كيف أتعلم العربية

كيف أتعلم العربية

منزلة اللغة العربيّة

تُعدّ اللغة العربيّة اللغة العالميّة السادسة رسميّاً من حيث أهميتها التعليميّة مع الإنجليزيّة والفرنسيّة والإسبانيّة والروسيّة والصينيّة، ولها تاريخ عريق، وقد تميزت بمكانتها بين سائر اللغات، ورغم عراقتها وقدمها فهي لم تتبدّل أو تتغير، وظلت متداولة على ألسنة العرب والعَجم، في حين أن أصول اللغات الأخرى تبدلت وتحولت، وتحظى اللغة العربيّة بوفرة مفرداتها وتجدّد مفاهيمها، وتعدد اشتقاقاتها، ووضوح مفرداتها ودلالاتها، وقد رفع من شأنها أنّ الله تعالى قد اختارها لتكون لغة كتابه الكريم،[1][2] لذلك يحرص كل مسلم حتى لو لم يكن عربيّاً على تعلم اللغة العربيّة. أما عن مفهوم تعلم العربيّة فغالباً ما يُقصَد به تعليمها للناشئة أو للناطقين بغيرها، لأن الطفل عادة ما يكتسب اللغة من البيئة المحيطة به، وقد أدرك العرب الأوائل أهميّة المعايشة، فأرسلوا أولادهم إلى البادية لاكتساب اللغة العربيّة الفصيحة.[3]

علوم اللغة العربيّة

تنقسم علوم اللغة العربيّة إلى علوم عديدة تشمل النحو والصرف والبلاغة وعلم العَروض.[4] وفيما يلي تعريف لهذه العلوم:[5]

  • النحو: هو علم معرفة أحوال الكلمات من حيث البناء والإعراب من رفع أو نصب أو جرّ.
  • الصرف: هو علم يُعنى ببنية الكلمة من تغيير أو تحويل.
  • البلاغة: وتعني الوضوح والبيان والفصاحة في القول، ويختصّ علم البلاغة بعلم المعاني كالخبر والإنشاء والتقديم والتأخير، وبعلم البيان كالتشبيه والمجاز، وعلم البديع كالمحسنات المعنويّة، مثل الطباق، والمحسنات اللفظيّة مثل الجناس.[6]
  • العَروض: هو علم يُعرف به صحيح وزن الشعر من فاسده، وقد وضعه الخليل بن أحمد الفراهيدي.[7]

كيفيّة تعلّم اللغة العربيّة للناطقين بغيرها

يحتاج الكثير من غير الناطقين باللغة العربيّة إلى تعلّم اللغة العربية لقراءة القرآن الكريم، وتعلم الدين الصحيح، أو لاستكمال دراستهم في إحدى الدُول العربيّة، وفيما يلي بعض الأمور المساعدة على تعلُّم اللغة العربيّة:

  • الدافع التعليمي: من المنطقي أن يتعلم طالب ذو رغبة قويّة اللغة بشكل أحسن وأسرع، فإن لم توجد لدى المتعلم الرغبة في التعلم فإن هذا سيبطئ من تعلمه، ويتكون الدافع من أربعة عوامل هي: الهدف وهو تعلم اللغة العربيّة، والمجهود المبذول لتعلمها، والرغبة في تحقيق الهدف، وتوفر توجه جيد لتحقيق الهدف، كتوفر موجِّه أو معلّم.[8]
  • تعلم المفردات: إن صياغة الجمل تعتمد على استعمال مفردات معروفة، ويستطيع المتعلم أن يستخدم معاجم بسيطة، سواء مترجمة إلى لغته أو من الإنترنت ليكتسب المفردات منها ويحفظها.[9]
  • التفاعل والمحادثة: إذ إن التواصل مع المتحدثين باللغة العربيّة أو غيرهم ممن يتعلمونها يسهم في تطور اللغة لدى المتعلم، ويُفضَّل أن يبحث المتعلم عمّن يعلمه من ذوي الاختصاص، وقد انتشرت في الآونة الأخيرة المراكز التعليميّة التي تهتم بتعليم الناطقين بلغات أخرى، فالمعلم وسيلة يستطيع المتعلم من خلاله تعلم نمط القواعد في أثناء حديثه، وممارسة اللغة، وتعلم مفردات جديدة، وهذا يحدث عندما يحاول المتعلم أن يستغل وقت المحادثة للتنبؤ بمعنى الكلام، وهو أيضاً يحدث عندما يستغل المتعلم المحادثة ليصحّح كلامه.[10]
  • حفظ القرآن وكلام العرب: إن طبيعة تعلم العربيّة توجب قراءة الكثير من النصوص وحفظ بعضها لتثبيت القواعد والتراكيب اللغويّة في ذهن المتعلم، وتعلم مفردات جديدة، مما يزيد من حصيلة المفردات لدى المتعلم، ولا يقتصر القرآن الكريم على كونه كتاب دين، بل هو أيضاً كتاب عربيّة وبيان، ولا شكّ في أن حفظ آيات مختارة مع الضبط السليم لها تنمي الحس اللغوي والنحوي، فمثلاً يقول الناس في حديثهم أحياناً حرص -بكسر الراء- والصحيح حرَص، وفي هذا قال ابن خلدون: "لا بد من كثرة الحفظ لمن يريد تعلم اللسان العربي، حتى لو لم يفهم أحياناً ما يحفظ، لأن الإلحاح بالحفظ الدائم يمهّد للفهم".[11]
  • تعلُّم مخارج الحروف العربيّة: ليتمكن المتعلم من نطق الحروف العربيّة نطقاً سليماً، كنطق حرف الضاد من مخرجه وتمييزه عن مخرج الدال، ونطق حرف العين من مخرجه الصحيح.[12]
  • معرفة بقواعد النحو: لا بدّ من معرفة المتعلم للقواعد النحويّة الأساسيّة في أثناء حديثه كأزمنة الأفعال مثلاً، واستخدام الضمائر الصحيحة في مواضعها الصحيحة كضمائر المخاطب والغائب مثلاً، وكالتذكير والتأنيث، وذلك يحتاج إلى تدريب وممارسة للغة، وقد قال ابن خلدون: " إن الملَكة تحصل بالحفظ والتدريب"، أي إن امتلاك اللغة يحصل بالتدريب والممارسة. وقد وصف ابن جنّي رجلاً بأنه كان ذكيّاً حافظاً، عالماً بالشعر واللغة، صالح المعرفة بالعربيّة. والعربيّة عندهم هي النحو.[13]
  • الاستماع: لا بد من الاستماع للمتحدثين باللغة العربيّة سواء في المجالس أو في برامج التلفاز أو غيرها، لأن فهم اللغة الشفويّة يساعد كثيراً على تخزينها والاستفادة مما يسمع في أثناء تدربه على الحديث.[14]
  • معرفة بالنمط الصرفي العام: إذ تتميز اللغة العربيّة بتناسق صيغها وثبات دلالاتها، فيتعلم الدارس النمطيّة مثلاً لاسم الفاعل من الفعل، مثل كاتِب وعالِم من كتب وعلم.[15]
  • تعلم الكتابة والإملاء: ويكون في البداية من خلال تعلم رسم الحرف ومعرفة صوته، ثم معرفة رسمه في المقاطع ثم تمييزه وقراءته في الكلمات، أي يتم تعلم الحرف رسماً وصوتاً وكتابته مع حروف المدّ وبالحركات (الفتحة والضمة والكسرة والسكون) ثم تمييز رسمه في الكلمات، ويُفضَّل التكرار لتثبيت النطق والكتابة.[16]

