كيف احفظ القران بشهر

كيف احفظ القران بشهر

حِفظ القرآن

من أكثر ما يسعى إليه المسلم إتقان قراءة كتاب الله القرآن الكريم على أتمِّ وجه وحفظه عن ظهر غيب؛ لِما في حفظه من عظيم خير وبرّ، وما يتحصَّل لحافظه من الأجر والمثوبة عند الله عزّ وجلَّ، وهو يسعى لإتمام حفظه في أسرع وقتٍ ممكنٍ بإتقانٍ وحرفيّة، وقد وضع العلماء العديد من القواعد والوسائل التي تُعين المسلم على حفظ القرآن الكريم أثناء فترة وجيزة وبإتقانٍ، شرط التزامه بتلك الوسائل بالعزم على ذلك، والمواظبة على استذكار آيات القرآن الكريم، حتّى لا يتفلّت منه وينساه بعد الحفظ، فقد ثبت عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (تعاهَدوا هذا القرآنَ، فوالّذي نفسُ محمّدٍ بيدِه لهُوَ أشَدُّ تفَلُّتاً من الإبِلِ في عُقُلِها)،[1] لذلك يجب على حافظ القرآن أو من يُريد حفظه ألّا يتركه، بل يجب عليه أن يعيد ما تمّ حفظه حتّى لا يتفلّت منه، أمّا الوسائل المُعينة على حفظ القرآن وإتقانه خلال شهر، فسيتمّ بيانها في هذه المقالة.

كيفيّة حفظ القرآن في شهر

قد يجد البعض أنّ هدف المسلم في حفظ القرآن الكريم في شهرٍ واحد هدفٌ صعب المنال، إلّا أنّه بالعزيمة والهِمّة يصبح سهلاً يسيراً، أمّا مقدار الحفظ اليوميّ فهو حفظ جزءٍ كاملٍ من كتاب الله؛ ليكون المجموع ثلاثين جزءاً خلال الشهر، أي حفظ القرآن كاملاً؛ حيث إنّ عدد أجزاء القرآن هو ثلاثون جزءاً، وتفصيل ذلك على النحو الآتي:[2]

  • إذا تمّ افتراض أنَّ كلّ صفحة من صفحات القرآن الكريم تحتاج ما يقارب اثنتي عشرة دقيقةً ليحفظها الشخص حفظاً مُتقناً؛ فذلك يعني أنّه سيحفظ في الساعة خمس صفحات من كتاب الله تعالى.
  • إنّ الجزء الواحد من أجزاء القرآن الكريم يتكوّن من عشرين صفحةً تقريباً، فإذا احتاجت كلّ صفحة من صفحات القرآن الكريم اثنتي عشرة دقيقةً فإنّ الجزء الكامل الذي يتكوّن من عشرين صفحة يحتاج من الوقت أربع ساعات ونصف لإتمام حفظ جزء كامل من القرآن.
  • يستطيع الشخص وضع برنامجٍ خاصٍّ به يتّفق مع أوقات الصّلوات الخمس لحفظ القرآن الكريم في شهر، بحيث يتمّ تخصيص ساعة بعد كلِّ صلاة لحفظ خمس صفحات في هذه الساعة، فيكون مجموع الحفظ عشرين صفحةً بعد أربع فرائض؛ وهو ما يُعادل جزءاً واحداً يومياً.
  • يتمّ تخصيص الفريضة الخامسة لمراجعة ما تمَّ حفظه أثناء اليوم؛ بحيث يتمّ ربط الصفحات العشرين وإتقانها.

