الطّفل دافعيّةً كبيرةً في الاستمرار والتّقدم.
- الحرص قدر المستطاع على تنبيه الأطفال على موضوع الإمامة في الصّلاة؛ حتّى تتعزّز ثقتهم بأنفسهم، وحتّى يسهل عليهم حفظ القرآن.
- عقد درساً بشكلٍ أسبوعيٍّ في البيت، لتعليم علوم القرآن الكريم.
- ذهاب الطّفل إلى الحلقات المنعقدة في المساجد؛ فلذلك أثرٌ كبيرٌ في التعلّم الصّحيح لأحكام تلاوة القرآن.
- شرح معاني آيات القرآن للطّفل، وتفسيرها له، كلٌّ بحسب عمره.
أسباب تدفع لتنشئة الاطفال على حبّ القرآن الكريم
هنالك أسبابٌ متعدّدة تدفع إلى تحبيب الأطفال بالقرآن الكريم، وقربهم منه أكثر، ومن هذه الأسباب:[3]
- إنّ في اتّباع القرآن هدايةٌ للحقّ، وبعدٌ عن الضّلال والشّقاء.
- إنّ للقرآن دوراً كبيرا في تأصيل العقيدة الإسلاميّة في النّفوس.
- إنّ القرآن يؤدّي لسكينة النّفس، وطمأنينتها، وشعورها بالرّضا والقناعة.
- إنّ تعلّم الطّفل للقرآن منذ صغره، يؤدّي إلى تمسكه بمبادئ القرآن، واتّباعها في عمله أيّاً كان.
- إنّ حفظ القرآن فيه حفظٌ للطفل؛ فمن يحفظ القرآن الكريم سيحفظ لسانه عن القول الزّور، والقول السّيء.
- إنّ الطّفل أمانةٌ عند والديه، لذلك وجب على الوالدين العناية به، وحفظه، وتربيته تربيةً روحيّةً سليمة، وإنّ تربية الطّفل على حبّ القرآن وتعلّمه خير تربيةٍ له.
- إنّ تربية الأطفال على حبّ القرآن فيه تأصيلٌ لبرّ والديهم.
المراجع
- ↑ "لماذا نحفظ القرآن؟ "، www.islamway.net، 12-5-2014، اطّلع عليه بتاريخ 27-1-2019. بتصرّف.
- ↑ د. المصطفى إيدوز (6-6-2012)، "كيف أساعد أطفالي على حفظ القرآن الكريم؟"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-1-2019. بتصرّف.
- ↑ د.أماني الرمادي، "كيف نُعين أطفالنا على حب القرآن الكريم ؟!!"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-1-2019. بتصرّف.