المراجع

  1. ↑ د. محمود الناقد (1985)، تعليم اللغة العربيّة للناطقين بلغات أخرى، المملكة العربيّة السعوديّة: جامعة أم القرى، صفحة 21. بتصرّف.
  2. ↑ أ. د. عبد المجيد عمر (1437)، منزلة اللغة العربيّة بين اللغات المعاصرة (الطبعة الثانية)، المملكة العربيّة السعوديّة: مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي، صفحة 7-11. بتصرّف.
  3. ↑ أ. د. عبد المجيد عمر (1437)، منزلة اللغة العربيّة بين اللغات المعاصرة (الطبعة الثانية)، المملكة العربيّة السعوديّة: مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي، صفحة 49-50. بتصرّف.
  4. ↑ محمد السراج (1983)، اللباب في قواعد اللغة وآلات الأدب (الطبعة الأولى)، دمشق: دار الفكر، صفحة 9. بتصرّف.
  5. ↑ محمد السراج (1983)، اللباب في قواعد اللغة وآلات الأدب (الطبعة الأولى)، دمشق: دار الفكر، صفحة 11. بتصرّف.
  6. ↑ محمد السراج (1983)، اللباب في قواعد اللغة وآلات الأدب (الطبعة الأولى)، دمشق: دار الفكر، صفحة 153. بتصرّف.
  7. ↑ محمد السراج (1983)، اللباب في قواعد اللغة وآلات الأدب (الطبعة الأولى)، دمشق: دار الفكر، صفحة 187. بتصرّف.
  8. ↑ سوزان جاس، لاري سلينكر (2003)، تعلم اللغة الثانية (الطبعة الأولى)، القاهرة: المجلس الأعلى للثقافة، صفحة 209-210. بتصرّف.
  9. ↑ سوزان جاس، لاري سلينكر (2003)، تعلم اللغة الثانية (الطبعة الأولى)، القاهرة: المجلس الأعلى للثقافة، صفحة 229-230. بتصرّف.
  10. ↑ سوزان جاس، لاري سلينكر (2003)، تعلم اللغة الثانية (الطبعة الأولى)، القاهرة: المجلس الأعلى للثقافة، صفحة 184. بتصرّف.
  11. ↑ د. محمود الطناحي (2014)، صيحة في سبيل العربيّة (الطبعة الأولى)، الأردن: أروقة للدراسات والنشر، صفحة 87-101. بتصرّف.
  12. ↑ د. محمود الطناحي (2014)، صيحة في سبيل العربيّة (الطبعة الأولى)، الأردن: أروقة للدراسات والنشر، صفحة 107.
  13. ↑ د. محمود الطناحي (2014)، صيحة في سبيل العربيّة (الطبعة الأولى)، الأردن: أروقة للدراسات والنشر، صفحة 142-143. بتصرّف.
  14. ↑ د. محمود الناقد (1985)، تعليم اللغة العربيّة للناطقين بلغات أخرى، المملكة العربيّة السعوديّة: جامعة أم القرى، صفحة 44. بتصرّف.
  15. ↑ د. محمود الناقد (1985)، تعليم اللغة العربيّة للناطقين بلغات أخرى، المملكة العربيّة السعوديّة: جامعة أم القرى، صفحة 79.
  16. ↑ عبد المجيد عمر (2010)، منزلة اللغة العربيّة بين اللغات المعاصرة، السودان: جامعة أم درمان الإسلاميّة، صفحة 187. بتصرّف.