الأُسُس العامّة لحفظ القرآن

إذا أراد المسلم حفظ القرآن الكريم وعزم على ذلك؛ فينبغي عليه اتّباع مجموعة من الأُسُس ليكون حفظه تاماً متقناً، وتلك الأسس ينبغي توفّرها في الحافظ قبل البدء بالحفظ، وأبرز تلك الأسس ما يأتي:[3]

  • إخلاص النيّة لله تعالى: فينبغي على المسلم أن تكون نيته وقصده من حفظ كتاب الله خالصةً لوجه الله، وليس ابتغاء الشُّهرة، أو المال، أو غير ذلك من الأمور التي يسعى إليها البعض، فإن لم يتوفّر الإخلاص لدى الشخص فسيُحرَم من الأجر والثواب والقبول عند الله تعالى.
  • السيرة الصّالحة: فللسّيرة الصالحة والسلوك القويم وتقوى الله -تعالى- أثرٌ ظاهرٌ في حفظ القرآن الكريم وتثبيته في القلب، فقد قال تعالى: (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ)،[4] وقال الشافعيّ رحمه الله:
  • العزم على الحفظ: فمن يريد حفظ القرآن الكريم قد يعتريه بعض الوهن أثناء فترة حفظه، وإن لم يكن لديه عزمٌ صادقٌ وإصرار على الحفظ فلن يصل إلى غايته في حفظ القرآن الكريم كاملاً في شهر.
  • اختيار الطريقة المُثلى: يجب على الشخص اختيار الطريقة التي تناسبه لحفظ القرآن الكريم، بحيث تتناسب مع قدرته وأوقات فراغه، وعليه أن يضع برنامجاً ثابتاً بأوقات مُحدَّدة للسير عليه في حفظه أثناء المدّة المحددة.

ما يتميّز به حافظ القرآن

إنّ من غايات المسلم حفظ القرآن الكريم، وفهم معانيه وتدبُّرها، واكتشاف خفايا كلماته وأسرارها، وهو أمر مطلوبٌ شرعاً، فقد أنزل الله -سبحانه وتعالى- كتابه العزيز لتلاوته وتدبّر معانيه ومدلولاته العظيمة، والسير وفق نهجه القويم الذي اختاره الله -سبحانه وتعالى- للبشر،[5] وقد ميّز الله -سبحانه وتعالى- حافظ القرآن الكريم بالعديد من الخصال والمميّزات، منها ما يأتي:[6]

  • حافظ القرآن الكريم أحقُّ الناس بإمامة الصّلاة.
  • حافظ القرآن الكريم له منزلةٌ رفيعةٌ في الجنّة يوم القيامة، حيث تكون منزلته عند آخر آية ٍحفظها في حياته، فكلّما زاد حفظه لآيات كتاب الله ارتفعت منزلته في الجنّة، فقد قال الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: (يُقالُ لصاحِبِ القرآنِ: اقرأ، وارتَقِ، ورتِّل كَما كُنتَ ترتِّلُ في الدُّنيا، فإنَّ منزلتَكَ عندَ آخرِ آيةٍ تقرأُ بِها).[7]
  • يستحقّ والدا حافظ القرآن التكريم من الله -سبحانه وتعالى- يوم القيامة، فقد أعدَّ الله -تعالى- لهما تيجاناً من نور؛ إكراماً لمنزلة ابنهما وحفظه لكتاب الله بدعمٍ منهما، وما قدَّماه له لإتمام حفظ كتاب الله.
  • يُرشَّح حافظ القرآن للإمارة أو الرئاسة؛ فهو الأحقّ بها إن كان قادراً على حملها، وتوفرت به الشروط الأخرى للإمامة.
  • يجعل الله سبحانه وتعالى لحافظ القرآن شفاعةً خاصّةً به لحفظه القرآن الكريم في الحياة الدنيا.

المراجع

  1. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم ، عن أبي موسى الأشعري عبد الله بن قيس، الصفحة أو الرقم: 791، صحيح.
  2. ↑ "كيف تحفظ القرآن في شهر"، www.to7af.com، اطّلع عليه بتاريخ 10-12-2017. بتصرّف.
  3. ↑ علي بن عمر بادحدح، "كيف تحفظ القرآن"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-12-2017. بتصرّف.
  4. ↑ سورة البقرة، آية: 282.
  5. ↑ "أهمية حفظ القرآن وتفهم معانيه"، www.fatwa.islamweb.net، 21-5-2013، اطّلع عليه بتاريخ 19-12-2017. بتصرّف.
  6. ↑ "مزايا حافظ القرآن في الدنيا والآخرة"، www.islamqa.info، 6-3-2002، اطّلع عليه بتاريخ 1-12-2017. بتصرّف.
  7. ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 2914، حسن صحيح.